/الشرق الأوسط
 
2100 (GMT+04:00) - 03/07/09

أوباما: سأستمع لنصائح الملك عبد الله في العديد من القضايا

أوباما لدى وصوله الرياض

أوباما لدى وصوله الرياض

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- عقد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما، جلسة مباحثات رسمية في مزرعة الأول بمنطقة الجنادرية الأربعاء.

وقال أوباما في تصريحات قبل اللقاء "أنا دائماً استمع للملك وإلى حكمته وإلى كرمه، الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية لهما تاريخ طويل من الصداقة، والعلاقة التي تربطهما هي علاقة إستراتيجية."

وأضاف أوباما: "هذه الجولة التي أبدؤها في منطقة الشرق الأوسط هنا في الرياض وغداً في القاهرة، كان من المهم جداً أن أبدأ الزيارة بالمملكة العربية السعودية وهي مهد الإسلام."

ومضى يقول "سأستمع إلى نصائح الملك عبد الله في العديد من القضايا التي نواجهها سوياً، وأريد أن أشكره مرة أخرى على كرمه الشخصي وحسن الضيافة، وأنا واثق أن بالإمكان أن نعمل سوياً."

من جهته قال الملك عبدالله "أشكر فخامة الرئيس على هذه الزيارة وعلى هذا الإطراء.. أمريكا من أصدقاء المملكة العربية السعودية منذ وقت الملك عبدالعزيز وكذلك الرئيس روزفلت."

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، فقد قلد العاهل السعودي أوباما قلادة الملك عبد العزيز، التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم الصديقة.

وكان أوباما، وصل إلى العاصمة السعودية بعد ظهر الأربعاء ليستهل بذلك جولة تاريخية في الشرق الأوسط تهدف إلى تصحيح مسار علاقات واشنطن بالعالم الإسلامي، وتأكيد تبنيه سياسة مغايرة لسلفه، جورج بوش، تجاه المنطقة.

وستناقش جولة أوباما العديد من القضايا أبرزها النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والتشدد، والإرهاب، وإيران وحقوق الإنسان، بالإضافة مجالات يمكن فيها إقامة شراكات جديدة من شأنها خدمة المصالح المشتركة للولايات المتحدة والشعوب الإسلامية، وفق الإدارة الأمريكية.

ومن المقرر أن يلقي أوباما خطاباً من القاهرة الخميس سيتناول فيه علاقات الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي.

وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، روبرت غيبز، إن خطاب أوباما "سيكون جزءا هاما من هذا الحوار والتعاطي مع العالم الإسلامي، والذي بدأ في خطاب تنصيبه واستمر عبر أماكن وقنوات أخرى، مثل المقابلة مع قناة "العربية" وخطابه أمام البرلمان التركي.

 وسيتوجه أوباما إلى مصر الخميس، حيث يلتقي بنظيره المصري حسني مبارك، ويلقي خطاباً محورياً من "جامعة القاهرة" يحدد أطر العلاقة بين إدارة واشنطن والعالم العربي.

وفي وقت سابق أكد غيبز أن خطاب أوباما يعد اللحظة الحاسمة في جولته؛ "إذ إن هذا الخطاب سيحدد التزامه الشخصي بالدخول في حوار (مع العالم الإسلامي) يقوم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل. وسيتناول كيف سيكون بمقدور الولايات المتحدة والشعوب الإسلامية في جميع أنحاء العالم رأب الهوة وبعض الخلافات القائمة بين الطرفين."

وقال نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الإستراتيجية، دنيس مكدونو، إن العامل المهم في اختيار القاهرة ليلقي منها الرئيس أوباما هذا الخطاب الموجه للعالم الإسلامي هو الأهمية التي تحتلها مصر باعتبارها حليفاً عريقا للولايات المتحدة.

وتابع مكدونو يقول إن "الرسالة التي يريد أوباما توجيهها هي بصراحة، لا تختلف عن الرسائل التي دأب على إرسالها منذ تنصيبه رئيسا، وهي أننا نؤمن بأن أمامنا فرصة سانحة بالنسبة لنا هنا في الولايات المتحدة، أننا نريد العودة إلى شراكة مشتركة، والعودة إلى الحوار الذي يركز على القيم المشتركة"، وفق الخارجية الأمريكية.

وقال ماكدونو إن هذه الجولة تمثل فرصة لمواصلة جهود التواصل التي يبذلها أوباما في كل من الشرق الأوسط وأوروبا.

ففي الثامن عشر من شهر أيار/مايو المنصرم حضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لإجراء محادثات مع أوباما حول كيفية استئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة، ثم أجرى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس  في 28 أيار/مايو اجتماعات مطولة مع أوباما في البيت الأبيض.

وتأجل اللقاء المقرر في 26 مايو/أيار الماضي، بين أوباما ومبارك، جراء وفاة حفيد الرئيس المصري.

وبدوره قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، ورئيس هيئة الموظفين بالمجلس، مارك ليببرت، "إن بعض القضايا التقليدية حول الشرق الأوسط التي سيتم البحث فيها مع مبارك سوف تكون محورية وأساسية."

وأضاف: "أعتقد أن الرئيس لن يتردد في إثارة بعض قضايا المجتمع المدني الهامة، وقضايا الديمقراطية، وهي قضايا سبق له وأن أثارها مع الزعماء الصينيين وغيرهم."

advertisement

 وفي هذا السياق، طالبت منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" الرئيس الأمريكي أن "يذكر بوضوح أن حقوق الإنسان في مصر هي إحدى الأولويات المحورية" لإدارته خلال زيارته للقاهرة في الرابع من يونيو/حزيران الجاري.
 
وعلى صعيد مواز، قال وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، إن المباحثات التي  سيجريها مبارك مع أوباما "الخميس" ستشمل كل القضايا الإقليمية والثنائية مشيرا إلى أن جلسة المباحثات بين الرئيسين سيتبعها اجتماع موسع للوفدين المصري والأمريكي، وفق وسائل إعلام مصرية.

وأعرب وزير الخارجية في تصريحات صحفية عن أمله في أن تطبق الولايات المتحدة المعايير التي يضعها أوباما في خطابه لعلاقتها القادمة مع العالمين العربي والإسلامي.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.