/العالم
 
الخميس ، 22 نيسان/ابريل 2010، آخر تحديث 00:01 (GMT+0400)

بعد ندى.. مأساة عائلة قتيل باحتجاجات المعارضة الإيرانية تطفو للسطح

تقرير: رضا سياح

رامين رمضاني

رامين رمضاني

طهران، إيران (CNN) -- تحولت صور ندى آغا سلطان، الإيرانية التي توفيت في شوارع طهران، إلى رمز لحركة المعارضة، عرفه العالم، لكن عددا قليلا جدا يعرف رامين رمضاني، الذي قتل قبل خمسة أيام من ندى خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية.
 
وتقول زهرة رمضاني والدة رامين لـCNN عبر الهاتف، "أنا دائما أقول إن ندى هي معجزة القرن.. لقد كان مقدرا لها أن يعرفها العالم.. وإذا لم يكن رامين معروفا لدى الجميع، فلا بأس في ذلك."

وأعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في حزيران/يونيو الماضي، ودفعت بالرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة لفترة رئاسية ثانية، الكثير من المظاهرات الاحتجاجية التي شارك فيها الآلاف، كان من بينهم رامين رمضاني.

رامين كان في إجازة من الخدمة العسكرية، وعاد إلى طهران للاحتفال بعيد ميلاده الثاني والعشرين، ولكن عند الساعة 6 مساء من ذلك اليوم، اتصل الشاب بوالديه وطلب منهم ألا يقلقوا عليه، لأنه سيتأخر في العودة للمنزل.

وبعد نحو الساعة، وعلى بعد عدة مبان من ساحة أزادي، اندلعت أعمال عنف في قاعدة لمليشيا اللباسيج الإيرانية، إذ حاصر محتجون مبنى القاعدة، وحطموا نوافذها بالحجارة، وأشعلوا النار في عدد من الغرف.

ويقول والد رامين إن ابنه قتل في تلك المنطقة، عندما اخترقت رصاصة الجانب الأيمن من صدره، ومزقت رئتيه وقتلته في غضون دقائق، في حين لم تكن هناك طريقة لمعرفة الجهة التي أطلقت النار.

ومن المعتقد على نطاق واسع أن رامين وغيره العديد من الذين لقوا مصرعهم يوم 15 يونيو/حزيران كانوا أول القتلى في الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات.

وفي اليوم التالي، قالت والدة رامين إنها تلقت مكالمة قصيرة من رجل لم يعرف عن نفسه، وقال لها "إذا كنت تريدين جثة ابنك،" وتضيف "عندما قال كلمة جثة على الصراخ والعويل في المنزل.. وتحول كل شيء إلى فوضى.. لقد كنا جميعا ننتحب ونلطم وجوهنا."

وبالنسبة لوالدي الشاب، فإن الكابوس ما يزال في أوله، إذ يقولان إنهما بحثا عن جثة ابنهما لمدة أسبوع في في خمس مستشفيات، وتقدما بالتماسات في المحاكم ووزارة الداخلية للمساعدة في العثور على جثمان ابنها، لكن السلطات قالت إنها ستحقق في الأمر.

وبعد كثير من البحث، يقول مهدي رمضاني، والد رامين، إن مسؤولا في مشرحة تابعة للسجن، كشف له عن صورة رفات ابنه على شاشة كمبيوتر، ويضيف "لنحو ساعة فقدت نفسي.. لطمت وجهي وضرت على رأسي.. أسأل الموظف: لماذا صورة ابني عار لا تزال على الشاشة؟"

ويقول مهدي رمضاني إن مسؤول مشرحة السجن نصحه بالتزام الصمت فيما يتعلق بوفاة ابنه، ويضيف "لقد جعلوني أقطع لهم وعدا بأن لا أسبب ضجة كبيرة خلال الجنازة.. لقد قالوا لي إن ذلك يمكن أن يؤثر على مستقبلي ومستقبل أبنائي."

ورغم محاولات متعددة من CNN للاتصال بمسؤولين أمنيين وآخرين في سلك القضاء في إيران للحصول على تعليق حول القضية، إلا أن أحدا لم يجب.

advertisement

وحتى الآن، لم يتحدث زهرة ومهدي رمضاني مع وسائل الإعلام الدولية، لكن بعد التزام الصمت لأكثر من تسعة أشهر،  فما زال الأبوان لا يعرفان أي معلومات حول ملابسات مقتل ابنهما، إذ تقول الأم "لم يقولوا لنا شيئا.. قالوا لم نطلق النار عليه.. فمن الذي قتله إذن؟"

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن نحو 80 شخصا لقوا مصرعهم في إيران خلال الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات عام 2009، في حين أن حكومة إيران تقول إن عددهم أقل من ذلك بنحو النصف. 

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.