CNN CNN

مدونات: مجلس للتعاون الثوري وغزو إسلامي بالمغرب

عرض: سامية عايش
الأحد، 25 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 15:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  تنوعت اهتمامات المدونين العرب هذا الأسبوع، وركزوا في مشاركاتهم على نتائج الانتخابات المصرية، التي انتهت المرحلة الأولى منها الأسبوع الماضي، ونتائج الانتخابات المغربية. كما ناقش المدونون تبعات الثورة السورية، وما تعنيه الحرية والديمقراطية للشعب السوري.

في مدونة "وعينا... نهضتنا"، تناول المدون أبو مريم نتائج الانتخابات المصرية التي أقيمت المرحلة الأولى منها الأسبوع الماضي. ففي مقال للكاتب محمد صلاح الدين بعنوان "الانتخابات المصرية نزاهة وشفافية رغم الأخطاء الشكلية"، كتب صلاح الدين: "إن من تابع الانتخابات المصرية في مرحلتها الأولى يشهد لها بالنزاهة والشفافية، حيث كانت بحق أول انتخابات مصرية ديمقراطية تشهدها مصر منذ عشرات السنين، فالبعض ذهب في تقديراته إلى خمسين سنة، والبعض الأخر قدرها بثلاثين سنة."

وتابع الكاتب بالقول: "ورغم ما شاب المرحلة الأولى من أخطاء إلا أنها لم تؤثر بصورة كبيرة على النتائج باستثناء عملية الدعاية الانتخابية التي تمت خارج اللجان الانتخابية في بعض الدوائر وخلال فترة الصمت التي تؤثر على حيادية عملية التصويت حيث يستطيع القائم بالدعاية التأثير على من يمكن أن نطلق عليهم الإيجابيين المُحايدين.. إيجابيين لحرصهم على ممارسة حقهم الدستوري بالمساهمة في العملية الديمقراطية ومُحايدين بوقوفهم على مسافة واحدة من كل التيارات والمرشحين فهم غير ملونين سياسياً، ولا يمكن لأحد الجزم بعدم تأثر هذه الفئة من الناخبين بالدعاية أثناء فترة الصمت الانتخابي وبخاصة خلال وقوفهم في طوابير الانتخابات الطويلة."

وأضاف صلاح الدين بالقول: "ولكن وفي المجمل يحق لنا كمصريين أن نفخر بهذه الانتخابات الديمقراطية التي ربما تؤسس لتكوين أكبر ديمقراطية في العالم العربي والإقليم، متفوقة على تركيا من حيث تعداد السكان ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات، حيث أثبت الشعب المصري وعياً سياسياً وحساً وطنياً عالياً وحماساً انتخابياً غير مسبوق انطلاقاً من حرص المصريين على الانتقال السلمي والتحول للديمقراطية وفق الجدول الزمني المُعلن من المجلس العسكري."

واختتم الكاتب مقاله بالقول: "فشعب مصر ليس كله مسلمين أو مسيحيين، وبالطبع ليس كله إخوان أو سلف أو علمانيين أو اشتراكيين أو غير ذلك، ولكنهم جميعا معاً يمثلون شعب مصر كتلة واحدة، فهل ينجحوا في التحدي والتقارب والتفاهم بالالتقاء على المصالح الوطنية بعيداً عن الصراعات الحزبية الضيقة؟ كل الدعاء لجميع المصريين بالتوفيق والنجاح في سنة أولى ديمقراطية."

أما على مدونة "طباشير"، فقد ناقشت المدونة السورية شيرين حايك قضية الحرية والثورة وما تعنيهما للمواطن في سوريا، فتحت عنوان "عن أي حرية تتحدثون؟"، كتبت حايك: "أعني بالسؤال هنا أيّ شخص أو جماعة أو فئة تعطي لنفسها الحقّ  بأن تقيّيم أي شخص أو جماعة أو فئة و تحجّم حقوقها بأيّ شكل ٍ من الأشكال. فالثورة ليست ثأرا ً من شخص ٍ أو عائلة أو فئة ، ومن يعتقد أن الثورة هي ضدّ الأسد نفسه ُ فهو مخطئ جدّا، فالأسد ليس َ إلّا ديكتاتورا ً آخرا، و ثورتنا يجب أن تكون ضد ّ الدكتاتورية نفسها و ليس َ دكتاتورا ً واحدا ً يرحل فنسمح لدكتاتور آخر بأن يحكمنا بحجّة أنّ الحريّة مرّت عن طريقه، كائنا ً من كان هذا الديكتاتور ."

وأضافت بالقول: "إن ما يحصل في سوريا اليوم هو حلم بالنسبة لكثيرين، أن يخرج المواطن السوري الذي لطالما عمل َ النظام جاهدا ً على أن يجعله ُ ساذجا ً لا يفكر ُ بشيء ٍ في حياته دون َ أن يمرّ بأقرب فرع أمن ٍ فرزه ُ له النظام في لا شعوره. إن ما يحصل اليوم هو شيء لا يصدّق، و أنا، اليوم بعد َ 8 أشهر، مازلت ُ أشعر ُ أحيانا ً برغبة ٍ لأن أفرك َ عينيّ جيدا ً مصدقة ً أنه حقيقة."

واختتمت حايك تدوينتها بالقول: "رواية العصابات المسلّحة كانت منذ ُ اليوم الأوّل رواية النظام التي يدرك جيّدا ً أنها مخرجه ُ الوحيد من هذه الأزمة و أنها وحدها من يستطيع أن يــُكسبه ُ الرأي العام العالمي، بل و أنها الورقة الرابحة الأخيرة التي يمتلكها، لذلك يجب ُ أن لا نمنحه ُ فرصة لعبها، و أن لا نعطيها له ُ على طبق ٍ فضيّ نقدّم ُ عليه رؤوس شهداء أبرياء من شعبنا. لذا أدين ُ من منبري هذا أيّ أعمال ِ عنف ٍ تقع بحقّ المدنيين العزّل بناء ً على أيّ انتماءات ٍ سياسية أو فكرية أو دينية لهم وأطالب ُ كلّ من يدافع عن حقّه في البقاء و الحريّة و الكرامة، أن لا ينتهك حقّ آخر، أيّ آخر، في البقاء والحريّة والكرامة."

وعبر مدونته "دماغوس"، كتب المدون المصري أسامة تحت عنوان "مجلس التعاون الثوري"، يقول: "تقارير صحفية وانتشرت أن هناك اتصالات من دول خليجية تسعى لضم مصر إلى مجلس التعاون الخليجي.. الأمر الذي قوبل بتهكم على المستوى الشعبي حيث انتشرت النكات تسخر من خبر تحول مصر لدولة خليجية، أما على الجانب الرسمي فكان نفياً قاطعاً من وزير الخارجية المصري أن تكون حدثت اتصالات من هذا النوع."

وتابع أسامة بالقول: "وهنا قفزت الفكرة؟ لما لا تنضم مصر بالفعل إلى المجلس؟ مهلاً.. أي مجلس؟ مجلس التعاون الخليجي والذي يعيش أعضاؤه رعباً من أمواج التغيير الثورية التي تهدر في مرحلة تاريخية ستعيد قطعاً تشكيل المنطقة؟  هل انخدع البعض بما قدمته كبرى الدول الخليجية من مساعدات مادية لمصر بعد الثورة وهي الدولة نفسها التي عرضت دفع معونات بديلة عن المعونات الأمريكية كي لا تضغط أمريكا على مبارك أثناء وجوده في الحكم؟"

وتابع أسامة بالقول: "هل تنضم مصر إلى مجلس التعاون الخليجي الذي سارع بضم دولتين وهما الأردن والمغرب والسبب كما أعلن رسمياً وبمنتهى الوضوح هو تشابه نظم الحكم حيث إن هذه الدول جميعها تحكمها أسر وعائلات؟ الرسالة واضحة.. وللجميع..! لا يوجد ما يسمى بأن التحالفات ليست موجهة لأحد.. مجلس التعاون الخليجي بات خطراً على مصر وعلى الدول الثورية الناشئة أكثر مما أضحى سابقاً."

ويطرح أسامة حلا لهذه القضية، يتمثل في "تدشين مجلس التعاون الثوري من قبل مصر وتدعو له دولتي تونس وليبيا اللتين تحررتا من حكمين في منتهى الديكتاتورية. نعم، هو تحالف إستراتيجي.. وأيضاً هو رسالة موجهة لدول المجلس رداً على خطوتها الأخيرة بضم دولتين جديدتين..!"

ويختتم أسامة تدوينته بالقول: " الإعلام سلاح جبار.. وتأثيره مثل الصواريخ العابرة للقارات بل هو يفوقها. مطلوب شعور بالثقة بالنفس.. شعور بالقوة.. ولا تنس أن الزخم الثوري الآن في صالحك والدعم الغربي وهو عامل مهم سيكون لصالحك أيضاً. وعلى الدول التي نهضت ثورياً (مصر وليبيا وتونس) أن تدرك أن مسؤوليتها التاريخية والإنسانية تتخطى حدودها فعليها مساعدة حركات تحرر الشعوب من الديكتاتورية من المحيط إلى الخليج."

وعلى مدونة "بهموت"، تناول المدون المغربي قاسم الغزالي نتائج الانتخابات المغربية الأخيرة، فتحت عنوان "الغزو الإسلامي لصناديق الاقتراع المغربية"، كتب الغزالي يقول: " بعد الغزو الإسلامي السياسي لصناديق الاقتراع المغربية، والفتح المبين الذي حققته جيوش حزب العدالة والتنمية، بدا المغرب للكثيرين من المتابعين بلدا ديمقراطيا مارس فيه الشعب حق الاختيار وبالتالي وجب الآن القبول بالنتيجة وتهنئة الفائز وان كانت من باب المجاملة الأخلاقية، و قد يلومني البعض لوصفي هذا التفوق الكاسح بالغزو لما يحمله المصطلح من دلالات إكراه وغصب، لكنني فعلا أجده غزوا وان لم يكن بالسيف وقطع الرؤوس في زمننا الراهن كون هذا الحدث أخذ مكانه في ماضي الاستعمارات الإسلامية وعهد من سموا أنفسهم بالخلفاء الراشدين."

وتابع الغزالي بالقول: " غير أن  الإكراه اليوم اتسم بالتبعية العقائدية والاجتماعية لمرجعية العدالة والتنمية الإسلامية، كون أن قدسية الدين هي انعكاس للمجتمع، والمجتمع بدوره يلتزم بعقده الإيماني مع الدين الذي مثلته اليوم العدالة والتنمية من خلال برنامجها وخطابها السياسي، وبالتالي فاختيار الأخوانجية عن طريق صناديق الاقتراع كان مناورة سياسية رمزية في قالب ديمقراطي مفبرك لا يوجد شيء يربطه بمفهوم الديمقراطية سوى الشكل التقني المتمثل في الصندوق ورموز الأحزاب السياسية، إذ أن المسجد وبقية المؤسسات الدينية والصلوات الخمس كلها... تزكي العدالة والتنمية وتدفع نحو قبولهم تماشيا مع أسس الدولة الدينية التي تحكم بما أنزل الله أو على الأقل يحكم فيها أناس أتقياء مؤمنون يشهد لهم التزامهم الديني بالصدق والأمانة وان لم يكن على الواقع ما يؤكذ ذلك."

وأضاف بالقول: "العدالة والتنمية تنظيم لا يؤمن بالديمقراطية بل هو خطر عليها وعلى حرية الفكر والتعبير، فهويته محددة ضمن مرجعية لا تقبل الأخر وتعدم الرأي المختلف بتنميطها المقصود للفن وفق صالح وفاسدـ مؤمن وكافر، وبالتالي فلا داعي لكي نفزع إذا منعت كتب من رفوف منازل المغاربة بدعوى أنها مسيئة أو بنكهة تجرح العاطفة الإسلامية، أو ألبست صحفيات القناة الثانية الحجاب الشرقي على غر غفلة من الجميع، أو منعت أفلام وكسرت دور عرض السينما،... كما حصل سابقا مع فلم ماروك أو التهديدات والمضايقات التي تعرضت لها الفنانة لطيفة أحرار، وستكون هذه هي النتيجة المنطقية لدمج الدجل في عملية السياسة، هؤلاء المشعوذين الذين لم يخجلوا من إعلان التحالف مع الدكتاتورية حتى وقبل وصولهم للسلطة، وسخروا أبواقهم لمحاربة رياح الحراك الشعبي التي انطلقت من تونس على شكل موجات في كل الاتجاهات الجغرافية، وهاهم اليوم يزورون إرادة الشعب من خلال الأفيون المخدر الذي مكنهم من الفوز السهل."

واختتم الغزال تدوينته بالقول: " الثورات القادمة بالعالم العربي وشمال افريقيا الأمازيغية ستكون ضد الإسلاميين والمد الأصولي السياسي، وستقودها النساء لأنهن سيكن الأكثر عرضة للإضطهاد والإستغلال من طرف هذه الأنظمة اللاهوتية، فالمرأة التونسية المغربية أو المصرية... والتي هي فتاة وصديقة اليوم لا يمكن أن تقبل بغير الحرية والكرامة سبيلا، فضريبة وصول الإسلاميين للسطلة مهما كانت تبتعاتها مكلفة إلا أنها ستعلن في الاخير انتحارها بنفسها، لتعم الحرية من جديد أرجاء المعمور. "