/العالم
 
1800 (GMT+04:00) - 07/08/08

غيتس: لا أدلة على تورّط أجنبي بمهاجمة سفارة الهند بكابول

عدد من ضحايا الهجوم على السفارة الهندية بكابول

عدد من ضحايا الهجوم على السفارة الهندية بكابول

 

كابول، أفغانستان (CNN)-- نفى وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، الأربعاء وجود ما يؤشر إلى تورط "عملاء أجانب" في الانفجار الذي استهدف السفارة الهندية في كابول الثلاثاء، والذي أسفر عن مقتل 41 شخصاً وجرح 139 آخرين، رغم توجيه جهات أفغانية مسؤولة أصابع الاتهام في ذلك نحو أجهزة الاستخبارات الباكستانية.

وذكر غيتس أنه "لم يرى أدلة أو مؤشرات تدل على تدخل عملاء أجانب، وذلك بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف جيلاني، أن بلاده ليست على صلة بالهجوم، وأن الولايات المتحدة أكدت ذلك.

وقال جيلاني، لدى سؤاله عن هذه القضية الأربعاء: "لقد سبق أن نفيت هذه التهم، ولتأكيد وجهة نظري، أقول أنني كنت اليوم أشاهد التلفزيون الباكستاني وشاهدت بياناً من الولايات المتحدة ينفي فيه مسؤولية باكستان."

وكانت أفغانستان قد اتهمت باكستان الاثنين صراحة بالوقوف خلف التفجير الذي استهدف السفارة الهندية في كابول، والذي أودى بحياة 41 شخصاً، وتسبب بجرح 139 شخصاً، وذلك بعد تلميحات بدأت في أعقاب العملية، وتوجهت نحو "دولة مجاورة."

وقال مسؤول حكومي أفغاني رفض الكشف عن اسمه إن الهجوم "يحمل بصمات الاستخبارات الباكستانية،" مضيفاً أن كافة المؤشرات التي تمتلكها كابول حالياً حول خلفيات الهجوم الذي نُفّذ بسيارة مفخخة، واعتبر واحداً من أعنف العمليات التي شهدتها العاصمة الأفغانية منذ أعوام "تدل على وقوف الاستخبارات السرية الباكستانية خلفه."

 من جهته، اكتفى هومايان حميدزادة، الناطق باسم الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، بالقول إن "مستوى تطور العملية ونوعية المتفجرات المستخدمة وطبيعة الهدف تحمل بصمات جهاز استخبارات معين، سبق له أن نفّذ هجمات مماثلة داخل أفغانستان."

من جهتها، رفضت الحكومة الباكستانية التعليق على هذه الاتهامات، وأحالت طلب الاستيضاح الذي تقدمت به CNN إلى محمد صديق، الناطق باسم وزارة الخارجية، غير أن الأخير كان خارج البلاد.

وكان الانفجار المدمر الذي وقع قرب سفارة الهند، وسط كابول الاثنين قد أوقع41 قتيلاً، بينهم دبلوماسيان هنديان، بالإضافة إلى 139 جريحاً في الانفجار الضخم الذي لم تشهد له البلاد مثيلاً.

وكشف مصدر دبلوماسي هندي لـCNN، رفض كشف هويته، أن الملحق العسكري والقنصل السياسي ضمن قتلى الانفجار الذي أودى كذلك بحياة اثنين من حراس أمن السفارة إلى جانب سبعة من ضباط الشرطة الأفغان.

ولا تتضمن حصيلة القتلى الثلاثين المهاجم الانتحاري الذي فجر نفسه خارج السفارة أثناء اصطفاف عشرات الأفغان الراغبين في الحصول على تأشيرة أمام مبنى السفارة.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية في الهند في بيان: "هناك مخاوف من وقوع إصابات بين موظفينا ونسعى خلف التفاصيل الكاملة.. هذا الضرب من الإرهاب لن يعيقنا من الوفاء بالتزاماتنا للحكومة والشعب الأفغاني.

وأرسل الانفجار الهائل سحب دخان سوداء غطت سماء المنطقة وسمع دويه على بعد أميال من المدينة، كما شوهدت سيارات إسعاف تهرع إلى مسرح الحادث الذي يُعد أكثر شوارع كابول ازدحاماً وحركة.

وكانت إسلام أباد قد درجت في الماضي على نفي تهم أفغانية سابقة، تصب في الإطار عينه، سيقت ضد أجهزتها الاستخبارية التي كانت على علاقة جيدة بحركة طالبان قبل التدخل العسكري الأمريكي عام 2001.

وكان الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، قد أعرب عن أسفه لسقوط ضحايا جراء الهجوم، وخاصة من الجانب الهندي، وقال إن العملية "الإرهابية" هي من إعداد "أعداء الصداقة بين الهند وأفغانستان."

يذكر أن كابول كانت قد لوحت باتهام باكستان بالوقوف خلف محاولة اغتيال كرزاي في أبريل/نيسان الماضي، عندما فتح مسلحون النار عليه خلال عرض عسكري في كابول دون إصابته.

وقد قال أمرالله صالح، رئيس الاستخبارات الأفغانية لـCNN آنذاك "يبدو أن الأراضي الباكستانية استخدمت ضدنا مرة أخرى.

وتعود العلاقات المشوبة بالدم بين باكستان وأفغانستان إلى عقود خلت، عندما كانت المدارس الدينية الباكستانية تساعد على تدريب المقاتلين لمواجهة الوجود السوفيتي في أفغانستان.

وبعد سيطرة حركة طالبان الأفغانية المتشددة على السلطة خلال الفترة مابين 1996 و2001ن كانت إسلام اباد واحدة من الدول القليلة التي اعترفت بنظامها.

إلا أن باكستان عادت وسحبت دعمها للحركة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، إلا أن التقارير الأمنية الأمريكية الأخيرة تجمع على أن بعض المناطق الباكستانية تحولّت إلى معاقل لطالبان ولتنظيم القاعدة، وخاصة في المناطق القبلية التي تضعف فيها قبضة الحكومة.

يشار إلى أن العلاقات بين باكستان والهند هي بدورها علاقات ملتبسة، إذ تتراوح بين التوتر والجمود، وقد خاصت إسلام أباد ونيودلهي عدة مواجهات عسكرية منذ منتصف القرن الماضي، وما زال النزاع قائماً بينهما على خلفية منطقة كشمير.

حاملة طائرات أمريكية لدعم العمليات بأفغانستان.

إلى ذلك، ذكر بيان للجيش الأمريكي أن حاملة الطائرات، أبراهام لنكولن، انتقلت من منطقة الخليج إلى خليج عُمان، لتتموضع في منطقة يمكن لها منها الإنطلاق في مهمات داخل أفغانستان.

advertisement

وذكر البيان أن الانتقال سيسمح للطائرات الموجودة على متن الحاملة، وهي من نوع F-18، تنفيذ طلعات باتجاه أفغانستان عبر الأجواء الباكستانية، وهم أمر لا يمكن القيام به من موقع الحاملة السابق، إذ لا يمكن لها استخدام الأجواء الإيرانية.

يذكر أن معدل العنف قد ارتفع في أفغانستان مؤخراً، قياساً إلى مراحل الحرب الأولى، بالمقابل، تراجعت العمليات بشكل واضح في العراق، وتقلصت الخسائر الأمريكية فيه.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.