الشرطة البريطانية فرضت طوقاً أمنياً أحاط بالمحتجين
لندن، بريطانيا (CNN)-- قبل أيام قليلة على انعقاد قمة مجموعة العشرين، شهد وسط العاصمة البريطانية لندن مظاهرات حاشدة السبت، شارك فيها نحو 35 ألف شخص، بحسب تقديرات الشرطة، دعوا خلالها قادة الدول الأغنى في العالم، إلى العمل على تجنبب شعوب الدول الأكثر فقراً، تداعيات الأزمة المالية العامية.
تأتي هذه الاحتجاجات، التي شاركت في تنظيمها نحو 150 منظمة محلية ودولية، ضمن "حملة عالمية لتحدي قمة الـ20، التي من المقرر أن تُعقد في لندن في الثاني من أبريل/ نيسان المقبل، والتي تأتي الأزمة المالية العالمية على رأس جدول أعمالها"، وفقاً لمصادر الشرطة البريطانية.
وفيما طالب المتظاهرون بـ"اعتماد نظام اقتصادي يقوم على مبادئ عدالة توزيع الثروة، وتوفير فرص عمل للجميع، ومستقبل أقل تلوثاً بغازات الكربون"، فقد فرضت الشرطة طوقاً أمنياً مشدداً على وسط لندن، مشيرة إلى أنه تم اعتقال أحد الأشخاص لإخلاله بـ"النظام"، إلا أنها قالت يبدو أنه كان مخموراً.
ومن بين المنظمات التي شاركت في مظاهرات السبت، منظمة "أصدقاء الأرض"، و"أوكسفام" فرع بريطانيا، و"أنقذوا الأطفال"، و"تحالف مكافحة التغيرات المناخية"، و"رؤية عالمية" فرع المملكة المتحدة، بالإضافة إلى منظمة يُطلق عليها اسم "ضعوا الناس أولاً"، وكذلك نقابات العمال في بريطانيا.
وكان مسؤولون وخبراء ماليون مشاركون في اجتماعات تحضيرية لقمة مجموعة العشرين، قبل نحو أسبوعين، قد طالبو قادة القمة، التي ستعقد في الثاني من أبريل/ نيسان المقبل، باتخاذ المزيد من التدابير والإصلاحات التشريعية للحيلولة دون أزمة مالية أخرى.
وتعهد وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين، باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإنعاش النمو الاقتصادي، وإصلاح النظام المالي العالمي ومحاربة خطر الحماية التجارية.
وتضم مجموعة العشرين الدول الصناعية السبع، وهي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى أكبر الاقتصادات النامية، مثل الأرجنتين وأستراليا والبرازيل والصين والهند وإندونيسيا والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي.
يأتي انعقاد هذه القمة في أعقاب دعوة رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، لاتفاق دولي جديد لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة، وإعادة هيكلة صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات المالية.
ويشكك خبراء في خروج القمة باتفاق دولي لكيفية التضافر لمواجهة الأزمة، إثر تصريحات فرنسية ألمانية مناوئة لتحديد براون والرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأن تنسيق الحوافز المالية جزء محوري في سياق أي حزمات إنقاذ قد تقدمها الحكومات لمساعدة القطاعات المتعثرة.