ملصق الدعوة للتجمع في حي غالبيته من المسلمين في باريس
باريس، فرنسا (CNN) -- مازالت شريحة في المجتمع الفرنسي تسعى لتهميش المسلمين وتشن عليهم حملات توصف من بعض الجهات بأنها "عنصرية"، وذلك عبر دعوتها لإقامة تجمع كبير للفرنسيين الأصليين الجمعة المقبل في أحد أحياء باريس.
غير أن السلطات الفرنسية أصدرت قراراً بمنع تجمع كبير كان مقرراً تنظيمه الجمعة في حي "لا غوت دور" الشعبي في العاصمة الفرنسية، باريس، شعاره "نقانق ونبيذ"، وهو التجمع الذي أثار استياء كبيراً لما يحمله من دلالات عنصرية ضد المسلمين.
وأشارت الشرطة الفرنسية إلى أن التجمع الذي كان مقرراً تنظيمه الجمعة 18 يونيو/حزيران جاء نتيجة لما قد يثيره من "مخاطر واضطرابات."
وكانت مجموعة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قد دعا إلى التجمع الكبير تحت شعار "نقانق ونبيذ"، الأمر الذي ولد استياء كبيرا بفرنسا، ما دفع جمعيات مناهضة للعنصرية إلى مطالبة السلطات بمنعه نظرا لما يحمله من دلالات عنصرية ضد المسلمين، وفقاً لما كتبت مليكة كركود على موقع "فرانس 24" على الإنترنت.
ونشرت المجموعة التي تترأسها سيدة تدعى سيلفي فرانسوا في 21 مايو/أيار الماضي دعوة على موقع "فيسبوك" لحضور تجمع كبير يوم الجمعة في حي "لا غوت دور" الشعبي في باريس، المعروف بمزيجه العرقي.
ودعت المجموعة جميع "الفرنسيين الأصليين" الذين تربطهم بفرنسا رابطة الدم، وكذلك أصدقاء باريس في كل مكان وسكان الضواحي الباريسية إلى الانضمام إليها حتى "تعود المظاهر الأصلية للحي بعدما سطا عليه الخصوم" خصوصاً يوم الجمعة، حيث يؤدي مئات المسلمين صلاة الجمعة.
وقالت سيلفي فرانسوا خلال حوار معها نُشر على موقع "ريبوست لاييك"، أي "الرد العلماني"، الالكتروني إن هذا التجمع يهدف إلى استعادة الحي من "المسلمين الذين يحاولون فرض منتجاتهم الإسلامية وحظر منتجاتنا بما فيها لحم الخنزير والكحول... لأنها لا تتماشى مع معتقداتهم الدينية."
وأضافت قائلة: "بالنسبة إلي كامرأة فإنني لا أتعاطف مع الدين الإسلامي، وأجده كفرنسية الجنسية ديانة غريبة".
يشار إلى أن موقع الجماعة على فيسبوك استقطب نحو 3500 معجب.
غير أن ردود الفعل المنددة بهذا التجمع في الساحة الفرنسية توالت، حيث تقدمت رابطة مناهضة العنصرية "آس أو آس راسيزم" بدعوى لوقف هذا التجمع، قائلة إنه "تجمع عنصري.. يرتكز منظموه على نفس الحيثيات التي ارتكزت عليها جمعية التضامن مع الفرنسيين التي نظمت في العام 2007 حساء بلحم الخنزير للأشخاص بدون مأوى في الشوارع."
من جهته، اعتبر رئيس "رابطة مكافحة العنصرية والإسلاموفوبيا" بفرنسا عبد العزيز شعمبي في اتصال مع "فرانس 24" بأن هذا "استفزاز مباشر للمسلمين من قبل اليمين المتطرف الذي هو وراء الدعوة.
وأضاف: "هذه حلقة جديدة من معركته ضد الدين الإسلامي، ومن المؤسف أن شخصيات من اليسار ومن الجالية المسيحية بدأت تنضم لمثل هذه الدعوات التي لا هدف من ورائها سوى التعبير عن الكراهية والعداء للمسلمين والعرب."
وتابع عبد العزيز شعمبي قائلاً: "تنظيم تجمع كهذا في مكان 30 في المائة من سكانه مسلمون، وفي يوم الجمعة دعوة مباشرة للمواجهة مع المسلمين، لذلك فنحن نتخوف كثيرا من أن تنحرف الأمور عن مسارها الطبيعي."
ويعكف المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على تقديم طلب رسمي للسلطات الفرنسية لمنع تنظيم هذا التجمع.
رئيس المجلس محمد موسوي يرى أن "اليمين المتطرف، يقف وراء هذا التجمع بعد ما كان وراء الملصقات الدعائية خلال الحملة الانتخابية وحملة منع بناء المساجد قديما وحديثاً، وهو معروف برسالته العدائية للمسلمين والعرب والأجانب."
وواصل قائلاً: "بما أن الدعوة مبنية أساساً على المواجهة مع المسلمين وعلى العداء والكراهية، فإن ذلك خرق مباشر للقانون، ولا نظن بأن السلطات الفرنسية ستسمح بمثل هذه الانتهاكات."