استبدلت الصحيفة صورة أوباما بمبارك، فأصبح هو من يقود الزعماء
القاهرة، مصر (CNN)-- سعت صحيفة "الأهرام"، كبرى الصحف القاهرية، إلى تبرير قيامها بنشر صورة "مفبركة" للرئيس المصري حسني مبارك، تظهره وهو يقود الزعماء المشاركين في الجولة الأولى لمفاوضات السلام المباشرة، والتي عُقدت بالعاصمة الأمريكية واشنطن مطلع الشهر الجاري، بالقول إن الصورة "تعبيرية."
ونشرت الصحيفة في عددها السبت، على لسان رئيس تحريرها أسامة سرايا، قوله إن "الصورة التي نشرت بالأهرام يوم 14 سبتمبر (أيلول الجاري) للزعماء المشاركين في إعادة إطلاق عملية السلام، هي صورة تعبيرية، وتؤكد دور الرئيس مبارك في تحقيق السلام."
وأثارت الصورة "المفبركة"، التي تبين مبارك وهو يقود الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على سجادة حمراء داخل البيت الأبيض، ردود فعل وانتقادات واسعة للصحيفة المصرية.
وأعادت الأهرام نشر الصورة، بعدما قامت بوضع مبارك في المقدمة، بدلاً من أوباما الذي تراجع للصف الخلفي، في نفس يوم انطلاق الجولة الثانية للمفاوضات المباشرة بمنتجع "شرم الشيخ"، والتي استضافها الرئيس المصري في غياب الرئيس الأمريكي، ووضعت تحت الصورة عنواناً يقول: "الطريق إلى شرم الشيخ."
وفيما تناولت العديد من الصحف العالمية قصة الصورة "المفبركة" فور ظهورها على الصحيفة القاهرية، رفضت الأهرام، التي عادةً ما تعكس مواقف الحكومة الرسمية، تبرير عملية التبديل في الصورة لـCNN في وقت سابق، قبل أن تعود لتبريرها بعد أربعة أيام من نشر الصورة المثيرة للجدل.
وكان هشام قاسم، الناشر الصحفي المستقل، والناشط في منظمة حقوقية تعني بحقوق الإنسان، قد ذكر: "محررو صحيفة الأهرام ذهبوا بعيداً.. إنهم يجعلون من مبارك مسخرة للعالم أجمع.. إنه لمن المثير للدهشة التغطية التي يحصل عليها مبارك.. لقد أصبحت مضحكة عالم الصحافة."
أما سرايا فقال محاولاً تبرير ما قامت به صحيفته، إن "الأهرام لم يغير الصور الخاصة باجتماعات قمة واشنطن، والتي قام بنشرها كاملة في العدد التالي لعقد القمة، ولكنه، وبمناسبة عقد قمة شرم الشيخ، أراد أن ينشر صورة تعبر عن دور مصر والرئيس مبارك في دفع مسيرة السلام، باعتبار مصر هي الدولة التي تتحمل العبء الأكبر لتحقيق السلام، من واقع مسئوليتها كأكبر دولة عربية."
وارجع سرايا التعليقات التي جاءت في بعض وسائل الإعلام حول الصورة إلى "المناخ السياسي السائد حولنا في مصر، الذي يتجه نحو الإثارة ومشتملاتها، ومحاولة اللعب علي كل الأوتار، مما أدي إلي تغييب الحقائق نفسها، قبل أن يصاحبها تغييب القيم، والضرب بعرض الحائط بأخلاقيات تعارفنا علي تسميتها بالقيم المهنية، وحدود اللياقة والزمالة."
ورفض سرايا، بحسب الصحيفة، أي محاولات للنيل من مصداقية الأهرام، بحجة أنها لجأت إلي تغيير في صورة خاصة باجتماعات قمة واشنطن التي جرت في الأول من سبتمبر/ أيلول، عندما انطلقت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في حضور الرئيس حسني مبارك.
وأكد أن ذلك لم يكن المقصود بنشر الصورة المصاحبة لاجتماعات شرم الشيخ، ولو كان الأهرام ينشر الصورة باعتبارها من صور قمة واشنطن، لذكر مصدر الصورة أو اسم الوكالة التي التقطتها، كما تقتضي قواعد النشر بالأهرام، وهو ما لم يحدث.
كما هاجم سرايا منتقدي صحيفته بقوله إن "الصورة التي يتكلمون عنها، برغم أنها تضم القادة أنفسهم، هي صورة تعبيرية وضعت في صدر موضوع آخر بعيداً عن القمة وصورها، فنحن لا نعيد نشر منتجاتنا الصحفية، فهذه ليست من عاداتنا المهنية، ونحن لا نغير الحقائق ولا نكذب ولا نتجمل مثلهم، ولكننا نتحرى الدقة وتاريخنا خير شاهد، ولسنا في حاجة لهذه الأساليب، فلدينا الكثير الذي نملكه ونفتخر به."