خاص بموقع CNN بالعربية
مدرب المنتخب الوطني الجزائري لكرة اليد صالح بوشكريو
ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام الرياضة العرب، يتحدثون فيها عن همومهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى أبرز القضايا على الساحة الرياضية. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع غير مسؤول عن الآراء الواردة في المقابلات.
الجزائر (CNN) -- اعتبر مدرب المنتخب الوطني الجزائري لكرة اليد (رجال)، صالح بوشكريو، أن تشكيلته تستحق التأهل للدور النهائي وحتى التتويج باللقب القاري من خلال الأداء الذي قدمته طيلة بطولة إفريقيا للأمم (الـ19) التي جرت وقائعها في مصر منتصف الشهر الماضي.
وفي تقييمه للمشوار العام لـ"الخضر" في الموعد الإفريقي، أكد بوشكريو قائلا لـ"CNN بالعربية "أن أداء الفريق ككل كان جيدا وكنا على مقربة من بلوغ هدفنا بتنشيط النهائي ولكن هذا لا يمنعني من التفاؤل بمستقبل المنتخب في نهائيات كأس العالم المقررة في السويد السنة القادمة، التي تعد هدف أسمى بالنسبة لنا كطاقم فني لنحافظ به على التمثيل الدوري للجزائر في المونديال كرة اليد في السنوات الأخيرة."
وتأسف بوشكريو عن البرمجة التي لم ترحم الخضر وقال عنها "لعبنا سبع مباريات في 10 أيام وهذا ليس بالأمر الهين لأي تشكيلة إذ أن المنتخب الوطني هو الفريق الوحيد الذي لعب ثلاث مباريات متتالية صعبة، سواء في الدور ربع النهائي أو النصف النهائي، أنغولا، تونس ومصر."
وركز مدرب محاربي الصحراء لكرة اليد على تأثير الضغط الشديد الذي تعرض له اللاعبون جراء الحساسية المفرطة التي خلقها لقاء "أم درمان" الفاصل لكرة القدم والذي جمع الجزائر بمصر وخلق عداوة ونوعا من الضغط الذي أرهب لاعبيه وجعلهم يعيشون دورة من أصعب الدورات التي لعبها في مشواره في رياضة كرة اليد.
وقال "لم تكن مباراتنا أمام مصر عادية، بل لقد جرت تحت ضغط شديد ساهمت فيه الحساسية التي أسفرت عنها مباراة كرة القدم بين الجزائر ومصر في أم درمان، لذا ففريقي ظل يعيش تحت ضغط رهيب في الدور نصف النهائي جعلنا نتأثر به، خاصة وأننا لعبنا داخل القاعة وتحت أعين 30 ألف مناصر مصري وفوق هذا التحكيم أيضا، كونه ساهم هو الآخر بترجيح الكفة لأصحاب الأرض، وعلى كل حال المهم هنا هو أننا قدمنا ما علينا وكسبنا التأهل إلى المونديال وهذا هو الأهم."
ما هو تقييمك لمردود المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة اليد التي خضتموها في القاهرة؟
مستوى المنافسة كان جيدا ولم يخرج عن المعهود به على المستوى القاري، حيث قدمنا دورة مشرفة حققنا فيها ما كنا نأمل فيه وهو التأهل إلى كأس العالم المقرر إجرائها في السويد السنة القادمة، كما أعتقد أن الدورة شهدت سيطرة نفس المنتخبات التي تسيطر على كرة اليد الإفريقية (الجزائر وتونس ومصر) والباقي كان مستواها متوسطا، كما كشفت الدورة أيضا على بروز وتألق كرة اليد الأنغولية التي تملك لاعبين أقوياء خاصة من الناحية البدنية، وهذا ما جعلها تتأهل إلى المربع الذهبي، وعلى كل حال فالمنتخب الجزائري في نظري كمدرب له حقق ما كان مرجوا منه في الدورة.
الجزائر بدأت الدور الأول بقوة وفازت بكل اللقاءات، إلى درجة راح المتتبعون إلى القول إن الجزائر كانت في مجموعة سهلة مقارنة بباقي المجموعات؟
بالعكس، فأنا لا أرى ذلك، بل نحن أيضا كنا في مجموعة قوية ولا تقل شأنا عن نظيرتها في مجموعتي تونس ومصر، بل في نظري كل المنتخبات المشاركة كانت قوية، ولكن بحكم تجربتنا وقوة لاعبينا وخبرتهم سمح لنا ذلك بالتفوق على منافسينا والتأكيد على أن كرة اليد الجزائرية بخير.
أما الدور الثاني فقد كان صعبا حيث واجهنا في المباراة الأولى أنغولا، الذي كان قد خسر أمام تونس مما جعله -أنغولا- يلعب ورقته الأخيرة وكان الضغط كبيرا على لاعبينا على الميدان خاصة على مستوى الهجوم حيث كانوا يسعون للتهديف والفوز بأي ثمن، لكن الخبرة لعبت دورها ونجحنا من التفوق في الأخير ولو بنتيجة متوسطة إلى أن الأهم كان التأهل.
كان بإمكان الجزائر تفادي مصر في الدور نصف النهائي لو تغلبتم على تونس، هل من تعليق؟
بالفعل وأنا لا أنكر ذلك، فقد كان بإمكاننا الفوز لكن تضييع فرص ثمينة حال دون ذلك، أمام براعة حارس تونس الذي تصدى إلى أكثر من 11 كرة خطيرة وأنقذ فريقه من الهزيمة، كما يجب علينا ألا نقلل من قيمة تونس، فهو منتخب كبير وقوي طلبت من اللاعبين قبل اللقاء بضرورة التركيز أمام المرمى حتى لا نضيّع عدد كبير من الفرص، ورغم ذلك إلا أننا لم نعرف كيف نحافظ على تقدمنا إلى آخر دقيقة، وعلى كل حال ما يجب استنتاجه من مباراة تونس، هو أنه مضى علينا مدة طويلة لم نفز عليه والتعادل أمام تونس بطل الدورة شيء إيجابي سنعمل مستقبلا على قلبه إلى فوز بإذن الله.
وماذا كانت تمثل لك مواجهة البلد المنظم للبطولة، المنتخب المصري؟
يجدر بنا هنا أن نعود إلى لقاء كرة القدم الذي فصل بين الجزائر ومصر في أم درمان وما خلفه من حساسية بين الجمهور المصري والجزائري، والجانب المصري الذي تمادى في شتم الجزائر والمساس برموزها، ولكن في كرة اليد حاولنا أن نكون رياضيين قدر المستطاع ونوضح للمصريين أننا لم نأتي إلى مصر لنحارب، بل لنلعب كرة اليد ونطوي صفحة الماضي، ولو أن اللقاء جرى بشكل جيد بين اللاعبين، إلا أن الضغط كان كبيرا علينا طيلة الدورة، خاصة وأنها جرت في مصر.
وهل في نظرك أن ضغط الجمهور المصري تحكم بشكل جيدا في فوز الفراعنة عليكم؟
بكل تأكيد، أضف إلى ذلك الحكم أيضا الذي بدا عليه نوع من الانحياز، لأنه كان يدير مباراة لصاحب الأرض، ولكن الشيء الذي يجب عليّ ذكره هنا هو أن ردة فعل اللاعبين كانت جيدة، رغم عامل الجمهور والمحيط بصفة عامة وتمكنا من تجاوز ذلك بفضل العمل النفسي الكبير الذي ركزنا عليه قبل اللقاء، فالمنتخب الوطني كان متفوقا في أغلب فترات اللعب، إلا أن تضييعنا للفرص سمح للحكم من تسهيل مهمة المنافس.
كذلك، يجب ألا ننسى أن الفريق لعب منقوصا عدديا لأكثر من 20 دقيقة في المرحلة الثانية من اللقاء، مما أثر كثيرا على اللاعبين وحدد النتيجة في النهاية، وبكل صراحة لو أجريت الدورة في أرض غير مصر لكنا أحرزناها بشكل مستحق، لكن تبقى الظروف والمحيط والأجواء التي لعبنا فيها هي من لم تخدمنا.
تحدثت عن التحكيم، فهل ترى أنه كان منحازا لمصر؟
في كل دورة نتصادف بنفس المشكلة، رغم أن دورة مصر شهدت جلب حكام أوروبيين، لكن الواقع كان يوضح أنهم كانوا بعيدين عن الحدث، ولهذا برأيي أنه يتوجب علي كمدرب ألا ألصق خسارتنا للقب بالتحكيم، بل يجب تجاوز هذه العقبة ونزعها من رأسنا لنصل إلى تحقيق إنجازات وألقاب كبيرة مستقبلا، لان ما شاهدناه في دورة مصر من سلوكيات سلبية للحكام موجودة في كل دورة، خاصة إذا كان اللقاء يجري أمام ضغط الجمهور وتواجد كبار مسؤولي البلد المضيف مثلما وجدناه في مصر.
سياسة بوشكريو في انتقاء اللاعبين والتنويع بين عنصري الخبرة والتشبيب، هل ترى فيها مناسبة للجزائر؟
هذا يخدم كرة اليد الجزائرية بالتأكيد، خصوصا حينما ننجح في التنسيق وخلق الانسجام اللازم والمزج طبعا بين الشباب والمخضرمين وبإمكان هؤلاء في المستقبل تحقيق انجازات أخرى، فمثلا اللاعب المخضرم عبد الرزاق حماد الذي أعلن في وقت سابق اعتزاله دوليا، أنا شخصيا تكلمت معه وأقنعته بمواصلة اللعب، بل أقول وأؤكد أنه بإمكانه مواصلة اللعب لسنوات أخرى، لأنني أرى وبكل صراحة أن الشباب لا يقاس بالسن بل بالروح والمعنويات والإرادة.
وكيف ترى حظوظ الجزائر في المونديال، وهل بإمكاننا أن نرى كرة يد قوية من جانب الجزائر؟
بفضل التشكيلة التي نملكها والإمكانيات التي تسخّرها الدولة، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، الذي يعكف دائما على دعم الرياضة، يمكننا أن نحقق المزيد من الانتصارات والإنجازات، بشرط أن نحافظ نحن أيضا واللاعبين بشكل خاص على الاجتهاد في العمل، فالمجموعة الحالية جيدة ومسؤولة واللاعبون يمتازون بالأخلاق والإرادة في العمل، وهذا شيء يجعلني سعيد وفخور على قيادة المنتخب الوطني إلى المحافل الدولية وتشريف الكرة العربية، كما يتعين علينا قبل أن ننتقل إلى المونديال بالسويد السنة القادمة خوض عدد من اللقاءات التحضيرية لنكون في مستوى الحدث.