/الشرق الأوسط
 
الأربعاء، 28 تشرين الأول/أكتوبر 2009، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)

القوات الإسرائيلية تعيد اقتحام الأقصى والاشتباكات تتجدد

من مواجهات سابقة بين مصلين والشرطة الإسرائيلية

من مواجهات سابقة بين مصلين والشرطة الإسرائيلية

القدس (CNN) -- عادت القوات الإسرائيلية لاقتحام باحات المسجد الأقصى بعد وقت قليل على تأكيد مسؤول فلسطيني انسحاب الشرطة الإسرائيلية منها إثر مواجهات عنيفة مع مصلين صباح الأحد، نجم عنها إصابة تسعة جنود إسرائيليين بجروح طفيفة، مقابل إصابة 25 فلسطينيين بجروح واعتقال 18 آخرين كانوا قد تحصنوا داخل الحرم إثر دعوات للدفاع عن الأقصى بعد دعوات إسرائيلية يمينية لدخول الحرم.

فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى للمرة الثانية منذ ساعات صباح اليوم.

وأوضح المرابطون داخل باحات الأقصى، أن الجنود الإسرائيليين اقتحموا الباحات من كافة البوابات المؤدية إلى المسجد.

وبينوا أن قوات كثيفة من الجنود الشرطة ترابط الآن في باحات الأقصى، وتعمل على طرد المصلين والمرابطين من هذه الباحات.

وكان حاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس بحركة "فتح"، قد أكد في وقت سابق انسحاب القوات الإسرائيلية، من باحات المسجد الأقصى، موضحاً أن أياً من المستوطنين لم يستطيعوا اقتحام الأقصى كما كان مخططا للاحتفال فيما يسمى، "بعيد صعود التوراة"، بعد تصدي الشباب المقدسي لهم ومنعهم من إتمام مخططاتهم.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عشرة مواطنين على الأقل أصيبوا إثر مواجهات اندلعت بين العشرات من المواطنين والمصلين في المسجد الأقصى والشرطة الإسرائيلية التي اقتحمت باحاته وفرضت حظراً على دخوله.

وأفاد غير مصدر، أن عددا من المواطنين أصيبوا  بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط، بينما أصيب آخرون بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، وبجروح وخدوش نازفة جراء الاعتداء عليهم بالهراوات وأعقاب البنادق من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية.

في غضون ذلك، أقدمت القوات الإسرائيلية على قطع التيار الكهربائي عن المسجد الأقصى والمساجد المحيطة في خطوة تستهدف "منع إطلاق نداءات الاستغاثة لحماية المسجد الأقصى من غلاة المستوطنين اليهود الذين يبذلون محاولات جادة لاقتحامه وتدنيسه" على حد قول "وفا."

يذكر أن متطرفين يهود دعوا أمس إلى اقتحام الأقصى الأحد، بمناسبة ما يسمونه بـ"يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل."

وكانت القوات الاسرائيلية قد اقتحمت باحات المسجد الأقصى صباح الأحد واعتقلت 12 شخصاً من الفلسطينيين المتواجدين فيه بعد الاشتباكات بين الطرفين بعد أن انتشرت الشرطة الإسرائيلية في محيطه منذ ساعات الصباح الباكر، بينما أكدت الشرطة أنها ستسمح للمسلمين بالصلاة في الحرم، كما ستسمح لليهود والزوار الأجانب بدخوله.

من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت باحة الحرم لاعتقال شبان وصفتهم بـ"المشاغبين" بعد أن القوا حجارة وزجاجة حارقة باتجاه أفراد الشرطة وسكبوا الزيت على الأرض بهدف التسبب في التزحلق.

وكشفت الإذاعة أنه لم يصب أحد بأذى، مشيرة إلى أن أفراد الشرطة ألقوا قنابل صوتية صوب الشبان في باحة الأقصى واعتقلوا 12 منهم.

ونقلت الإذاعة عن مصادر فلسطينية أنه تم إغلاق منطقة الحرم في أعقاب الاشتباكات، بينما قام أفراد الشرطة بإجلاء المصلين من باحة الحرم باستثناء عدة عشرات من المصلين المتواجدين داخل المسجد الأقصى.

وكانت شرطة القدس انتشرت بقوات معززة في محيط الحرم القدسي الشريف وفي أنحاء البلدة القديمة حفاظاً على الأمن والنظام العام.

ويأتي ذلك في أعقاب النداءات التي أطلقها عدد من رجال الدين المسلمين في القدس الشرقية وفي شمال البلاد بالوصول إلى منطقة الحرم القدسي من أجل حمايته من "الاحتلال اليهودي."

كما دعت أوساط يمينية يهودية خلال الأيام الأخيرة إلى الوصول إلى الحرم.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها سترد بصرامة على أي محاولة للإخلال بالنظام وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي ومحيطه، مشيرة إلى أنه سيسمح للمصلين المسلمين بأداء الصلاة في الحرم القدسي.

advertisement

غير أنها أضافت أنه سيسمح للزوار اليهود والأجانب بدخول الحرم.

يشار إلى أن هذه المواجهات ليست الأولى بين الجانبين، إذ سبقتها مواجهات حادة، وكلها جاءت في أعقاب دعوات ليهود متطرفين بالدخول لمنطقة الحرم، ودعوات فلسطينية مقابلة بالدفاع عنه.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.