CNN CNN

مصر: لا للرقابة الدولية وأمريكا تتصرف كوصي

الأحد، 19 كانون الأول/ديسمبر 2010، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)
من تحركات المعارضة المصرية
من تحركات المعارضة المصرية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعربت الخارجية المصرية عن "بالغ الاستياء" لاستقبال واشنطن ناشطين مصريين، على خلفية الانتخابات المقبلة في البلاد، بينما أكد مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية المصرية، أن القاهرة "ليست في حاجة إلى صك دولي لإثبات نزاهة الانتخابات البرلمانية" القادمة المقررة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، و"لا توافق على الرقابة الدولية،" رداً على دعوة واشنطن لوجود مراقبين دوليين للإشراف على عملية الاقتراع.

وعن قبول معظم الدول بهذه الرقابة قال شهاب "إذا أحصينا عدد الدول التي تقبل الرقابة الدولية أو المراقبين الدوليين نجدها قليلة جدا وإن عددا كبيرا من هذه الدول لها ظروف استثنائية غير طبيعية، فمثلا بلاد مثل العراق والسودان والصومال يوجد فيها انقسامات واضطرابات فلابد من وجود رقابة دولية أما الدول المستقرة التي يسودها النظام وبها دساتير تكفل هذه الضمانات فلا تقبل بهذا."

وأشار شهاب، في لقاء تلفزيوني نقلت تفاصيله وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إلى وجود نظام جديد سيتبع ويطبق في انتخابات مجلس الشعب القادمة لأول مرة وهو اللجنة العليا للانتخابات التي من حقها أن تسمح لمنظمات المجتمع المدني بأن تقوم بالمراقبة.

وفي سياق متصل، أعرب مصدر رسمي في وزارة الخارجية المصرية عن "بالغ الاستياء إزاء استقبال مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لعدد من الأمريكيين الذين يطلقون على أنفسهم اسم 'مجموعة عمل مصر' وناقشوا معهم أموراً تتعلق بالشؤون الداخلية المصرية."

وقال المصدر: "هذا الإجراء يعبر عن مواقف أمريكية غير مقبولة إزاء التحفظات المصرية القوية والمبررة تجاه تعامل الإدارة الأمريكية مع الشأن الداخلي المصري عموماً، ومع تلك المجموعة التي تدعى اهتماماً بهذا الشأن علي وجه الخصوص".

وأضاف المصدر، وفقاً لبيان الخارجية المصرية، إلى أن المواقف الأخيرة للإدارة الأمريكية تجاه الشؤون الداخلية المصرية "هي أمر مرفوض بشكل قاطع من جانب مصر،" مشيراً إلى أن رفض هذا السلوك الأمريكي "يأتي بغض النظر عن أية حجج أو ذرائع يمكن أن يسوقها البعض لتبرير هذا الأمر."

وأكد المصدر في هذا الإطار على أن مصر "تعتز كل الاعتزاز بسيادتها واستقلال إرادتها الوطنية وأنها لن تسمح لأي طرف كان، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالتدخل في شأنها الداخلي تحت أي ذريعة، لكن يبدو أن الجانب الأمريكي يصر على عدم احترام خصوصية المجتمع المصري بتصرفات وتصريحات تستفز الشعور الوطني المصري، وكأن الولايات المتحدة تحولت إلى وصي على كيفية إدارة المجتمع المصري لشؤونه السياسية."

وكان الناطق باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، قد قال للصحفيين في واشنطن إن بلاده "ستراقب الانتخابات المصرية بشكل لصيق لضمان توافقها مع المعايير والمتطلبات الدولية."

وتابع كراولي قائلاً: "لقد شجعنا مصر على وجود مراقبين محليين ودوليين يتمتعون بالكفاءة لمراقبة الانتخابات المقبلة، ونحن لا نعتبر هذا الأمر تدخلاً بالشأن المصري، وإنما نحن نشجع دولة صديقة ومقربة من أمريكا على أن تنجز انتخاباتها الفائقة الأهمية بالشكل الذي يرغب به شعبها."