ضغط كبير على اليورو
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ترنحت العملة الأوروبية بقوة، فتراجع اليورو إلى أدنى مستوى له هذا العام أمام الدولار، في ظل المخاوف التي عادت لتعصف في الأسواق الدولية بعد أن أعلنت اليونان رسمياً طلبها المساعدة الدولية لمواجهة تعثرها في سداد الديون، رغم إصرارها طوال أشهر على قدرتها على تجاوز الأزمة بمفردها.
وتراجع اليورو إلى مستوى 1.3199 مقابل الدولار، قبل أن ينتعش بعض الشيء، بعد أن طلب رئيس الوزراء اليوناني، جورج بابانديريو رسمياً من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تفعيل حزمة الانقاذ المالية التي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار.
وكانت الدول الأوروبية قد أعلنت الجمعة أن عجز الموازنة اليونانية الحقيقي قد تجاوز 13.6 في المائة من الناتج المحلي، بما يفوق الرقم الذي أعلنته أثينا عند 12.7 في المائة، وأدى ذلك إلى ارتفاع قوي في تكلفة السندات اليونانية.
ورد بابانديريو بأنه سيطلب من قادة أوروبا "القيام بكل ما يلزم" لتفعيل حزمة الدعم قائلاً: "نعتقد أن الشركاء في الاتحاد الأوروبي سيتخذون خطوات حاسمة لمساعدة اليونان على إعادة بناء سفينة الدولة بمواد قوية ويمكن الاعتماد عليها."
وأضاف: "نأمل أن يكون هذا القرار كافياً لإعادة الهدوء إلى الأسواق، بما يسمح لنا بتمويل اقتصادنا من جديد بأسعار فائدة متدنية."
وكان وزراء مالية دول منطقة اليورو قد التزموا منتصف أبريل/نيسان الجاري بتقديم مساعدة مالية لليونان من خلال قروض بمبلغ 30 مليار يورو، لمساعدة الدولة الأوروبية على اجتياز أزمة مالية مثلت أخطر تحد لليورو.
وجاء هذا الاتفاق خلال اجتماع طارئ للوزراء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بالإضافة إلى عشرة مليارات دولار، على الأقل، متوقعة من صندوق النقد الدولي في العام الأول.
ويتعين على اليونان بالمقابل العمل على خفض حجم عجز الموازنة بمقدار 4 في المائة، وقد اتخذت أثينا لهذا الغرض عدة إجراءات تقشفية، وافقت على صيغتها المفوضية الأوروبية.
وتسعى مجموعة اليورو إلى العمل على تهدئة اضطرابات الأسواق وضمان استقرار العملة الأوروبية الموحدة بعد اندلاع أزمة اليونان عن طريق وضع الأموال على شكل قروض، أما بالنسبة للسنوات المقبلة، فستتم تحديد مبالغ القروض بحسب التطورات المالية في اليونان.