غريغوري: المواجهات العربية أصعب من سواها
لندن، بريطانيا (CNN) -- يمثل المدرب البريطاني، جون غريغوري، حالة خاصة في كرة القدم، فقد بدأ مسيرته قبل عقود، وتوقع له البعض إنجازات دولية ممتازة بعد تسلمه قيادة فريق "أستون فيلا" وقيادته للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي عام 1998، وجرى آنذاك ترشيحه في الصحف لتدريب المنتخب، وكانت تلك الفترة ذروة مجده.
ولكن سرعان ما فقد غريغوري وهجه، وأقاله نادي أستون فيلا، ومن ثم أقاله ناد آخر يلعب بدوري الدرجة الثانية عام 2007، فاختفى بعدها عن الأنظار، لكنه عاود الظهور قبل أشهر في مكانه لم يتوقعه أحد، إذ تسلم تدريب نادي "ماكابي آهي الناصرة" وهو فريق عربي في الدوري الإسرائيلي، اختار المدرب البريطاني قيادته رغم معاناته من العنف والتمييز العنصري والإفلاس المالي وتذيله قائمة الترتيب.
ويقول غريغوري لـCNN حول هذه الخطوة الجذرية في حياته: "قال لي البعض إن الانتقال لتدريب هذا الفريق ستكون خطوة خاطئة لمهنتي، ولكن رغبتي في تولي المهمة كانت تزداد كلما كثرت الانتقادات، وهذا ربما ينبع من شخصيتي البريطانية التي تحب الخاسرين."
وعن فارق المردود المالي قال غريغوري: "المال ليس كل شيء، فإذا كان المرء مطرباً، فإنه سيبدأ بالغناء أمام أي جمهور في العالم، وأنا كمدرب كنت بحاجة للعودة إلى عالم التدريب."
ويعتبر فريق "ماكابي آهي الناصرة" أحد الفرق المتواضعة في الدوري الإسرائيلي، وقد فشل مراراً في الحفاظ على موقعه ضمن الدرجة الأولى التي لم يتمكن من الوصول إليها إلا بعد أن قرر الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم رفع عدد أندية الدوري من 12 إلى 16.
ويعاني الفريق من ضعف الإقبال الجماهيري، إذ أنه لا يلقى تشجيعاً إلا من بضعة آلاف من سكان الناصرة، ويضم في صفوفه لاعبين من العرب والإسرائيليين.
ويقول غريغوري إن النادي يعاني أيضاً من ضائقة مالية خانقة شارحا: "لقد ظل اللاعبون دون رواتب لأكثر من شهرين، ولم يكن لديهم المال حتى لإطعام أطفالهم، وقد قامت البلدية بقطع الكهرباء عن بيوت بعضهم بسبب التأخر بسداد الفواتير، وكان البعض الآخر يغيب عن التمارين لأنه لا يمتلك المال لشراء وقود لسيارته، وبالتالي لعبت دور المدير التنفيذي والمعالج النفسي."
وبحسب غريغوري، فإن الدوري الإسرائيلي مشبع بالانقسامات السياسية التي تنعكس على أرض الملعب، ففريق هابول تل أبيب مقرب من اليسار ونقابات العمال، بينما يتبع نادي بيتار القدس لحزب الليكود اليميني، الذي لم يلعب له أي لاعب عربي في تاريخه، بل إنه تعرض لحذف نقاط بسبب تراجعه عن ضم أحد العرب بعدما ثارت ثائرة جمهوره لدى انتشار الخبر.
ويشكل "ماكابي آهي الناصرة" النادي العربي الوحيد، إلى جانب "أبناء سخنين" ما يجعل سائر الأندية تنظر إليهما كمعبرين عن الحالة العربية والإسلامية بإسرائيل.
وأقر غريغوري بصعوبة التعود على الحالة الأمنية في إسرائيل بالقول: "لقد صدمت بشدة بسبب الوضع الأمني، فهناك حارس مسلح عند مدخل مركز تجاري أو مقهى، ونحن في بريطانيا نادراً ما نشاهد الأسلحة، لذلك كان هذا الأمر صاعقاً لي."
ولكن غريغوري أعرب عن دهشته بسبب الصدامات التي وقعت بين جماهير فريقه وجماهير الفريق العربي الآخر، "أبناء سخنين" قائلاً: "يبدو أن هذه الجماهير غير منسجمة مطلقاً، والمباراة مع سخنين كانت أسوأ من تلك التي لعبناها مع بيتار، لقد استعنا بالشركة للدخول والخروج من الملعب."
ويقول غريغوري إن أمام فريقه حالياً فرصة النجاة من السقوط للدرجة الثانية، خلال التصفيات القادمة في الدوري بين فرق المؤخرة، ويؤكد أنه يدرك بأن نجاة الفريق أو عدمه لن يثير الصحافة الدولية، ولكنه سيكون بالتأكيد أمراً مرضياً على المستوى الشخصي.