/منوعات
 
الخميس ، 17 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 22:00 (GMT+0400)

لا مكان للقانون بلبنان.. أحد آخر جنات المدخنين على الأرض

التدخين ينتشر بكثرة بين شبان لبنان

التدخين ينتشر بكثرة بين شبان لبنان

بيروت، لبنان (CNN) -- يعتبر لبنان أحد آخر جنات المدخنين على الأرض، فمنظمة الصحة العالمية تصنفه ضمن الدول الأعلى استهلاكاً للتبغ على أنواع في العالم، كما أن عادة اللبنانيين بـ"التمرد" على سلطة الدول والتصرف على سجيتهم تجعل مشهد رجل يشعل لفائف التبغ تحت لافتة تشير إلى منع التدخين أمراً اعتيادياً.

وإلى جانب السجائر العادية والسيجار والغليون، تنتشر أيضاً على شكل واسع عادة تدخين النرجيلة التي تفوح رائحتها من المقاهي والمطاعم في البلاد، وتبدو الجهات المسؤولة عن مواجهة هذه الظاهرة دون حول أو قوة في مواجهتها، حيث يقر الطبيب جورج سعادة، مدير برنامج مكافحة التدخين في حديث لـCNN بأن المجتمع اللبناني "صديق للدخان."

ويقول سعادة، وهو مسؤول سابق في منظمة الصحة العالمية، إن استمرار التدخين عند مستوياته الحالية قد يؤدي إلى وفاة ثلاثة آلاف لبناني سنوياً.

ويشير المسؤول الصحي اللبناني إلى أن عادة تدخين النارجيلة تنتشر بسرعة كبيرة بين الفئات الشابة بسبب معلومات مغلوطة تشير إلى أنها أقل ضرراً من السجائر، علماً أن الأبحاث تشير إلى خلاف ذلك، وتحذر من تسببها بسرطان الفم والحنجرة والمعدة.

ويشرح سعادة مدى عمق المشكلة بالقول: "لا يمكنني اصطحاب ابني إلى أي مكان مغلق، مثل المطاعم، لأنني سأجد بالتأكيد شخصاً يدخن في الداخل."

ويؤكد أنه اضطر إلى تمضية طوال فترة حمل زوجته في المنزل نظراً لخوفه عليها من آثار استنشاق السجائر في الأماكن العامة.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن نصف البالغين في لبنان من المدخنين، بينما تعتقد الحكومة أن المعدلات أعلى من ذلك، وتشير إحصائيات دولية إلى أن نسبة المدخنين في مدارس البلاد تفوق نظيراتها في كل الشرق الأوسط، كما أن 65 في المائة من فتيان لبنان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً يدمنون نوعاً من أنواع التدخين.

وتحاول وزارة الصحة اللبنانية مواجهة ما يحدث على أكثر من صعيد، فعلى المستوى الإعلامي، بدأت حملة إعلانية كبيرة في البلاد منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت عنوان: "التدخين يأكل الذين تحبهم وهم أحياء،" بينما تحاول السلطات إعادة إحياء مشروع قانون يعود للعام 2003 لحظر التدخين بالأماكن العامة، ظل في أدراج مجلس النواب.

ويباع التبغ على أنواعه بأسعار متدنية في لبنان، ولا يوجد قيود عمرية على شرائه، كما أن إعلانات السجائر تذاع بكثرة في وسائل الإعلام.

ويبدو أن الشعب اللبناني الذي اعتاد ضعف سلطة الدولة طوال سنوات الحرب الأهلية الطويلة يميل إلى عدم احترام القوانين والأنظمة التي تحظر التدخين، وفي هذا السياق يقول طوني: "نحن لسنا في مجتمع مدخن، بل في مجتمع حر، ولكل شخص الحق بفعل ما يرغب به."

ويضيف طوني، الذي قابلتهCNN  في أحد مقاهي مدينة بيروت: "لا أظن أن الناس ستتقبل فكرة حظر التدخين في المقاهي والحانات.. سيثير هذا الأمر الغضب والفوضى."

أما راؤول، وهو زائر آخر لمقاهي بيروت فيقول إن اللبنانيين سيرفضون أي محاولة لحظر التدخين في الأماكن العامة، وسيتابعون الاستمتاع بلفائف التبغ أو النارجيلة حتى مع صدور قرار مماثل.

advertisement

ويضيف: "للأسف الشعب اللبناني لا يحب القوانين بسبب تاريخ البلاد وما جرى فيها، والكثيرون هنا لا يرغبون بتطبيق القوانين ويعتقدون أنها وضعت لاستهدافهم."

ورغم هذه الإشارات السلبية، فإن بعض مقاهي العاصمة قدمت بارقة أمل من خلال عرض أيام يحظر فيها التدخين خلال الأسبوع، وقد ساعد ذلك على اجتذاب العديد من الزبائن الجدد، وهو أمر ترى فيه الحكومة اللبنانية بارقة أمل للمستقبل.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.