/الشرق الأوسط
 
0900 (GMT+04:00) - 12/06/09

ابن الشيخ الليبي عذب بالسجون الأمريكية وانتحر بسجنه الليبي

 

ابن الشيخ الليبي قبل انتحاره

ابن الشيخ الليبي قبل انتحاره

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ذكر مراقبون مهتمون بحقوق الإنسان أن إرهابياً مشتبهاً به، كان قد تعرض للتعذيب جراء زعمه بعلاقة بين القاعدة والعراق، توفي في أحد السجون الليبية.

وقالت ستاسي سوليفان، مستشارة مكافحة الإرهاب في منظمة حقوق الإنسان، إن مزاعم ابن الشيخ الليبي حول قيام عملاء عراقيين بتدريب عناصر قيادية في تنظيم القاعدة على استخدام الأسلحة البيولوجية والكيماوية كانت "ركناً محورياً" بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، في تبرير غزو العراق عام 2003.

وأضافت إن ابن الشيخ "كان عنصراً مهماً في عالم مكافحة الإرهاب، وشهادته وفرت مبرراً لغزو العراق."

وكان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولن باول، قد استغل مزاعم ابن الشيخ الليبي في كلمته الدراماتيكية في مجلس الأمن الدولي قبل أسابيع قليلة من غزو العراق، وذلك كدليل على الروابط بين نظام الزعيم العراقي الراحل، صدام حسين، وتنظيم القاعدة الإرهابي المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، التي استهدفت نيويورك وواشنطن.

غير أن ابن الشيخ الليبي عاد بعد الغزو وسحب أقواله، فيما لم يتم العثور على أي دليل يدعمها، كما أفادت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2006.

وكانت صحيفة ليبية قد أفادت في منتصف الأسبوع بوفاة ابن الشيخ الليبي، وهو ما أكده الاثنين باحثون تابعون لمنظمة حقوق الإنسان، بحسب ما أشارت سوليفان.

وذكرت الصحيفة إن الليبي انتحر، فيما طالبت منظمة حقوق الإنسان بإجراء تحقيق "شامل وشفاف" حول وفاته.

وكان باحثون في منظمة حقوق الإنسان قد عبروا عن "صدمتهم" عندما علموا بأن ابن الشيخ الليبي موجود في سجن ليبي في إبريل/نيسان الماضي، خلال مهمة تقصي حقائق في ليبيا.

وقالت سوليفان إن الولايات المتحدة لم تقم باحتجاز الليبي في معتقل غوانتانامو مع المتهمين الآخرين في التنظيم، كما أن واشنطن لم تؤكد أبداً ما حدث له.

وأضافت سوليفان أنه عندما عرف أعضاء المنظمة بأن أحد المعتقلين أمامهم، خلال مهمة تقصي الحقائق، هو ابن الشيخ الليبي، رفض  الأخير التحدث إليهم في البداية، غير أنه قال لهم "أين كنتم عندما كنت أتعرض للتعذيب في السجون الأمريكية؟"

وأوضحت أنه انتباه الغضب الشديد، وابتعد عنهم.

وكانت صحيفة "أويا" الليبية قد ذكرت في عددها الصادر الأحد أن ابن الشيخ الليبي، واسمه الحقيقي علي محمد عبدالعزيز الفاخري، انتحر في زنزانته في سجنه بليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن أسرة الليبي كانت تزوره بانتظام، وزارته آخر مرة في شهر مارس/آذار الماضي.

فقد كتبت تحت عنوان "انتحار ابن الشيخ" تقول: "علمت (أويا) أن 'علي محمد عبدالعزيز الفاخري' المعروف بابن الشيخ الليبي وُجد منتحراً بغرفته في السجن .. وهو من مواليد 1963 بإجدابيا."

وأضافت: "ويستفاد من المعلومات أنه غادر الجماهيرية في 1986 إلى المغرب، ومنها إلى موريتانيا، ثم تنقل في عدة دول إفريقية قبل أن يتوجه إلى السعودية حيث تم تجنيده، ومنها إلى أفغانستان في 1990 حيث التحق بمعسكر (خلدن) شرق أفغانستان الذي أسسه الفلسطيني عبداللّّه عزام في بداية النصف الثاني من عقد الثمانينيات في القرن الماضي لتدريب المتشدِّدين العرب الذين اشتركوا بعد عودتهم إلى بلدانهم عقب انهيار حكومة طالبان في عمليات قتل وتفجير وتخريب أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا في مصر والجزائر وليبيا والمغرب وتونس."

وتابعت: "وكان ابن الشيخ في فترة لاحقة مسؤولاً عن معسكر خلدن، وتولى بالتدريب والدعم المادي تغذية الجماعات الإرهابية المتطرفة في الوطن العربي بالإرهابيين الذين لم يكونوا مدججين فقط بالأسلحة ولكن بفتاوى التكفير الجماعي والقتل دون تمييز."

advertisement

وأشارت قائلة: "وقد تم ضبطه من قبل قوات التحالف في الحرث/ نوفمبر 2001 أثناء محاولته عبور الحدود الباكستانية، وتم ترحيله إلى الجماهيرية في 2006 حيث أُحيل على القضاء الذي أصدر ضده حكماً بالسجن المؤبد."

وختمت: "ومباشرةً عقب وجوده منتحراً؛ انتقلت النيابة العامة والطبيب الشرعي إلى السجن لمباشرة التحقيق."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.