مئات المصريين شاركوا في جنازة مروة الشربيني
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خرج مئات المصريين في مدينة الإسكندرية، الاثنين، لتشييع جثمان سيدة مصرية قتلت طعنا الأربعاء الماضي، في مدينة دريسدن الألمانية، في جريمة يعتقد أنها تمت على أساس عنصري، بسبب أن المرأة محجبة.
وقالت وسائل إعلام محلية إن المئات خرجوا في جنازة مروة الشربيني، والتي حضرها مسؤولون حكوميون، ورددوا هتافات معادية لألمانيا، وداعية الرئيس المصري حسني مبارك إلى اتخاذ موقف حازم بشأن الحادث.
ولقيت الشربيني (33 عاماً) مصرعها نتيجة الاعتداء عليها بآلة حادة، من قبل ألماني، داخل قاعة محكمة "لاندس كريتش" في دريسدن، كما أُصيب زوجها علوي علي عكاز، المعيد بجامعة المنوفية، بعدة طعنات وعيار ناري، أثناء محاولته إنقاذ زوجته.
وكانت العاصمة الألمانية برلين شهدت السبت، احتجاجات غاضبة شارك فيها المئات من أفراد الجاليات الإسلامية والعربية، بعد أداء صلاة الجنازة على المرأة، التي أصبحت تُعرف باسم "شهيدة الحجاب."
وقد أعلن محافظ الإسكندرية، عادل لبيب، عن تخصيص مدفن خاص لـ"الشهيدة" مروة الشربيني، على نفقة المحافظة بمنطقة "الناصرية"، غربي الإسكندرية، مشيراً إلى أنه تقرر أن تكون "جنازة الشهيدة رسمية، يشارك فيها جميع القيادات الشعبية والتنفيذية وممثلي المجتمع المدني في كافة صوره."
كما أكد السفير المصري في ألمانيا، رمزي عز الدين، أن السفارة ستقوم تضامناً مع أسرة القتيلة المصرية بإقامة دعوتين قضائيتين، الأولى "جنائية" ضد المتهم بالقتل، حيث وجه له المدعى العام الألماني بالفعل تهمة القتل العمد، مطالباً بتوقيع أقصى عقوبة، وهي السجن مدى الحياة بدون إمكانية العفو، والدعوى الثانية "مدنية" للتعويض تضامناً مع الزوج.
وعن سبب سهولة ارتكاب "الجريمة" داخل قاعة المحكمة، أوضح عز الدين، في اتصال هاتفي مع التلفزيون المصري، أن النظام الفيدرالي في ألمانيا يعطى كل ولاية حرية سن القوانين بها، وأن ولاية "سكسونيا"، التي شهدت الحادث، لا تقر قوانينها وجود حراسة أو أمن داخل قاعات المحاكم، وهو ما منح القاتل فرصة لارتكاب جريمته.
وبحسب صحيفة "الأخبار" المصرية، فإن تفاصيل الجريمة تعود إلى مشادة كلامية بين مروة ومواطن ألماني، يُدعى أليكس (28 عاماً)، في حديقة للأطفال قبل عام، عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها "إرهابية" بسبب ارتدائها الحجاب.
وذكرت الصحيفة أن "الجاني اعتاد التعرض للزوجة ونزع الحجاب عن رأسها"، مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده، حيث قضت المحكمة أواخر العام الماضي، بتغريم المتهم، الذي استأنف الحكم، تربص بالسيدة المصرية داخل المحكمة، حيث أخرج سكيناً كان بحوزته وقام بطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور، كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر.
وحاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك، من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية، لكن إحداها أصابت الزوج الذي سقط مغشياً عليه، ويرقد حالياً في غرفة العناية المركزة بمستشفى جامعة دريسدن، ولم يعلم حتى اللحظة بوفاة زوجته.
وكان علوي يقيم مع زوجته مروة وطفلهما مصطفى، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد "فاكس بلانك"، وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام.