إيران ستمطر إسرائيل بوابل من الصواريخ حال مهاجمتها، وفق المسؤول العسكري
(CNN) -- قال الكاتب المعروف سيمور هيرش إنّ إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أطلقت "تصعيدا كبيرا" في العمليات السرية ضدّ إيران، بإرسال فرق كوماندوس أمريكية للتجسس على منشآت طهران النووية، وزعزعة نظام الحكم هناك.
ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية التعليق على التقرير الذي نشره هيرش في The New Yorker.
غير أنّ هيرش أبلغ CNN أنّ الكونغرس سمح بإنفاق 400 مليون دولار على حملة سرية ضدّ إيران تشارك فيها قوات من فرق العمليات الخاصة الأمريكية ومنشقون إيرانيون.
وأضاف أنّ بوش ونائبه ديك تشيني رفضا ما خلصت إليه تقارير الاستخبارات التي تشير إلى أنّ إيران علقت برنامجها النووي "وهما لا يريدان مغادرة البيت الأبيض من دون التأكّد سواء من مهاجمة إيران أو أنها توقفت عن تطوير برنامجها النووي."
والمقال الأخير الذي يحمل عنوان "تحضير ساحة المعركة" هو الأخير ضمن سلسلة مقالات تتهم إدارة بوش بالإعداد للحرب على إيران.
ونفى السفير الأمريكي لدى بغداد راين كروكر أن تكون بلاده نفذت حملات انطلاقا من العراق، قائلا إنّ القوات الأمريكية لا تنشط على الحدود مع إيران.
لكن هيرش قال إنّ العمليات الأمريكية انطلقت من أفغانستان التي تتقاسم الحدود بدورها مع إيران.
وأوضح أنّ من نتائج تلك العمليات "تزايدا دراماتيكيا في الأحداث الحركية والفوضى" في إيران، من ضمنها هجمات شنها أكراد شمال البلاد وهجوم استهدف مسجدا في شيراز في مايو/أيار.
...وإيران تتوعّد
ومن جهتها، توعدت إيران على لسان رئيس البرلمان علي لاريجاني كل من ينوي مهاجمة بلاده بأنه سيدفع الثمن غاليا.
كما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الحكومية عن جنرال في الجيش الإيراني قوله إنّ "القوات الإيرانية بصدد حفر أكثر من 320 ألف قبر" لدفن أي قوات غازية "مع احترامنا لهم."
وقال العميد مير فيصل باقر زاده، الذي قدمته الوكالة على أنّه الضابط الإيراني المسؤول عن تحديد هويات الجنود المفقودين في القتال "بمقتضى قانون الحرب والنزاعات المسلحة، ينبغي اتخاذ استعدادات لازمة لدفن جنود الدول المعتدية."
والسبت، لوّح قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، بأن الجمهورية الإسلامية سترد بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل وخنق خطوط حركة النفط في مضيق هرمز، وفق تقرير.
ويأتي التحذير الذي نشرته صحيفة "جام جم" الإيرانية المتشددة بعد الكشف عن مناورة عسكرية إسرائيلية ضخمة في البحر المتوسط، فُسرت بأنها رسالة إلى إيران لكبح طموحها النووي، وفق الأسوشيتد برس.
ولفت جعفري إلى روادع قوية تحول دون ضرب الجمهورية الإسلامية، منها قواها الصاروخية وضعف إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة وتضاؤل فرص تحقيق ضربة عسكرية ناجحة.
يُشار إلى أن إيران شيدت مفاعلها النووية في مناطق متفرقة في البلاد، وأقامت جانب منها تحت الأرض لحمايتها من هجمات جوية.
ولم يستبعد قائد الحرس الثوري الإيراني أن يتضمن الرد الإيراني على أي هجوم ورقة النفط وفرض قيود على ممر نقل المادة الحيوية عبر مضيق هرمز.
واشار قائلاً في هذا السياق: "من الطبيعي إذا تعرضت أي دولة لهجوم فستستخدم كافة إمكانياتها والفرص لمواجهة العدو، وبالنظر إلى الممر الحيوي لحركة نقل النفط خارج المنطقة، ففرض السيطرة على الخليج ومضيق هرمز سيكونا قطعاً ضمن الخطوات الإيرانية."
وساهمت المخاوف من تصعيد المواجهة بين الغرب وإيران، رابع أكبر منتج للنفط في العالم، في الارتفاع الكبير في أسعار المادة الحيوية مؤخراً الذي شارف 143 دولارا للبرميل، الجمعة.
وكان المرشد الروحي للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي قد هدد عام 2006 بزعزعة إمدادات النفط العالمية إذا هاجمت الولايات المتحدة بلاده. ويمر قرابة 60 في المائة من نفط العالم عبر مضيق هرمز.
وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم على إيران سيستدعي ردة فعل إنتقامية في العالم الإسلامي، ستضر بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية في كافة أنحاء الشرق الأوسط.
قائد الجيش الأمريكي في إسرائيل
وتزامنت تصريحات جفعري مع تأكيد وزارة الدفاع الإسرائيلية أنّ رئيس هيئة الأركان الأميركي الأدميرال مايكل مولن قام بزيارة إلى إسرائيل نهاية هذا الأسبوع.
والزيارة هي الثانية لمولن منذ تعيينه في منصبه الجديد حيث كانت الأولى في نهاية العام الماضي، حيث عدّت أول زيارة يقوم بها رئيس أركان أميركي إلى تل أبيب منذ نحو 10 سنوات.
وقال رايدو إسرائيل إنّ مولن التقى نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي وكذلك وزير الدفاع إيهود باراك.
ورغم أنّ البنتاغون أوضح أنّ الزيارة كانت مقررة منذ فترة، إلا أنّ ملاحظين ربطوها بتايد الشائعات عن احتمال قرب توجيه ضربة إلى إيران.
وأوضح الراديو أنّ المسؤولين ناقشوا الملف الإيراني وكذلك محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والسوريين.
وقال مراقبون إسرائيليون إنّ هذه الزيارة الثانية لمولن إلى إسرائيل خلال نحو ستة أشهر تظهر بوضوح العلاقة الوثيقة التي بناها الأخير مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي، والأهمية "التي يوليها للتهديدات التي يرى أن إسرائيل تواجهها حالياً."
وقالت صحف إسرائيلية إنّ أشكينازي، سيتوجه بدوره إلى واشنطن بعد أسابيع قليلة من مغادرة مولن حيث يقضي أياماً عديدة في أول زيارة له إلى أميركا كرئيس للأركان.
وتزايدت التكهنات بشن هجوم محتمل على إيران بعد الرسالة التي بعثتها المناورات العسكرية الإسرائيلية الضخمة في البحر المتوسط في وقت سابق من الشهر.
وأكدت مصادر عسكرية أمريكية لشبكة CNN أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مطلع الشهر الجاري مناورات وتدريبات ضخمة امتدت لمئات الأميال في منطقة شرق البحر المتوسط، وأن واشنطن تعتقد بأن تلك التحركات تهدف إلى إرسال رسالة علنية إلى طهران تظهر قدرة تل أبيب على ضرب منشآتها النووية.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن التدريبات التي جرت في الثاني من يونيو/حزيران الجاري شملت عشرات المقاتلات الجوية، وبينها أسراب من نوع F-15 وF-16، وطائرات مخصصة للتزود بالوقود جواً.
وجاءت المناورة الإسرائيلية بعد نفي البيت الأبيض صحة تقارير إسرائيلية بشأن اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، توجيه ضربة عسكرية إلى إيران قبل انتهاء فترة ولايته في يناير/ كانون الثاني من العام 2009.
وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض، أن "المقالة التي نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست (الإسرائيلية) حول موقف الرئيس (بوش) بشأن إيران، والذي جاء نقلاً عن مصدر غير معروف لمصدر آخر غير معروف، يسيء للصحيفة التي تناولته."
ويذكر أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي كان قد حذر الأسبوع الماضي من أن مهاجمة إيران سيحيل الشرق الأوسط لكرة من اللهب.