أبو محمد المقدسي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت تقارير إعلامية ومواقع على الإنترنت إن السلطات الأردنية اعتقلت أبو محمد المقدسي، منظر التيار السلفي الجهادي، والمرشد الروحي لأبي مصعب الزرقاوي الذي قتلته القوات الأمريكية في العراق عام 2006.
وأكد موقع "منبر التوحيد والجهاد،" الذي يشرف عليه المقدسي، واسمه الحقيقي عصام البرقاوي، أن الأخير اعتقل من قبل السلطات الأردنية مساء يوم الجمعة الماضي، دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل.
ولم تتمكن CNN بالعربية من الوصول إلى مسؤولين أمنيين أردنيين للحصول على تعليق، لكن مصادر قضائية أبلغت الموقع بأن المقدسي اعتقل من قبل جهاز المخابرات الأردني، ولا تفاصيل واضحة حتى الآن حول عملية الاعتقال وأسبابها.
وقالت مواقع إسلامية أخرى إن اعتقال المقدسي جاء بعد إصداره كتابا حمل عنوان "ملة إبراهيم،" يبدو أنه يحرض فيه الشارع السعودي، على الوقوف في وجه النظام الملكي في البلاد، ويدعو فيه الشباب إلى "الخروج على ولاة الأمر."
والمقدسي معروف بمواقفه المتشددة في عدد من القضايا، لكنه يعارض العمليات المسلحة ضد المدنين، وهي النقطة التي أدت إلى خلافه مع الزرقاوي الذي عرفه منذ عام 1991 في باكستان قبل أن يشتركا إقامتهما في أحد السجون الأردنية عام 1994.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن المقدسي مقتل ابنه عمر في معركة وقعت بمدينة الموصل العراقية، وذلك دون تقديم تفاصيل حول دوره في العراق أو ظروف مقتله.
ورغم أن المقدسي، الذي اعتقل عدة مرات في الأردن، لم يذكر الجهة التي كان ابنه يقاتل معها، إلا أنه أرسل بياناً لنعيه، نشرته مواقع متخصصة بنشر بيانات تنظيم القاعدة، وقد شدد المقدسي في رسالته على الصلة التي كانت تربط نجله بالزرقاوي.
وقال المقدسي: "لقد ترجل ولدنا الغالي وأحب أولادي إليّ بعد سنوات حافلات أكرمه الله خلالها بأن ذاق فيها طعم العزة في ساحات الجهاد، سعى إلى أفغانستان بعد سقوطها في براثن الأمريكان فلم يتمكن من دخولها فانحاز إلى كردستان ثم دخل إلى ساحة الجهاد بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي."
وكان المقدسي قد خرج من السجن عام 2008 بعدما قضى 14 عاماً في السجون الأردنية، على خلفية مجموعة من القضايا الأمنية، ولكنه سرعان ما عاد للسجن بعدما أدلى بمقابلات صحفية، فمكث فيه لفترة قصيرة، وغادر بعد ذلك شرط عدم إجراء مقابلات، والتزام الإقامة بمنزله.
ومن المعروف أن المقدسي قام بعد خروجه من السجن بانتقاد بعض أساليب تنظيم القاعدة في العراق، فشكك في فائدة العمليات "الاستشهادية" بشكل عام، ورفض استهداف المدنيين والكنائس ومساجد الشيعة.