CNN.com Arabic
البحـث
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
العـالم
صربيا تسحب سفيرها من واشنطن بعد اعترافها باستقلال كوسوفو

2300 (GMT+04:00) - 19/03/08

علم كوسوفو الجديد يضم ست نجمات بيضاء تعبر عن عرقيات سكان الدولة الوليدة
علم كوسوفو الجديد يضم ست نجمات بيضاء تعبر عن عرقيات سكان الدولة الوليدة

(CNN)-- في رد فعل فوري على إعلان وزارة الخارجية الأمريكية اعتراف الولايات المتحدة بكوسوفو كدولة مستقلة عن صربيا، وعزمها إقامة علاقات دبلوماسية معها، قررت حكومة بلغراد سحب سفيرها من واشنطن.

جاءت هذه الخطوة، التي أعلنها وزير الخارجية الصربي، فوك جيرميتش الاثنين، بعد قليل من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، في بيان مكتوب، أن الولايات المتحدة تعترف بدولة كوسوفو، كأحدث دولة مستقلة في أوروبا.

وجاء في البيان الذي صدر بواشنطن: "نتقدم بالتهنئة إلى شعب كوسوفو بهذه المناسبة التاريخية"، مضيفة قولها إن "الرئيس بوش قرر الاستجابة على الفور، لطلب من حكومة كوسوفو، بشأن إقامة علاقات دبلوماسية بين دولتينا."

وكان السفير الصربي بالولايات المتحدة إيفان فوياتشيتش، قد ذكر في وقت سابق لـCNN إن بلاده سوف تتخذ "خطوات دبلوماسية"، لم يحددها، تجاه الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفو.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة اعترافها باستقلال كوسوفو، فقد أعربت موسكو عن عزمها القيام بكل الجهود الممكنة لإلغاء إعلان استقلال الإقليم، معتبرة أنه "جاء مخالفاً للشرعية من جانب واحد."

وحذرت روسيا، التي سارعت بإدانة إعلان كوسوفو الاستقلال عن صربيا، بمجرد صدور الإعلان الأحد، من أن الخطوة "تهدد بإشعال نزاع جديد" في منطقة البلقان، وطالبت بوضع الإقليم تحت الإدارة الدولية.

"استقلال كوسوفو" يثير انقسامات داخل "الأسرة" الأوروبية

ويبدو أن الخلاف الأمريكي الروسي بشأن إعلان إقليم "كوسوفو" الاستقلال عن صربيا، لن يقتصر فقط على الدولتين المحوريتين، بل سيمتد إلى الأسرة الأوروبية نفسها، التي بدت "منقسمة" إزاء تأييد الاستقلال أو معارضته.

وبينما أرسل المسؤولون في كوسوفو رسائل إلى نحو 192 دولة حول العالم، تدعوها إلى الاعتراف باستقلالها، فقد عقد وزراء خارجية 27 دولة عضو بالاتحاد الأوروبي اجتماعاً في العاصمة البلجيكية بروكسل الاثنين، لبحث مسألة الاعتراف بالدولة الأوروبية الجديدة.

وبدا التباين واضحاً في موقف دول الاتحاد الأوروبي، بين مؤيد ومعارض للخطوة التي أعلنها البرلمان الكوسوفي الأحد، على الرغم من قيام الاتحاد بإرسال بعثة لتسلم المهام الإدارية بالإقليم، الذي أصبح دولة، من بعثة الأمم المتحدة التي تتولى إدارته منذ العام 1999.

وفيما أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا اعترافها باستقلال كوسوفو، أو ألمحت إلى أنها ستعترف باستقلالها، فقد أعربت ست دول أوروبية أخرى، وهي قبرص وأسبانيا واليونان وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا، عن أنها "غير مستعدة للاعتراف باستقلال الإقليم الصربي."

وكان البرلمان الكوسوفي قد عقد "جلسة تاريخية" الأحد، أعلن خلالها موافقته على استقلال الإقليم بشكل تام عن صربيا، بعد قرابة عقد كامل من الخضوع لإدارة الأمم المتحدة، في أعقاب الحرب التي اندلعت في منطقة البلقان، بعد "تفكيك" جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية السابقة.

ووافق الاتحاد الأوروبي السبت، قبل يوم واحد من إعلان استقلال كوسوفو، على إيفاد بعثة من قرابة ألفي شرطي وقانوني لتقديم الدعم للإقليم، تتولى المهام المتعلقة بالشرطة والقضاء والإدارة المدنية، من بعثة الأمم المتحدة الحالية بعد فترة انتقالية تستمر أربعة أشهر.(المزيد)

ونقلت أسوشيتد برس أن التكتل الأوروبي أقر نشر القوة المؤلفة من 1800 فرد في كوسوفو، مشيرة إلى أنها ستبدأ العمل بكامل طاقتها مطلع الصيف المقبل، وسط احتمالات برفع أعداد طاقمها إلى أكثر من 2000 فرد، سيعملون على وضع اللبنات الأمنية والإدارية والقانونية الأولى للدولة الحديثة.

وجاءت الموافقة الأوروبية بعد يوم واحد من تعهد رئيس وزراء كوسوفو، هاشم تاتشي، الجمعة بالحفاظ على حقوق كافة الأقليات بعد الاستقلال، تحديداً الصرب، وإسناد أدوار لهم في مجتمع وحكومة الدولة الجديدة.

كما شدد تاتشي، الذي تلا إعلان استقلال الإقليم أمام جلسة استثنائية للبرلمان الأحد، على عزم الدولة الوليدة بالسعى للاندماج مع الاتحاد الأوروبي، والانخراط في حلف شمال الأطلسي "الناتو."

وفي أعقاب إعلان استقلال كوسوفو، قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة مساء الأحد، بناء على طلب من روسيا، لبحث مسألة إعلان استقلال كوسوفو "من جانب واحد"، فيما دعت قوى دولية أخرى جميع الأطراف إلى "التزام التهدئة."

من جانبه، أدان رئيس الحكومة الصربي، فويسلاف كوشتونيتسا، إعلان البرلمان الكوسوفي استقلال "الإقليم"، قائلاً لمواطني صربيا: "يجب علينا أن نعمل معاً ليرى العالم أننا لن نقبل بقيام دولة زائفة على أراضينا."

كما أكد وزير الخارجية الصربي، فوك جيرميتش، أن بلاده "سوف تعمل بكل ما يمكنها من أجل معارضة هذا الاستقلال غير القانوني"، في إشارة إلى أن استقلال كوسوفو جاء من جانب واحد، دون اعتراف بلغراد به.

وتصاعدت التحركات نحو استقلال كوسوفو رسمياً عن صربيا العام الفائت، عقب تنظيم الأمم المتحدة لمفاوضات الحل النهائي لتحديد مصير الإقليم، تزامناً مع تولي تاتشي منصبه كرئيس للحكومة الكوسوفية، الذي جعل من الاستقلال على سلم أولويات حكومته.




ملاحظة : تفتح الصفحات في نافذه جديدة. CNN غير مسؤوله عن مضمون المواقع الأخرى.
البحـث
     
© 2010 Cable News Network.
جميع الحقوق محفوظة .A Time Warner Company
التي بموجبها تقدم لك هذه الخدمة.