أمريكا تتهم موظفاً سابقاً بالخارجية وزوجته بالتجسس لصالح كوبا

زود الموظف، ولمدة ثلاثة عقود، كوبا بمعلومات سرية، إبان فترة عمله بالخارجية الأمريكية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعلنت الحكومة الأمريكية الجمعة اعتقال موظف سابق بوزارة الخارجية، وزوجته، بتهمة التجسس لصالح كوبا لمدة ثلاثة عقود.

وكشفت مستندات نشرتها وزارة العدل أن وولتر كينداال مايزر، 72 عاماً، وزوجته، غويندولين مايرز، 71 عاماً، يواجهان تهم التآمر بصفتهما عملاء للحكومة الكوبية وتزويدها بمعلومات سرية.

وعرف مايرز لدى الاستخبارات الكوبية بالعميل 202، وغويندولين كالعميل 123 وE634.

وأمرت محكمة الجمعة باستمرار التحفظ على الزوجين ورفض إخلاء سبيلهما بكفالة خشية الفرار.

وقال مصدر مطلع من الخارجية الأمريكية لـCNN، إن كم المعلومات التي مررها الزوجان سيتضح عند إكتمال تقييم الأضرار التي تسببا بها.

وأوضح أن مايزر كان من كبار الموظفين بالخارجية، وعمل كمحلل لأوروبا في وكالة الأبحاث والاستخبارات بالوزارة.

ولفت مصدر أمني آخر، خلال حديثه للشبكة، بأن دوافع الزوجين لم تكن مالية، بل لإيمانهما القاطع بالنظام الكوبي."

وجاء في مذكرة لمايزر كشفت عنها وزارة العدل: "التجاوزات في نظامنا، وافتقار نظام طبي لائق، واللامبالاة غير المقنعة لشركات النفط باحتياجات العامة، والرضى الذاتي بشأن الفقر، والعجز التام للمقموعين إدراك وضعهم."

وتابع: ""هل تخلى الكوبيون عن حريتهم لغاية تأمين الأساسيات؟ لم أشهد ما يشير في هذا الإتجاه.. لم أر ضياعاً للقيم جراء الثورة التي أفرجت عن مكامن قوى هائلة وحررت الروح الكوبية."

وذكرت تلك المصادر أن الحكومة الكوبية تكفلت ببعض "نفقات" الزوجين، فيما تحركت الحكومة الأمريكية لمصادرة نصف مليون دولار، جمعها مايرز أثناء عمله بالخارجية.

وتتهم السلطات الأمريكية مايرز بالاحتيال في تلقي راتبه من الحكومة الأمريكية في الوقت الذي عمل فيه ضدها كعميل لحكومة هافانا.

واعتقل الزوجان اثر عملية أمنية نفذها "مكتب التحقيقات الفدرالية"، حيث تقمص عميل للاف بي آي دور جاسوس كوبي وطلب منهما معلومات عن انشطتهما.

ويعتقد ان الزوجين قبلا التجسس لحساب الحكومة الكوبية إثر زيارة لكوبا في ديسمبر/ كانون الأول عام 1978.

وكشف مايرز للعميل المتخفي إنه عادة ما ينقل المعلومات "السرية" عبر حفظها في ذاكرته أو كتابتها.

ويشار إلى أنه تقاعد من الخارجية الأمريكية في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2007، وأطلع على أكثر من مائتي تقرير سري عن كوبا، خلال أشهر عمله  الأخيرة، رغم أنه يعمل كمحلل في القضايا الأوروبية.