/رياضة
 
الاثنين، 14 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

الجزائري زاوي سمير: سنكشف لمصر أننا لم نأت لنحارب

خاص CNN بالعربية

سمير: تخلينا أنفسنا في ساحة المعركة

سمير: تخلينا أنفسنا في ساحة المعركة

الجزائر (CNN) -- أكد مدافع المنتخب الجزائري، ونادي جمعية الشلف، زاوي سمير أن رغبتهم في الفوز على نظرائهم في مصر صارت كبيرة في المباراة التي ستجمعهم السبت ضمن الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010.

وأكد سمير أنه ورفاقه "لم يعد في تفكيرهم شيء من الخروج بعد الـ90 دقيقة بالتعادل أو الخسارة بهدف أو هدفين،" بل الكل على أتم الاستعداد كما قال لدخول المباراة أمام مصر بروح قتالية كبيرة يردون بها على ما وصفه بـ"الهمجية التي تعرضوا لها يوم وصولهم مصر عشية الخميس."

وأضاف مدافع الخضر أن إمكانية مشاركته في المباراة تعد كبيرة ومناسبة جدا، طالما أن زملائه في المنتخب، مثل عنتر يحيا، مدافع نادي "بوخوم" الألماني، يعاني من إصابة، ومشاركته هو والمدافع مجيد بوقرة، نجم نادي "غلاسغو" الاسكتلندي، خاصة إذا ما اعتمد المدرب رابح سعدان على تحصين الدفاع والاعتماد على الهجمات المعاكسة.

وعن حظوظ المنتخب الجزائري لبلوغ المونديال والعودة بعد 24 سنة كاملة إلى المحافل الدولية، قال سمير إن الجزائر تملك كل الحظوظ للتأهل، وهي متقدمة في النتيجة وقادرة على التألق في سماء "جوهانسبورغ" العام المقبل،  خاصة مع القرارات التي اتخذها الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا" والتي تلزم فيها مصر بضرورة توفير الحماية اللازمة للجزائريين.

وتابع: "هذا ما سيعبد لنا الطريق نحو المونديال، ويربك لاعبي مصر أمام أنصارهم، لأنهم هم من سيخافون ضغط أنصارهم."

وفي ما يلي نص اللقاء مع اللاعب الجزائري

كيف الحال بعد الاعتداءات التي تعرضتم لها؟

الحمد لله، اليوم نشعر بتحسن أفضل من السابق، وقد نزعنا من رأسنا كلية ما تعرضنا له من همجية واعتداءات وحشية من قبل أنصار المنتخب المصري، الذين لا يمكنني أن أسميهم أنصار، بل هم همجيون ولا علاقتهم لهم بالمصريين الرجال الذين فتحوا ميناء سيناء وساهمت معهم الجزائر في حرب أكتوبر 1973، وما يدل على تجاوزنا ما عشناه ليلة وصولنا هو أننا أجرينا حصتين تدريبيتين، الأولى في بهو الفندق أمس وواحد قبل قليل

وهل اتصلت بعائلتك لتطمئنها عن حالتك؟

هذا أكيد، لقد اتصلت بعائلتي لأطمئنهم وأؤكد لهم أنه لم يحدث معنا أشياء خطيرة، بطبيعة الحال كانوا جد قلقين من حالتي الصحية والأخبار التي حدثت معنا، وهذا ليس لحالتي فقط، بل لكل اللاعبين، وهذا أمر طبيعي خاصة وأننا بعيدين عن الديار، بالإضافة إلى أن الخبر يسير بسرعة كبيرة في وقتنا هذا، والناس شاهدوا في وقت سريع ما حدث معنا على الانترنيت.

وكيف هي الأجواء في المجموعة اليوم؟

الضغط قل مقارنة باليوم السابق، رغم أننا ما زلنا تحت الصدمة لأن ما عشناه في الحافلة ليس بالأمر الهين أو القليل.

هل لك أن تحكي لنا ما عشته بالضبط في اللحظات التي تهجم عليكم أنصار المنتخب المصري؟

كنت في مقدمة الحافلة حينما بدأت الحجارة تهشم الزجاج وتسقط علينا، وقد أسدلنا الستائر في البداية عمدا لنحجب أنظار الأنصار المتعصبين عنا، ونتفادى أيضا رؤيتهم وهم يحاولون الضغط علينا، ولكن بعدها كنا مضطرين لكشف الستائر لنرى من أي ناحية الحجارة تأتي ونحاول تفاديها، ولكن حينما اشتد الأمر، أخذنا أماكن في الممر الداخلي للحافلة، بين الكراسي يعني ، لنحتاط من وقوع الحجارة علينا، وقد كانت بحق لحظات عصيبة جدا وصعبة أن تعيشها.

ما هو الشعور الذي انتابك في وسط الحادثة؟

لقد شعرت كلية بأننا في حرب وأمام منافس عدو وهمجي، بل تخيلت أنني أتابع في فيلم من الأفلام الحربية، خاصة حينما يختبئ الجنود من خلف حواجز وأي شيء ليتفادوا رصاصات العدو، وقد كان الشعور نفسه، الخوف من الحجارة وتلقي إصابات والخوف من انقلاب الحافلة طالما أن السائق هو الآخر كان يقود بسرعة جنونية وهذا ما زرع في أنفسنا الخوف، وهذا لا يمكنني أن أخفيه.

كنتم مذعورين إلى هذه الدرجة وخائفين؟

لابد من رؤية الحجارة التي كانت تسقط علينا لتقدر الخطورة التي كنا فيها، وهذا لا يضحك أبدا بل يدعوا إلى الحزن لما رأيناه وعشناه. لقد كنا بحق في وضعية خطيرة جدا تصل لحد الموت، فحينما تستقبل الحجارة من النوع الكبير في الوجه حينها قل لي عن الشعور الذي ينتابك، وهل الحجارة تدغدغ الرأس أم ما الذي تفعله به.

ألهذا سارعتم إلى الغرف بعد نزولكم من الحافلة؟

لقد خرجنا من الحافلة مذعورين وخائفين وجد قلقين مما حدث معنا، ولقد طلب منا المسئولون في المنتخب بضرورة الانتقال مباشرة إلى غرفنا لنرتاح قليلا، ولكن في بهو الفندق تعرف كل واحد منا على حقيقة الأضرار التي تعرضنا لها.

لقد رأينا بعض الصور قبل صعودكم إلى الغرف ترددون عبارة "وان.. تو.. ثري.. فيفا لا للجيري" وقد كانت معبرة كثيرا؟

حينما تتعرض لتدخلات خشنة، وغير رياضية، تشعر بأنك مهضوم الحق ومظلوم من الأعماق، ومن الطبيعي حسب اعتقادي أن تعبر بتلك الطريقة، بالإضافة إلى ترديدنا لعبارة "وان.. تو.. ثري" فقد تصادفت مع إطلاق بعض النسوة للزغاريد التي زادت في حماسنا وشعورنا بوطنيتنا كجزائريين ومقبلين على مباراة هامة ومصيرية..

ما هي التأثيرات برأيك التي ستنعكس على المجموعة؟

لا توجد تأثيرات سلبية، مثلما يتخيل المصريون، بل علينا أن نشكرهم ونحييهم، لأن ما عشناه منحنا المزيد من القوة والإحساس بروح المسؤولية التي تجعلنا نضحي من أجل الألوان الوطنية والشعب الجزائري الذي ينتظرنا بشغف كبير، لأن ما حدث معنا زاد في تماسكنا كمجموعة وشعرنا بروح الأخوة بيننا أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكنكم أن تتصوروا ما خلفته الحادثة وسطنا كلاعبين.

وهل تشعرون بالتحمس والرغبة في الفوز بالمباراة بعد الذي حدث معكم؟

هذا أكيد، فكل اللاعبين يشعرون بالحماس والتقارب بيننا هو من يزيدنا رغبة وحرارة جماعية من أجل تحقيق الهدف الذي باشرناه منذ الجولة الأولى من التصفيات، بحيث لم ننهزم في أي مباراة، وعلينا بمواصلة حصد النتائج الإيجابية والتغلب على مصر للتأكيد لكل من يشكك في قوة المنتخب الجزائري أننا قادرون على تشريف العرب في المونديال.

ما الذي يجعلك متفائلا بهذا الشكل؟

في اعتقادي أننا كنا بحاجة لحادثة مثل التي وقعت لنا لنشعر أكثر بالأخوة والمصير الواحد قبل المباراة، ويمكنني أن أطمئنكم أننا أصبحنا بحق محاربين، وليس فقط يطلق علينا "محاربي الصحراء"،  لأن الإعتداء الذي عشناه لن يزيدنا إلا رغبة في التألق والتأكيد على أننا على قدر المسؤولية، وهذا ما سيراه الشعب الجزائري يوم المباراة إنشاء الله.

ألا تخشون ضغط المصريين؟

أعتقد أن المصريين يعرفون اليوم بعد أن صدرت قرارات الفيفا أنه في أقل احتكاك معهم سيقصون، أما نحن فسنلعب اللقاء بشكل عادي جدا، أما الضغط فسيكون على عاتق المصريين وليس علينا نحن، لأن اللاعبين المصريين سيخافون من ردة فعل أنصارهم أكثر منا نحن، وعليه فما علينا حاليا سوى التركيز على المباراة ولعبها بالطريقة التي نريدها، وبعون الله فإن التأهل لن يفلت منا.

advertisement

في ظل تسرب شكوك حول تغيير الكابتن سعدان للخطة واعتماده على خطة دفاعية، فهل تراها مناسبة برأيك؟

المثل يقول "كل الطرق تؤدي إلى روما" ونحن اليوم نقول أن كل الخطط تؤدي إلى المونديال، وأي خطة يسطرها سعدان هي أكيد سنذهب بها إلى المونديال، وآمل من كل قلبي أن أكون ضمن اختيارات المدرب وأدعم الدفاع، لأن المسؤولية ستكون كبيرة، سواء إذا ما شارك عنتر يحيا أو بوقرة المصابين، وأنا لها إنشاء الله وأطلب التوفيق من الله أمام مصر.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.