CNN CNN

تزاحم وسباقات بين مهرجانات السينما العربية

خاص بموقع CNN بالعربية
السبت، 08 كانون الثاني/يناير 2011، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)
النجمة الأمريكية سوزان ساراندون تسلم هارفي كيتل جائزة تكريم مهرجان مراكش السينمائي
النجمة الأمريكية سوزان ساراندون تسلم هارفي كيتل جائزة تكريم مهرجان مراكش السينمائي

مراكش، المغرب(CNN) -- أصبح شهر ديسمبر/ كانون الأول بامتياز شهر المهرجانات السينمائية العربية التي تتنافس على اقتناص أبرز نجوم هوليود، وربح صفوف متقدمة ضمن قائمة أهم التظاهرات الدولية للفن السابع.

فما كاد مهرجان القاهرة الدولي يرفع الستار عن فعاليات دورته الرابعة والثلاثين (من 1 إلى 9 /12)، حتى انطلق احتفال مراكش بعشرية مهرجانها السينمائي (من 3 إلى 11)، لتتسلم دبي المشعل في اليوم الموالي لاختتامه، إعلانا عن افتتاح الدورة السابعة لمهرجانها (من 12 إلى 19/12).

وتفتح الملتقيات الكبرى الثلاث المجال أمام نجوم هوليود لتغيير الوجهة نحو سحر الشرق وأساطيره بألوان مختلفة، من سحر مراكش الحمراء الدافئة، إلى عجائب دبي العمرانية الناهضة، مرورا بالإرث الفرعوني لمصر المحروسة.

وبينما استضافت القاهرة النجمين الأمريكي ريتشارد غيير والفرنسية جولييت بينوش، حج إلى مراكش عمالقة كبار من حجم فرانسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيز وايفا منديس وجيمس كين، فيما يرتقب حضور شون بن وكولن فيرث وكولن فاريل وجان رينو إلى إمارة دبي، دعما لمهرجانها الدولي السابع.

ومنذ انضمام مراكش ودبي إلى قائمة الوجهات العالمية للفن السابع، احتدم النقاش حول وجاهة تنظيم الملتقيات العربية الثلاث في فترات متزامنة أو متقاربة، وما إذا كان ذلك يخدم المنافسة المشروعة بينها، أو يؤثر على إشعاع كل منها؟

وكثيرا ما نقلت بعض وسائل الإعلام المصرية خصوصا أصداء هذه المنافسة الخفية من خلال انتقاد حضور نجوم مصريين مهرجاني مراكش ودبي مثلا على حساب القاهرة، وهو ما استمر هذا العام بحضور النجمة يسرا كعضو في لجنة تحكيم مهرجان مراكش، التي يرأسها الأمريكي جون مالكوفيتش، إلى جانب نجوم آخرين مثل حسين فهمي وداليا البحيري وهاني رمزي.

ويسجل الناقد السينمائي المصري، أحمد فرغلي، بأسف تقاطع فترات تنظيم مهرجانات القاهرة ومراكش ودبي، الذي يعكس غياب تنسيق بين إدارات هذه التظاهرات في الجدولة الزمنية رغم التزام عَبر عنه المسؤولون في لقاءات سابقة بينهم يقضي بتفعيل التنسيق على هذا المستوى.

بل لاحظ الناقد المصري فرغلي أن المشكلة تفاقمت، وهو ما يشكل إرهاقا للنجوم الراغبة في حضور المهرجانات مجتمعة، وكذا للإعلاميين ومهنيي السينما.

وقال فرغلي، رئيس تحرير البرامج الفنية في تلفزيون "الحياة"، في تصريح لموقع CNN بالعربية، إن كلا من المهرجانات العربية المذكورة يسعى إلى تحقيق التميز من خلال السعي إلى استقطاب أبرز النجوم وتكريس بعض الاختيارات السينمائية الخاصة.

ويرى أحمد فرغلي أن مهرجان مراكش، الذي راكم مكتسبات مهمة في ظرف عشر سنوات، يظل المنافس الحقيقي لمهرجان القاهرة الدولي على المستوى الفني، ملاحظا من جهة أخرى أن المهرجانات السينمائية لا تساهم في دعم نشوء صناعات سينمائية حقيقية عبر بلدان العالم العربي، وهو ما تنفرد به مصر التي تستثمر 150 مليون دولار سنويا في هذا القطاع.

ومن جانبه، لا يرى الناقد السينمائي المغربي خليل الدمون ضررا في مبدأ التنافس بين المهرجانات العربية، "شرط أن يقوم هذا التنافس على مقومات ثقافية وفنية، من خلال جودة البرمجة واختيار قائمة الأفلام المتنافسة وتشكيل لجن التحكيم وغيرها،" في أفق تطوير الحقل السينمائي وفتح المجال أمام السينمائيين العرب لتطوير خبراتهم والاحتكاك بالتجارب العالمية المتنوعة.

كما يبدي خليل الدمون، في تصريح لـ CNN بالعربية، تفهما لتقاطع توقيت المهرجانات العربية الكبرى، موضحا أن مسؤوليها يسعون إلى الابتعاد عن مواعيد كبريات المهرجانات العالمية، مثل كان والبندقية، ليجدوا أنفسهم محاصرين في شهر ديسمبر/ كانون الأول، معتبرا أن السبيل للخروج من مأزق التواريخ يكمن في تخصص كل مهرجان في نوع مخصوص من السينما من أجل اكتساب هوية مميزة، وتجنب الدخول في صراع غير صحي على جلب النجوم.

ولاحظ الناقد خليل الدمون، الذي يدير "مجلة السينما" بالمغرب، أن مهرجان مراكش يتجه شيئا فشيئا إلى التخصص في سينما المؤلف، ويحرص مهرجان القاهرة على الجمع بين السينما العربية والدولية، بينما يقترح منظمو مهرجان دبي أفلاما متنوعة المدارس.

هذا، ومن المقرر أن يفتتح مساء الأحد ( اليوم) مهرجان دبي السينمائي الدولي، بعرض فيلم " حديث الملك" من بطولة كوابن فيرث، هيلينا بونهام كارتر،غاي بيرس، وجيفري راش، وإخراج توم هوبر.