 | | بوتين يعتبر تحليق الطائرة الجورجية بمنطقة النزاع عملاً استفزازياً |
(CNN)-- تصاعدت حدة التوتر بين كل من روسيا وجورجيا الاثنين، إثر اتهام السلطات الجورجية لسلاح الجو الروسي بإسقاط طائرة تجسس بدون طيار، أثناء تحليقها في أجواء إقليم "أبخازيا"، الذي أعلن انفصاله من جانب واحد عن الجمهورية الجورجية في وقت سابق.
وقد أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها إزاء التقارير التي أشارت إلى قيام مقاتلة روسية من طراز "ميغ 29" بإسقاط طائرة التجسس الجورجية، فيما أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن استغرابه من تحليق طائرة تجسس جورجية فوق منطقة النزاع بين جورجيا وأبخازيا. وجاء في بيان صادر عن دائرة الصحافة بالرئاسة الروسية "الكرملين" الاثنين: "لدى مناقشة الحادث بمشاركة الطائرة الجورجية بدون طيار، أعرب الرئيس بوتين عن استغرابه من واقعة قيام الجانب الجورجي بتحليقات عسكرية فوق منطقة النزاع." وأشار البيان إلى أن الرئيس الروسي وصف هذا العمل، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الجورجي ميخائيل ساكشفيلي، بأنه "يتنافى مع اتفاقات موسكو حول وقف النار وفصل القوات، التي تم توقيعها في 14 مايو/ أيار 1994، كما يعتبر عملاً مزعزعا للاستقرار، يؤدي إلى تصعيد حدة التوتر" بمنطقة القوقاز. وأعلن الرئيس الروسي أن خطوات تقديم المساعدات لسكان "أبخازيا" و"أوسيتيا الجنوبية"، من قبل روسيا، "تجري في نطاق شرعي، لافتاً إلى أن "الخطوات التي تتخذها روسيا تتميز بتوجهات اجتماعية اقتصادية بحتة، وهذا ما يميزها عن قرارات عدد من الدول، حول الاعتراف بالإعلان الأحادي الجانب باستقلال كوسوفو." وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن يتخذ الجانب الجورجي هو الآخر "خطوات عملية باتجاه تخفيف العبء الاجتماعي، وتأمين التطور الاقتصادي لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية"، حسبما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء. من جانبه، اتهم الرئيس ساكشفيلي روسيا بارتكاب "عمل عدواني"، بإسقاط طائرة الاستطلاع الجورجية، مؤكداً أن تبليسي "تمتلك أدلة مصورة" على ذلك، حسبما جاء في بيان بثته قنوات التلفزيون المحلية في العاصمة الجورجية. وذكر البيان: "تمتلك جورجيا أدلة عديدة على انتهاك المجال الجوي الجورجي، والاعتداءات من قبل روسيا، ولدينا مقاطع فيديو تصور كيف تقوم طائرة روسية بقصف الأراضي الجورجية، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق من وجهة نظر القانون الدولي." وردت القوات الجوية الروسية على الاتهامات الجورجية بالقول إن "ادعاءات" الجانب الجورجي، بشأن قيام طائرة روسية مقاتلة بإسقاط طائرة استطلاع بدون طيار فوق أراضي جورجيا، هو أمر "من نسج الخيال"، بحسب "نوفوستي." وفيما تجنب المسؤولون في موسكو الإشارة إلى موقع إسقاط الطائرة، فقد أكد "رئيس أركان الجيش الأبخازي" إسقاط طائرة تجسس فوق أراضي الإقليم، مشدداً على أن الطائرة لا يمكن أن تدخل الأجواء الأبخازية، إلا عن طريق جورجيا. وأعلن رئيس ما يُعرف بـ"جمهورية أبخازيا"، في إشارة للإقليم الذي أعلن انفصاله من جانب واحد عن جورجيا، سيرغي باغابش، أن أبخازيا ستستمر في منع "الطائرات العسكرية الجورجية من انتهاك أجوائنا." وبينما أكدت السلطات الأبخازية أن قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرة التجسس التابعة لسلاح الجو الجورجي الأحد الماضي فوق بلدة "غاغيدا"، نفت تبليسي قيام أي من طائراتها بالتحليق في تلك المنطقة. وقد شهدت الأزمة تصعيداً سياسياً الاثنين، إثر قيام وزارة الخارجية الجورجية باستدعاء سفير روسيا لدى تبليسي، فياتشيسلاف كوفالينكو، حسبما أكد الملحق الصحفي للسفارة الروسية، الكسندر سافينوف، كما أكدت تقارير تلفزيونية جورجية نبأ استدعاء السفير الروسي. وذكرت قناة "روستافي-2" الجورجية أنه تم تسليم السفير الروسي "مذكرة احتجاج على قيام الطائرة المقاتلة الروسية "ميغ-29" التي أقلعت من القاعدة العسكرية في غوداوتا (أبخازيا)، بإسقاط طائرة استطلاع جورجية بدون طيار كانت تحلق فوق الجزء الغربي من البلاد في مهمة روتينية." | 
