سنو في إحدى المناسبات التي ظهر فيها إلى جانب الرئيس جورج بوش
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- توفي المتحدث السابق باسم البيت الأبيض طوني سنو، الذي أبلغ الصحفيين مرة أنّه "فتى محظوظ جدا" السبت، عن 53 عاما، بعد خسارته معركته الثانية مع السرطان.
وغادر سنو، الذي كان يخضع لعلاج كيميائي بعد عودة المرض، البيت الأبيض في 14 سبتمبر/أيلول 2007، ليلتحق بشبكة CNN كمعلق سياسي.
وفي كلمته الوداعية للصحفيين في البيت الأبيض، قال سنو "إنني أشعر أنني بخير" واصفا مهنته بكونها "أفضل متعة مارستها في حياتي."
وقال إنه يغادر البيت الأبيض من أجل تحصيل مال أكثر حيث كان يتقاضى راتبا سنويا يبلغ 168 ألف دولار.
وأكّدت خليفته في المنصب، دانا بيرينو، وفاة سنو، قائلة "إنّ البيت الأبيض يشعر بحزن عميق لخسارته. لقد كان صديقا كبيرا وزميلا ومتحدثا رائعا. وعائلته العزيزة في أذهاننا وصلواتنا."
وتمّ تشخيص مرض سرطان القولون مبدئيا لدى سنو في فبراير/شباط 2005، حيث تمت إزالة القولون وبعد نصف عام من العلاج قال الأطباء إنّ السرطان بصدد العودة.
وبعد 11 شهرا من بدء عمله في البيت الأبيض، عاد المرض من جديد وخضع لعلاج استمر خمسة أسابيع، قبل أن يعود لعرض الموجز اليومي على الصحفيين الذي صفقوا له طويلا وقتها.
وقال سنو ساعتها "ليس بإمكان أي شخص أن ينجو من السرطان ولكن من جهة أخرى، عليك أن تدرك أنك حصلت على هدية الحياة وعليك أن تستغلها بأقصى ما لديك. هذه هي رؤيتي وأنا ماض لأنتهز أفضل ما في الحياة معكم."
وفي 27 مارس/آذار 2007، أعلنت بيرينو أنّ السرطان عاد لسنو وأن الأطباء انتزعوا ورما منه قبل يوم.
وعيّن الرئيس جورج بوش سنو لخلافة سكوت ماكليلان في أبريل/نيسان 2006، بعد أن كان يعمل مذيعا لدى شبكة "فوكس نيوز" ومحللا سياسيا للقناة التي التحق بها عام 1996 ومن برامجه الشهيرة "برنامج طوني سنو."
وبالتحاقه بالبيت الأبيض، خسر سنو الكثير من المال مما حدا به لاحقا إلى الحديث عن التضحيات المالية التي أقدم عليها.
وشرح كيف أنه يرغب في الحصول على مزيد من الأموال لمساعدة عائلته التي تتضمن أطفالا يستعدون للالتحاق بالمعاهد العليا.
وأكثر ما عرف به سنو هو الصراحة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2005 كتب مقالا رأى فيه البعض انتقادا لجورج بوش نفسه وعقيدته المحافظة.
وقال بوش "لقد سألته ساعة تعيينه عن ذلك المقال فأجابني إنه يفترض بي أن أكون قد سمعت بما قاله عن الرجل الآخر."
وقال بوش "إنّ مسيرة سنو الطويلة في الصحافة ساعدتني لأدرك أهمية العلاقة بين الحكومة وأولئك الذين يتولون تغطيتها."
والسبت، قال بوش في نعيه للمتحدث السابق باسمه "إنّه ولورا(عقيلته) يشعران بحزن عميق ...وأنّ أمريكا خسرت شخصا خدمها بصدق."
وولد سنو في الأول من يونيو/حزيران 1955 في كنتاكي غير أنه ترعرع في سينسيناتي.
ولما بلغ سنّ السابعة عشرة من العمر توفيت والدته بسرطان القولون وهي في عمر الثامنة والثلاثين.
وفي عام 1991، التحق سنو بطاقم عمل الرئيس جورج بوش الأب في وظيفة كبير كتّاب الخطابات، قبل تعيينه مساعدا للمكلف لمستشار شؤون الإعلام للرئيس.
وأصبح عام 1993، وجها تلفزيونيا معروفا بإطلاقه برنامجه الإخباري على شبكة "فوكس."
وعندما عاد إلى العمل في 30 أبريل/نيسان 2007، بعد تشخيص عودة السرطان، قال سنو، المعروف بانتقائه وحرصه على الدقة في كلماته للصحفيين "إنكم لا تتكهنون بهذا الأمر. إنه ببساطة يحدث. وأنا أريد أن أشكركم جميعكم. وأنا أعني ذلك بكل في الكلمة من معنى وأي شخص لا يعتقد بذلك، بأنّ هذه الأفكار والصلوات تصنع الفرق، هو ببساطة مخطئ."
وإثر ذلك، قدّم لمناقشة وضعه الصحي بجملته الشهيرة "أنا فتى محظوظ جدا."
وخارج عمله، كان سنو يمارس هواية القيثارة والساكسوفون حيث أنه سبق له أن كان عضوا في مجموعة موسيقية اسمها "Beats Workin."