/منوعات
 
الأحد، 17 كانون الثاني/يناير 2010، آخر تحديث 10:43 (GMT+0400)

فيلم الأسبوع: مسجون ترانزيت... حبكة أمريكية بطابع مصري

عرض: سامية عايش

ملصق فيلم ''مسجون ترانزيت''

ملصق فيلم ''مسجون ترانزيت''


دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- مع قرب انتهاء فصل الصيف، يحاول المخرجون المصريون عرض أفلامهم في صالات السينما العربية، لمحاولة جذب أكبر عدد من الحضور المتعطش لمشاهدة الأفلام التي تحاول طرح قضايا جديدة.

إلا أن عددا كبيرا من الأفلام المصرية أخذت تلجأ مؤخرا إلى الحبكة الأمريكية، ولكن بطابع مصري، وهذا يبدو واضحا في الفيلم الجديد للمخرجة المصرية ساندرا نشأت "مسجون ترانزيت".

هذا ما حاول طرحه الفيلم، الذي يقوم ببطولته أحمد عز ونور الشريف وصلاح عبد الله، قضية جرائم النصب والاحتيال في مصر، وانتشارها لتطال جميع قطاعات الحياة، حيث نجد في بداية الفيلم الشاب علي (أحمد عز)، الذي يحاول سرقة منزل مع أحد أصدقائه، لتقبض عليه الشرطة، وتزجه في السجن.

ومع تطور أحداث الفيلم، يظهر العميد شوقي (نور الشريف)، الذي يطلق سراح علي على أنه ميت، ليبدأ حياته من جديد، وتدريبه للقيام بعملية ضد أحد الإسرائيليين الآتين للسياحة إلى مصر.

ونجد هنا في أحداث الفيلم اللعب على وتر الوطنية، وكراهية الإسرائيليين عند المواطن المصري، حيث أن لفظ العميد شوقي لجملة "بتحب مصر يا علي؟؟" تحرك في علي نفسه مشاعر الوطنية، وحب الأرض، وما إلى ذلك.

وبعد أن ينهي علي المهمة المترتبة عليه، يعطيه العميد شوقي جواز سفر جديد، ومبلغا من المال ويطلب منه السفر إلى الكويت، ليبدأ حياته شريفا من جديد.

تتطور أحداث الفيلم فيما بعد، لنجد علي بعد ست سنوات وقد عاد إلى القاهرة باسم عبد الرحمن، وافتتح معرضا للسيارات، وتزوج، وأنجب طفلا أسماه عليا، ويعيش حياته بكل هدوء وسلام.

إلا أن أحداث الفيلم تأخذ طابعا بوليسيا ومثيرا عندما يظهر العميد شوقي من جديد، ولكن هذه المرة برتبة لواء، ويطلب من علي، أو عبد الرحمن، تنفيذ مهمة جديدة.
فيرفض عبد الرحمن مرارا وتكرارا، إلا أنه يقبل التنفيذ في النهاية، وسط مشاحنات مع عائلته، بشأن المهمة، ويقتل ابن صاحب الفيلا التي نفذ فيها عملية السرقة.

ويتعرف حراس الفيلا على شخص عبد الرحمن فيقومون باختطاف ابنه وقتله انتقاما لمقتل ابن صاحب الفيلا، وهو المشهد الذي يعد الأكثر مأساوية في الفيلم.

وتنتهي أحداث الفيلم باكتشاف الشخصية الحقيقية للواء شوقي، حيث أنه أكبر مزور في مصر، وقد زور شهادات رسمية لإخراج علي من السجن، ومن ثم جنده لقتل السائح الإسرائيلي لسرقة مجوهراته الثمينة، وأخيرا طلب منه سرقة معاملات كانت تربطه بصاحب الفيلا لاحتوائها على معلومات خاطئة.

الفيلم كان سلس البنية، حيث لا يشعر المشاهد بحالة من "الضياع" عند مشاهدته، كما أن حركة الكاميرا تميزت بالتقاطها لقطات مقربة حتى يشعر المشاهد بقرب الإحساس منه، بالإضافة إلى التقاطها للصورة البعيدة والشاملة لتوحي بعظمة المكان، وصغر الناس فيه.

ولعل مواقع التصوير الخلابة تحسب نقطة لصالح المخرجة، حيث أنها برعت في اختيار مواقع تدمج ما بين إحساس الممثل في ذلك المشهد والألوان الغالبة على الطبيعة، حيث أنك مثلا في مشهد دفن الشاب علي على شاطئ الإسكندرية، نجد البحر الواسع ولونه الأزرق، الذي يوحي بالأبدية والعظمة، ونجد على الشاطئ الألوان التي يغلب عليها الأخضر والبني، التي توحي بعودة الإنسان من حيث خلق وولد.

وكان النجم أحمد عز بطلا كبيرا في هذا العمل، حيث لعب دوره بشكل كوميدي في أحيان، وبشكل درامي في أحيان أخرى، ولم يظهر عليه التكلف أو التزييف في الأداء.

غير أن دور النجم نور الشريف لا يعد من أفضل أدواره، فمع أنه أجاد أداء دور العميد شوقي، إلا أن الشريف وقع في فخ الأدوار النمطية للمحتالين، الذين يلعبون على حبل الكلام، واللباس، والمظهر الخارجي، ولم يضف شيئا جديدا للدور.

advertisement

الجديد على السينما المصرية هذه المرة كان استقدام مؤلف موسيقي من خارج مصر، وهو الموسيقار المبدع طارق الناصر، لإتمام الموسيقى التصويرية للعمل، حيث رفع فيه (الناصر) شعار "صوت الإنسان.. الآلة الأولى"، إذ أننا لم نعتد في السينما المصرية على سماع الآه الإنسانية تنطلق متوازية مع صوت الكمان أو العود أو الناي، حيث أن إضافة هذا الصوت منح العمل إنسانية جعلته مختلفا عن جميع الأعمال الأخرى.

وأخيرا، هذا العمل هو السادس للمخرجة المصرية ساندرا نشأت، حيث أن آخر فيلم لها كان في 2006، وحمل اسم "الرهينة"، وهو من بطولة أحمد عز، ونور، وياسمين عبد العزيز.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.