أمريكا: البطالة لأعلى معدلاتها رغم تراجع تسريح العاملين

استمرار تسريح العمال من أماكن عملهم

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أظهرت بيانات حكومية أمريكية أن عدد الذين تم تسريحهم من وظائفهم في مايو/ أيار الماضي، بلغ 345 ألف عامل، وهو الأقل منذ سبتمبر/ أيلول 2008، كما يقل عن أبريل/ نيسان السابق، الذي شهد تسريح نحو 504 آلاف عامل من وظائفهم.

لكن هذا الانخفاض لم يطمئن الاقتصاديين كثيراً إذ حذروا من أن السوق ما زال ضعيفاً، كما أظهرت البيانات أن معدل البطالة ارتفع إلى أعلى مستوياته منذ 26 سنة، إذ وصل خلال الشهر الماضي إلى 9.4 في المائة، مقارنة بـ8.9 في المائة في الشهر السابق.

ورغم الاستمرار بخفض الوظائف بسبب الضعف الحاصل في كثير من القطاعات الاقتصادية، إلا أن هناك بعض العلامات التي تدل على وجود تحسن في بعض القطاعات الخدمية خصوصاً، كالتعليم والصحة والضيافة، حيث رفع ثلث هذه القطاعات عدد موظفيه في مايو/ أيار المنصرم.

وبشكل غريب، يرى خبراء أن زيادة العاطلين على العمل تدل على أن سوق العمل قد تحسن، إذ يعتقدون أن الأشخاص الذين كانوا قد أوقفوا البحث عن العمل، قد عادوا للبحث من جديد، وبالتالي باتوا يصنفون عاطلين عن العمل، بدل تصنيفهم خارج القوى العاملة.

ويرى روبرت بريسكا، مسؤول بإحدى المنظمات الدولية: "مع تحسن سوق العمل، سنجد أفواجاً من الناس يدخلون السوق من جديد، فأنا اعتقد أن السوق سيبدأ بتوفير فرص عمل قبل نهاية العام."

تفاؤل بريسكا يقابله وجهة نظر أخرى يقول صاحبها إنها أكثر واقعية، حيث يرى كيرت كارل، كبير الاقتصاديين في الشركة السويسرية لإعادة التأمين، أن "سوق العمل لن يبدأ باستقبال عمالة جديدة قبل منتصف 2010، مع استمرار تخلي أصحاب العمل عن عمالهم وتقليل ساعات العمل"، فالمستهلكون، حسب وجهة نظره، لا يملكون المال الكافي لتحفيز الانتعاش الاقتصادي.

ويقول كارل: "أعتقد أن الاقتصاد يتحول للأفضل، ولكن بشكل بطيء ومخيب للآمال، فالمستهلكون لن ينفقوا أكثر في ظل هذه الصورة السيئة."

ويشير كارل إلى أن فقد 345 ألف وظيفة في شهر واحد، أمر لم يحدث من قبل، كما إن الأزمة أدت إلى تسريح ستة ملايين شخص من وظائفهم منذ العام 2008، نصفهم خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي.