/الشرق الأوسط
 
الثلاثاء، 02 شباط/فبراير 2010، آخر تحديث 19:30 (GMT+0400)

إسرائيل تقر بمعاقبة ضابطين وتنفي استخدامها الفسفور بغزة

الجيش الإسرائيلي يكرر نفي استخدام الفسفور

الجيش الإسرائيلي يكرر نفي استخدام الفسفور

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- أكد الجيش الإسرائيلي الاثنين صحة التقارير التي تشير لمعاقبته اثنين من ضباطه على خلفية العملية التي نفذها الشتاء الماضي في غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لكنه أعاد السبب إلى سماحهما بقصف "مناطق مأهولة" في القطاع، نافياً ما أوردته معلومات صحفية عزت العقوبة إلى استخدامهما الفسفور الأبيض.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه عاقب عميداً وعقيداً في صفوفه بعد أن أمرا بقصف مدفعي ضد أهداف مأهولة بالسكان، "بما يخالف قوانين الجيش المتعلقة بمنع استخدام المدفعية بشكل قد يهدد حياة الآخرين."

وذكر مراقبون أن الضابطين المعاقبين هما الأعلى رتبة ضمن الجنود الذين صدرت بحقهم عقوبات من هذا النوع على خلفية العملية في غزة، التي حملت اسم "الرصاص المصبوب،" وقد أثبتت تل أبيب واقعة العقوبة في ملف قدمته للأمم المتحدة الجمعة حول تلك العمليات العسكرية. 

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام في تل أبيب حول معاقبة الضابطين لاستخدامهما الفسفور الأبيض "غير صحيحة،" مكرراً موقف بلاده النافي لإستخدام هذا السلاح الكيماوي.

وأضاف الناطق: "لقد سبق للجيش الإسرائيلي نفي هذه المزاعم، والتشديد على أنه استخدم أسلحته بما ينسجم مع التزامات إسرائيل حيال القانون الدولي."

من جانبها، اصدرت حركة "حماس" بيانا يستند لما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية، وجاء فيه، أن القرار الإسرائيلي "اعتراف رسمي بارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، واستخدام الفسفور الأبيض المحرم دولياً في قتل المدنيين وحرقهم، وتعتبر هذه المحاكمات بمثابة خطوة استباقية للإفلات من محاكم الجنايات الدولية، ولا سيما قرب رفع نتائج التحقيق في تقرير جولدستون إلى مجلس الأمن في طريقه إلى محكمة الجنايات الدولية."

وطالبت الحركة من المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية "الدفع باتجاه الإسراع في محاكمة قيادات" إسرائيل ووصفهم بأنهم "مجرمو حرب جراء ما اقترفت أيديهم من جرائم بحق الشعب الفلسطيني."

وكان راديو إسرائيل قد أشار صباح الاثنين إلى أن رد الحكومة الرسمي على تقرير "غولدستون" الخاص بعمليتها العسكرية في قطاع غزة، تضمن الإشارة إلى فرض عقوبة انضباطية على قائد قوات جيش الدفاع بغزة، وقائد لواء غيفعاني للمشاة، لتجاوزهما صلاحياتهما من خلال السماح بإطلاق قنابل فوسفورية خلال تلك العملية.

وقالت الإذاعة: "وقع حادث إطلاق القنابل المذكورة تحديداً في الخامس عشر من يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، أي قبل انتهاء عملية (الرصاص المصبوب) بيومين، في حي تل الهوا، بجنوب مدينة غزة.

كما أشار الرد الإسرائيلي إلى "إجراء التحقيق في حادثتيْن أخرييْن تطرق إليهما تقرير غولدستون، يتعلق أحدهما بمقتل عشرين فلسطينياً في حي الزيتون شرقي غزة من جراء قصف عسكري إسرائيلي."

وكانت إسرائيل سلمت الجمعة ردها على تقرير "غولدستون" إلى الأمم المتحدة، مع قرب الموعد النهائي الذي حددته المنظمة الدولية للرد على الاتهامات التي يتضمنها التقرير، بارتكاب القوات الإسرائيلية "جرائم حرب"، خلال عملية "الرصاص المصبوب" العسكرية، على قطاع غزة الشتاء الماضي.

وفيما جددت الحكومة الإسرائيلية انتقاداتها للتقرير الصادر عن لجنة تحقيق دولية برئاسة القاضي الجنوب أفريقي السابق، ريتشارد غولدستون، فقد أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن "الأمين العام للمنظمة (بان كي مون) تسلم رسالة من الحكومة الإسرائيلية."

وخلال احتفال لغرس الأشجار جنوبي إسرائيل الجمعة، قال وزير الدفاع إيهود باراك، إن "البحث الذي أجرته الجهات الأمنية المختصة في تقرير غولدستون، يؤكد بشكل لا يقبل التأويل، أن جيش الدفاع الإسرائيلي هو جيش جدي، ومسؤول وأخلاقي، يعمل في ظروف شبه مستحيلة."

advertisement

ووصف باراك تقرير "غولدستون" بأنه "مشوه، ومتحيز، وغير متزن"، مشيراً إلى أن رد إسرائيل على هذا التقرير، يأتي "انطلاقاً من شعورها بضرورة أداء الواجب."

كما شدد على قوله إنه "يتعين على قادة وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، أي يدركوا بأن الدولة تقف إلى جانبهم في أي حال وفي جميع الظروف."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.