/الشرق الأوسط
 
0900 (GMT+04:00) - 02/02/09

الرئيس بوش يحمّل "حماس" مسؤولية أحداث غزة

خطاب بوش حول غزة سيذاع السبت

خطاب بوش حول غزة سيذاع السبت

واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- نحى الرئيس الأمريكي جورج بوش باللائمة في وقوع أحداث العنف الأخيرة في غزة على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" دون سواها، متهماً مسلحي الفصائل بشن حملة من العنف ضد إسرائيل دون أي اعتبار لشعبها.

وقال بوش في بيان معد مسبقاً سيذاع السبت "منذ سيطرة حماس في صيف 2007، ساءت الأوضاع المعيشية للفلسطينيين في غزة، عبر إنفاق مواردها على منصات إطلاق الصواريخ بدلاً من إنفاقها على الطرق والمدارس، حماس أثبتت أن لا نية لديها لخدمة الشعب الفلسطيني."

وفي البيان الخطابي الذي أصدره البيت الأبيض الجمعة، قال الرئيس الأمريكي الذي تنتهي ولايته رسمياً في العشرين من الشهر الحالي، إن حماس اقترفت عملاً إرهابياً عندما استأنف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل الشهر الفائت، محرضة إسرائيل على القصف الجوي هذا الأسبوع.

وأعلن بوش في البيان "رداً على هذه الهجمات على شعبهم، أطلق قادة إسرائيل العمليات العسكرية على مواقع حماس في غزة.. وكجزء من استراتيجيتهم، فإن إرهابيي حماس عادة ما يختبئون بين المدنيين، ما يعرض الفلسطينيين الأبرياء للخطر."

الجدير بالذكر أن حصيلة قتلى عملية "الرصاص المصبوب" التي تدخل يومها الثامن السبت، ارتفعت الجمعة إلى 473 فلسطينياً على الأقل وأكثر من 2300 جريحاً وفق المصادر الطبية الفلسطينية.

من جهتها تقول مصادر الشرطة والمسعفين الإسرائيليين إن أربعة إسرائيليين قتلوا وجرح 57 آخرين جراء الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت باتجاه مدن ومستوطنات جنوب إسرائيل.

ومع حشد الدولة العبرية آلتها العسكرية الثقيلة وجنودها المدججين بعتادهم العسكري عند الحدود مع القطاع صباح السبت، تحسباً لشن عملية برية محتملة، أقر الرئيس الأمريكي بالأزمة الإنسانية نتيجة القصف الجوي على القطاع المكتظ بالسكان.

غير أن جورج بوش لم يذكر مباشرة الأزمة التي جاءت نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي في خطابه، محمّلاً مجدداً حركة حماس مسؤولية الأوضاع المتدهورة في غزة.

وفي خطابه أكد بوش "أن الأهداف الرئيسية لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط ستبقى واضحة.. ننشد الأمن والسلام لحلفائنا، شعب إسرائيل الحر. وللشعب الفلسطيني ننشد إقامة دولة فلسطينية تنعم بالسلام والديمقراطية وتخدم مواطنيها وتحترم جيرانها. ولكافة المنطقة ننشد إنهاء الإرهاب."

مضمون خطاب بوش يعكس اللهجة العامة التي سادت خطاب الإدارة الأمريكية إزاء "حماس" التي تصنفها واشنطن والاتحاد الأوروبي ضمن المنظمات الإرهابية.

في الغضون يراقب الرئيس المنتخب باراك أوباما الذي سيدخل البيت الأبيض رسمياً في العشرين من الشهر الحالي، الأوضاع في غزة عن كثب، ويجري اتصالات متواصلة مع كل من وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وخليفتها للمنصب هيلاري كلينتون.

من جهته أذعن ديفيد آكسيلرود، أحد كبار مستشاري أوباما، حينما سئل ما إذا كان القيام باجتياح لغزة سيغير نظرة إدارة الرئيس المنتخب لإسرائيل، قائلاً: "في الواقع هناك رئيس واحد حالياً يمكنه التحدث نيابة عن أمريكا، وذاك هو الرئيس الحالي هو جورج بوش."

في موازاة ذلك، وفي خطاب بثته قناة "الجزيرة" القطرية الجمعة، اتهم رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في دمشق، خالد مشعل، الرئيس المنتخب أوباما "بازدواجية المعايير" قائلاً له "بدايتك غير جيدة"، مضيفا أن أوباما أطلق عدداً من التصريحات عند وقوع هجمات مومباي في الهند في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكنه صمت أثناء الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة.

يُذكر أن حركة حماس كانت قد حققت فوزاً كاسحاً في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006.

وبعد هذه الانتخابات طالبت واشنطن من السلطة الوطنية الفلسطينية بإعادة منحة بقيمة 50 مليون دولار لتطوير البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية، كما علقت الإدارة الأمريكية مساعداتها المباشرة غير الإنسانية لغزة، وإن عززت المساعدات الإنسانية عبر منظمات غير حكومية ووكالات الأمم المتحدة.

وكان محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية قد حل حكومة إسماعيل هنية القيادي في حماس، وأعلن حالة الطوارئ عام 2007، غير أن الحركة سرعان ما فرضت سيطرتها على القطاع بعد معارك طاحنة مع خصمها السياسي حركة فتح التي يتزعمها عباس.

كما أنه ورغم انسحاب إسرائيل من غزة في عام 2005، إلا أن القوات الإسرائيلية فرضت رقابة مشددة على حدود القطاع من البر والجو والبحر، ومنعت خروج أي من سكانه، البالغ عددهم 1.4 مليون نسمة.

أطفال خائفون من القصف الإسرائيلي لغزة

أطفال خائفون من القصف الإسرائيلي لغزة

وأدى الحصار الإسرائيلي، الذي فرض بعد سيطرة "حماس" المطلقة على غزة بصيف 2007، وكذلك إغلاق معبر "رفح" على الحدود بين غزة ومصر، إلى تدهور الخدمات الصحية في القطاع، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على العلاج في إسرائيل، أو في الضفة الغربية، أو أي مكان آخر في الخارج.

في الغضون من المقرر أن يكون قد توجه عباس الاثنين على رأس وفد عربي إلى مجلس الأمن، بعد أن أكد في وقت سابق أنه لن يغادر نيويورك إلا بقرار يوقف إطلاق النار وينهي الحصار على غزة.

يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد عارضت الأربعاء مشروع قرار قدمته ليبيا في مجلس الأمن لطلب الوقف الفوري لإطلاق النار.

وقال مندوب واشنطن في مجلس الأمن، زلماي خليل زاد، إن نص مشروع القرار "غير متوازن."

وقال خليل زاد، في حديث للصحفيين بعد الجلسة الطارئة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إن بلاده تعارض المسودة التي قدمتها ليبيا، وتراها "غير مقبولة،" علماً أن المشروع الليبي "يدين بشدة" العملية العسكرية الإسرائيلية،" ويطلب من تل أبيب "الوقف الفوري للهجمات على المدنيين."

حصيلة قتلى غزة في ارتفاع.. وحركة دبلوماسية للتوصل لتهدئة

ارتفعت حصيلة قتلى عملية "الرصاص المصبوب" التي تشنها إسرائيل منذ السبت الماضي على غزة، إلى أكثر من 473 قتيلاً وجرح حوالي 2300 آخرين بينهم 320 في حالة الخطر الشديد، وفق ما قالته المصادر الطبية الفلسطينية، الجمعة.

ونقل المركز الفلسطيني للإعلام أن 12 فلسطينيا بينهم ستة أطفال قتلوا الجمعة نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الذي دخل يومه السابع ضد غزة.

advertisement

في الغضون كشفت مصادر دبلوماسية عربية في دمشق عن أن مبادرات تركية ونرويجية وفرنسية عرضت على القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في دمشق، من أجل وقف إطلاق صواريخ حماس والتوصل لتهدئة دائمة تشمل فتح كل المعابر بضمانات دولية.

وقالت المصادر لـ "قدس برس" إن "مستشارين" أتراك ضمن الفريق الذي رافق رئيس الوزراء التركي رجب طيب وأردوغان في جولته الإقليمية، التقوا مسؤولين في المكتب السياسي لحركة "حماس" وحركة الجهاد الإسلاميفي في دمشق، وطرحوا عليهم أفكاراً خاصة بالتهدئة لا تخرج كثيراً عن المقترح المصري الخاص بالتهدئة والذي طرحه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، على اجتماع وزراء الخارجية العرب، وهو التوصل إلى التهدئة المتزامنة مع فتح كل المعابر ولكن بضمانات دولية هذه المرة. 

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.