/الشرق الأوسط
 
السبت، 10 نيسان/ابريل 2010، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

الزميلة بولا هانكوكس: قصة راشيل كوري وقوة الأسى

راشيل كوري في مواجهة الدبابة الإسرائيلية

راشيل كوري في مواجهة الدبابة الإسرائيلية

الزميلة بولا هانكوكس واكبت تطورات ملف مقتل الناشطة الأمريكية راشيل كوري، والتقت والداها مؤخرا بعد نجاحهما في رفع دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع الإسرائيلية. وقد حرصت الزميلة هانكوكس على كتابة ملاحظاتها خلال هذا الحوار.

القدس (CNN) -- بالنسبة لكريغ وسيندي كوري، والدا راشيل كوري، يمتزج الألم مع سبع سنوات من الصراع للوصول إلى الحقيقة، ومعرفة ما حصل بالضبط لابنتهما راشيل. فراشيل هي ناشطة أمريكية، حاولت حماية الفلسطينيين من الدبابات الإسرائيلية التي تقوم بهدم منازلهم في قطاع غزة.

في 16 مارس/آذار 2003، دُهست راشيل من قبل بلدورز إسرائيلي حطم عظامها، واليوم وبعد سبع سنوات، يستعد والداها لمقاضاة الجناة.

إذا ما تسنت لك الفرصة والتقيت بكريغ وسيندي، ستدهش بالتأكيد لطيبتهما، وتصميمهما على التصدي للجناة. فهما لم يتخيلا في يوم من الأيام وصولهما إلى هذا الموقف.

فكل ما يريدانه من مثل هذه القضية هو إصلاح الضرر، وليس العائد المادي.

أما الجانب الإسرائيلي، فقد رفض منذ البدء الكشف عن هوية سائق البلدوزر التي قتلت راشيل، ولعل هذه هي النافذة الوحيدة التي يمكن من خلالها تعويض ما فاتهما خلال السنوات السبع الماضية.

إلا أن ما أدهشني هو تصدي الوالدين لنوبات الغضب الشديد، التي قد تصيب أي شخص فقد عزيزا عليه، فوالد راشيل يخبرني أنه لا يريد سجن سائق البلدوزر، خصوصا إذا كان لديه أطفال.

ويضيف: "أود فقط معرفة ما حصل، أود منه أن يأتي إلي ويخبرني ما شاهده، فأنا لست شخصا متعصبا أو مؤمنا بالكراهية، إلا أنني أعتقد أن قتل ابنتي كان فعلا جبانا."

ويتحدث كريغ وسيندي عن مدى افتخارهما بابنتهما راشيل ، وعن أهمية العمل الإنساني الذي كانت تقوم به، وعن مدى قربها وصداقتها للعائلات الفلسطينية في غزة.

وكان المخرج آلان ريكمان قد أخرج مسرحية ترتكز على مذكرات راشيل، ولا زالت تلقى صدى واسعا أينما تعرض.

ولعل قصة مقتل راشيل تجاوزت كونها مأساة موت فتاة لم تتجاوز الثالثة والعشرين من العمر. فقد أصبحت القصة رمزا لجميع من يحارب الاحتلال الإسرائيلي.

وتؤكد سيندي، والدة راشيل، تصاعد القلق لدى جماعات حقوق الإنسان بشأن عدم وجود حصانة لهم أمام الجيش الإسرائيلي، وتقول: "أشعر أننا في موقع يخولنا الحصول على إجابات لتساؤلاتنا، ويمكننا الوصول إلى ما نريده رغم صعوبة الطريق."

advertisement

وكان الجيش الإسرائيلي قد عبر عن استيائه من البيان الصادر عن عائلة راشيل قبل سبع سنوات، بالقول إن سائق البلدوزر لم ير الفتاة، وبالتالي لا يقع أي لوم على الجانب الإسرائيلي.

هذه القضية يمكن أن تستمر لأشهر، وستكون محط اهتمام الكثير من جماعات حقوق الإنسان حول العالم، فإذا كان بإمكان هذان الوالدان رفع دعوى قضائية على وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد سبع سنوات، فبإمكان غيرهما أيضا فعل ذلك.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.