رايس أثناء توقيع الاتفاقية
براغ، تشيكيا (CNN)-- وقعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرها التشيكي كاريل شفارتسنبرغ في براغ الثلاثاء اتفاقية بشأن نصب رادار تابع للمنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ على الأراضي التشيكية، وصفتها رايس بأنها "معلم" أساسي.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية إن الاتفاقية: "ستفيد الأصدقاء والحلفاء الذين يواجهون المخاطر عينها خلال القرن الجاري، والذين يرغبون في التصدي لها من خلال أفضل وسائل التكنولوجيا الدفاعية التي يمكن إيجادها."
واعتبرت رايس أن الخطر الإيراني قد يمثل سبباً محتملاً لنشر النظام الذي أكدت أن جهود وضعه في دول شرق أوروبا ستستمر حتى بعد انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الحالي، جورج بوش.
وأوضحت ما ذهبت إليه بالقول: "نحن نواجه خطراً متزايداً من الصواريخ الإيرانية، ومن الصعب أن أصدق أن الرئيس الأمريكي الجديد لن يرغب بالدفاع عن أراضينا وأراضي حلفائنا، سواء أكانوا في أوروبا أو الشرق الأوسط، بمواجهة هذا الخطر."
وعن المعارضة موسكو لخطة الدرع الصاروخية الأمريكية التي ستنشر على مقربة من حدود روسيا قالت: "لقد أوضحنا للروس أننا جميعاً نواجه خطراً مصدره دول مثل إيران التي تعمل على تطوير مدى صورايخها، وعلينا أن نكون في موقع يسمح لنا بالرد."
ولم يتأخر الرد الروسي على توقيع الاتفاقية, فأصدرت وزارة الخارجية في موسكو بيانا جاء فيه أن اقتراب الترسانة الإستراتيجية الأمريكية من الأراضي الروسية قد يضعف قدرات ردع روسيا الدفاعية ما سيضطرها إلى اتخاذ "إجراءات مناسبة" في هذه الحالة لمواجهة التهديد الناشئ بالنسبة لأمنها القومي.
وجاء في البيان "هذا لم يكن خيارنا،" وفقاً لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء.
ويذكر أن موسكو تعارض خطط واشنطن الخاصة بنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في تشيكيا وبولندا.
فروسيا ترى أن الحجج والمبررات التي تقدمها الولايات المتحدة لنشر تلك العناصر قرب الحدود الروسية غير مقنعة، مؤكدة أن التهديد الصاروخي الذي تشير إليه واشنطن في هذه المسألة غير موجود.
واقترحت موسكو على واشنطن استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان ومحطة الإنذار المبكر التي يجرى إنشاؤها في جنوب روسيا بشكل مشترك لأغراض منظومة الدفاع المضاد للصواريخ.
كما عرض الجانب الروسي على الولايات المتحدة في أوائل يوليو 2007 إنشاء مركزين لتبادل المعلومات حول عمليات إطلاق الصواريخ في موسكو وبروكسل. وبعد انتظار طويل بعثت الولايات المتحدة بردود رسمية خطية على المقترحات الروسية وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنها مخيبة للآمال.
يذكر أن رايس كانت قد فشلت الاثنين، في عقد اتفاقية مع بولندا تسمح من خلالها وارسو لواشنطن بوضع صواريخ اعتراضية على أراضيها.
ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، فقد التقت رايس بنظيرها البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، في واشنطن، غير أن تدخلها الشخصي هذا فشل في حصد النتائج المرجوّة إذ استمرت الشروط البولندية المعارضة على حالها، ليشكل ذلك ضربة لرحلة رايس الحالية إلى أوروبا.