كوشنير يقول إن 43 ألف امرأة اعتقلن بالسودان بسبب الزي

اعتقلت لبني لارتدائها زياء عدته السلطات السودانية ''انتهاكاً للحشمة''

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الصحفية السودانية، لبنى الحسين، التي أفرجت عنها السلطات السودانية في سبتمبر/أيلول الماضي بعد احتجازها على خلفية ارتدائها البنطلون في انتهاك لـ"اللباس الشرعي"، في قضية أثارت جدلاً عالمياً واسعاً، إن السلطات السودانية اعتقلت 43 ألف امرأة العام الماضي وحده جراء قضايا مماثلة.

وقال كوشنير في مؤتمر صحفي مشترك مع الحسين: "نحن قلقون من هذا الشأن لأنه يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، تحديداً حقوق المرأة وهو الأمر الذي يؤثر علينا جميعاً."

وأضاف أنها قضية تتخطى حدود السودان، وانتقد قيام السلطات الأمنية السودانية باستهداف النساء واعتقال العديد بسبب ارتداء أزياء تخالف "قانون الزي العام."

ولفت وزير الخارجية الفرنسي إلى أن هناك 43 ألف امرأة اعتقلن في الخرطوم وحدها العام الماضي في قضايا مماثلة.

ويذكر أن الشرطة السودانية كانت قد اعتقلت الحسين، ومجموعة من النساء، في يوليو/تموز بدعوى ارتداء زي غير ملائم، وقضت محكمة أولية بجلدها 40 جلدة، وأثار الحكم ردود فعل دولية عنيفة، تراجعت على إثرها الحكم إلى غرامة 200 دولار، أو السجن شهراً.

وألقي القبض على الصحفية بعد رفض دفع الغرامة، وأطلق سراحها لاحقاً بعد 24 ساعة.

وحول قضية الحسين، والتي تعمل أيضا ناشطة في حقوق المرأة، أكد كوشنير أن "هذه معركة عظيمة ومهمة للنساء العرب والنساء في أفريقياً" مشيراً إلى أن الحسين ستتسلم قريبا جائزة من منظمة النساء العربيات في القاهرة.

وتابع قائلا إن "هذه المرأة تعد مثالاً يحتذى به بسبب بساطتها العظيمة وشجاعتها المستمرة" معتبرا ان "فرنسا تساندها في معركتها"، وفق صحيفة "سودان تريبون."

ومازح كوشنير الصحفية السودانية قائلاً إنه كان يود تقبيلَها ولكنه خاف عليها من عواقب الأمر واستغلاله، فردت قائلة "حسب القانون السوداني هذه عقوبتها 100 جلدة"، وفق ما نقلت تقارير سودانية.

من جهتها قالت الحسين إنها "تحارب بهدف تغيير القانون في السودان الذي صدر مطلع التسعينات وينص على منع النساء من ارتداء ملابس معينة وهو مطبق على النساء دون الرجال."

وأشارت إلى أن "المادة رقم 152 من القانون السوداني لا تتطرق إلى الرجال بتاتا وهناك عشرات الآلاف وربما المئات من النساء اللواتي واجهن محاكمات بسبب انتهاك اللباس الشرعي" مضيفة أن المادة "أضيفت إلى القانون ولا تستند إلى أساس ديني."

وتزور الصحفية السودانية باريس للترويج لكتابها بعنوان "40 جلدة بسبب سروال" باللغة الفرنسية وسوف يترجم الى عدة لغات منها العربية والإنجليزية.

وأوضحت أنها منعت من مغادرة السودان بشكل رسمي وأجبرت على المغادرة بصورة سرية "إلا انني ما زلت أعتبر نفسي مواطنة سودانية.. الدستور يكلف لي عدداً من الحقوق منها حق السفر، ومن منعوني من السفر انتهكوا هذا الدستور."

ويذكر أن الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، كان قد ألتقى لبنى في وقت لاحق الثلاثاء.