/منوعات
 
الثلاثاء، 21 أيلول/سبتمبر 2010، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)

"حساء السلطان".. ملاذ فقراء القدس في شهر رمضان

السلطان سليمان القانوني

السلطان سليمان القانوني

(شاهد التقرير)

القدس (CNN) -- عند الساعة الواحدة تماما، يدخل عشرات الأطفال راكضين عبر باب "تكية السلطان،" في القدس، حاملين في أيديهم الأواني والصحون، ليغتنموا نصيبهم من "حساء السلطان،" الذي يقدمه مطبخ التكية.

ويصطف الأطفال الذين أرسلتهم عائلاتهم، حاملين الأواني التي سيملئونها، أمام قدور كبيرة يغلي فيها حساء الدجاج، ينتظرون أن تملأ صحونهم بالطعام قبيل موعد أذان المغرب، وهو أيضا موعد الإفطار في شهر رمضان.

والمشهد ذاك، يعد أحد الطقوس اليومية في قلب مدينة القدس القديمة، لمئات العائلات، وليس فقط في شهر رمضان، إذ دأبت مؤسسة وقف الأقصى على منح الطعام للأسر المحتاجة، منذ أكثر ما يزيد على 450 سنة، وبمساعدة من التبرعات الخاصة.

وقد بني "مطبخ الحساء" في عام 1550 على يد زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، بالإضافة إلى التكية، ودار للأيتام ومدرسة، تفتخر بأنها خرجت شخصيات كبيرة مثل الدكتور يوسف النتشة، المؤرخ الذي يعمل مع المؤسسة ذاتها الآن.

ويقول الدكتور النتشة لشبكة CNN إنه في أوائل القرن السادس عشر، كان أكثر من 550 شخصا يحصلون على الحساء مرتين في اليوم، وأحيانا اللحم والأرز بحسب المناسبة، فالصدقة وإطعام المحتاجين قيمتان دينيتان معروفتان بجميع أنحاء العالم الإسلامي."

ولم تتغير البنية الأساسية لمبنى التكية منذ ما يقرب من خمسة قرون، ولكن تم بناء ملحقات كثيرة، وعلى الأخص، كثير من المداخن التي شيدت في المطبخ، إذ كان يعتقد أنه لا يمكن العمل هناك قبل مئات من السنين لأن الأدخنة لا تتم تهويتها.

advertisement

والمطبخ مليء بالأطفال اليوم، ويقول أحد الطهاة هناك إن كل طفل يمثل أسرة بكاملها، ولا شك أن الأطفال لا يقدرون كثيرا المبنى التاريخي الذين يجلسون فيه، لكن الكبار يقدرونه كلما حضروا إليه.

ويقول أحد الشيوخ، والذي انتهى لتوه من الصلاة في المسجد الأقصى، وجاء ليأخذ وجبته قبل العودة إلى منزله في الضفة الغربية، إن "هذا الطعام له بركة.. تعودت أن آتي هنا منذ عام، وأنا أشكر الذين يعملون هنا، وينشرون الرحمة بين المسلمين."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.