أسعار الذهب تستعر وسط إقبال غير مسبوق

الإقبال على الذهب تركز في أوروبا

لندن، إنجلترا (CNN) -- ارتفعت أسعار الذهب الأربعاء إلى أعلى مستوى لها منذ انهيار مصرف "ليمان برذرز" في العام 2008 وسط تذبذب في أسواق المال الأوروبية.

فقد ارتفع سعر أونصة الذهب في لندن 1.23 دولاراً، متفوقاً على السعر الذي تحقق للأونصة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

كذلك ارتفع سعر الأونصة بالعملة الأوروبية "اليورو" محققاً أعلى سعر في كل الأوقات، وذلك في التعاملات المسائية في لندن الثلاثاء، بزيادة بلغت نحو 26 في المائة عما كان عليه سعر الأونصة منذ بداية العام الجاري.

وقال المتعاملون بالذهب والعملات إن عملية الشراء كانت قوية بصورة استثنائية من المستثمرين الألمان والسويسريين.

في فرانكفورت الألمانية، قال بائعو الذهب إن الطلب على المعدن الأصفر خلال الأسبوع الماضي كان أكثر بنحو ثلاثة أو أربعة أضعاف المستوى الاعتيادي للتعامل بالذهب.

ويبدو أن الارتفاع في سعر الذهب جاء نتيجة للمخاوف في ألمانيا بشأن احتمال تأثير التضخم على قرار المصرف المركزي الأوروبي بشراء سندات حكومية لدول منطقة اليورو في ظل أزمة الديون اليونانية.

وقال مايكل كرامر، رئيس "مانراف، تروديلا آند بروكرز" وهي أكبر شركة متخصصة في التعامل مع العملات في نيويورك: "لقد كان الطلب على الذهب خارج أمريكا كبيراً جداً.. انتهى معظمه في ألمانيا."

أما إيدل تولي، الخبير في المعادن النفيسة في المجموعة المالية "يو بي أس" بلندن فقال: "لقد كان الطلب على العملات المعدنية كثيفاً بحيث فاق المعروض منها."

وقالت "يو بي أس"، إن مبيعات الذهب في جنيف وزيوريخ شهدت الثلاثاء طلباً كبيراً على العملات والذهب فاق ما كان عليه الوضع في العام 2008، عندما اهتزت الأسواق إثر مخاوف في منطقة اليورو.

وباعت محلات "أستريان مينت" حوالي 108 آلاف أونصة ذهب من عملات "أوركسترا فيينا الموسيقية" خلال الأسبوعين الماضيين، وهي مبيعات تفوق ما تم بيعه خلال الشعور الثلاثة الأولى من العام الجاري، حيث بلغت مبيعاتها خلال تلك الفترة 89100 أونصة ذهب.

وكان المستثمرون العالميون قد تحولوا للذهب بصورة متزايدة منذ العام 2008، ذلك أن هذا المعدن النفيس يصبح أفضل حالاً خلال الأزمات المالية.

فقد اشترى المستثمرون العالميون، وعلى رأسهم الأمريكيون، العام الماضي 228.5 طناً من الذهب، وهو رقم قياسي، على شكل عملات ذهبية.

وكان الرقم السابق قد بلغ 77.4 طناً وتحقق في العام 2000، بحسب ما ذكر مكتب استشارات المعادن النفيسة "جي أف أم أس" الذي يتخذ من لندن مقراً له.