/منوعات
 
1900 (GMT+04:00) - 01/04/09

شاعر المليون.. فكرة بمليون درهم "زينتها" مشاركة نسائية

الجهني خلال مشاركتها بحلقات البرنامج

الجهني خلال مشاركتها بحلقات البرنامج

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- تواصل الشاعرة السعودية عيدة الجهني، طريقها لإضافة تاء التأنيث للقب شاعر المليون في نسخته الثالثة، لتكون الشاعرة الأولى التي تحصل على اللقب، بعد القطريين محمد بن فطيس، وخليل التميمي.

فعلى مرأى من الملايين الذين يجلسون أسبوعياً لمشاهدة البرنامج أمام شاشة التلفاز للاستماع لقصائد مليئة بالمعاني والصور الشعرية، متحدثة بكل ما عرف عن الشعر العربي من مدح وذم وفخر وهجاء ورثاء وغيره، قد يدخل البرنامج مرحلة جديدة إذا ما فازت الجهني لتكون أول امرأة تفوز بالجائزة، وأول سعودية تفوز، وأول من يكسر الاحتكار القطري للمنافسة.

"شاعر المليون" أو "بيرق الشعر"، أو أيا كان الاسم لذلك المضمون، فإن الكثير من النقاد، وحتى أكثرهم تفاؤلا، لم يعتقد بأنه سيحقق هذا النجاح، أو أن يتجاوز حدود العاصمة الإماراتية، أبوظبي في شهرته، وأن يتكرر بعد تجربة فاشلة في سنته الأولى.
 
لكن الفكرة أثبتت تميزها، وجذبت الأنظار إليها من كل فئات المجتمع العربي صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، من المتخصصين في الشعر أو من يتذوقونه.
 
ولعل أبرز ما يحسب للفكرة إحياءها للشعر النبطي الذي اندثر، أو كاد، مثل الكثير من تراث العرب وثقافتهم، ليعود حاضراً وبقوة، وفي جيل الشباب بالأخص ليبشر باستمراره وحمايته من حداثة طالت كل شيء وغيرته.
 
كما أتاحت فكرة شاعر المليون بظهور فكرة لا تقل عنها أهمية وجمالاً، ألا وهي "أمير الشعراء"، والتي انطلقت بعد عام من شاعر المليون، لتكون مشابهة لها، إلا باختصاصها في الشعر العمودي الفصيح.
 
شاعر المليون، نسبة إلى قيمة الجائزة ، والبالغة مليون درهم ( حوالي 280 الف دولار)، أرادت له الجهة المنظمة، وهي هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، أن يكون مهرجاناً شعرياً يهدف إلى دعم تراث الشعر النبطي للمنطقة العربية، وزيادة شعبيته وتقديره لدى الملايين من الناس، وذلك من خلال شاشات التلفزيون وشبكة الإنترنت، وهو هدف يبدو أنها نجحت به، بحسب مراقبين.

كما تحقق هدف آخر قد لا يكون المنظمون قصدوه أو توقعوه، وهو انصراف الكثير من الشباب عن مشاهدة برامج ذات شعبية كبيرة، لكنها لا تحمل أي بعد ثقافي أو هدف تنموي.

غير أن البرنامج لم يسلم من الانتقادات، خاصة وأنه يركز على الشعر النبطي المنتشر بشكل أساسي في الجزيرة العربية وأطرافها، بينما هو شبه مجهول في الكثير من الدول العربية الأخرى، التي تنتشر فيها بدورها أنواع محلية من الشعر.

كما يردد البعض أن شعراء البرنامج لم يقدموا جديداً بما يتعلق بمحتوى القصائد أو أساليب صياغتها، باستثناء عدد من المشاركين، كان أبرزهم السعودي ناصر الفراعنة، الذي أحاط بمشاركته وخسارته للمنافسة وعلاقته بهيئة التحكيم الكثير من الجدل.

advertisement

بالمقابل، حاول البعض إدخال التعابير والمصطلحات الجديدة إلى قصائد الشعر النبطي التي تعتمد عادة تعابير محلية وبدوية قديمة يجهلها العديد من الناطقين بالعربية، غير أن محاولاتهم في بعض الأحيان جاءت نافرة وخارج السياق، كالحديث عن الغواصات والطائرات وأنواع السيارات وما شابه ذلك.

ويبقى السؤال: ترى.. هل سيعيد هذا البرنامج ألق عادة ورثها العرب أو إرثاً أضاعوه، أو تحيي فيهم اجتهاد أسلاف كدوا وتعبوا ليكتبوا تاريخاً مشرفاً لهم ولمن يأتي من بعدهم؟

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.