نيودلهي، الهند (CNN) -- رغم أن الصين كانت قادرة على استخدام نفوذها الاقتصادي الكبير لإقامة علاقات قوية مع أفريقيا، يقول خبراء إن الهند تأمل في أن مزيجا من القوة الناعمة والخبرات في مجال الأعمال يمكن أن يؤمن لها أصدقاء وعملاء في القارة السمراء.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، توصلت بكين إلى اتفاقيات مع الدول الأفريقية، لبناء مشاريع البنية التحتية، وفي كثير من الأحيان تقديم القروض في مقابل الحصول على الموارد الطبيعية، وفرص التجارة والتوسع في أسواق جديدة.
ويقول محللون إن الهند تكافح في معظم الأحيان عبر منافسة مباشرة مع بكين، خاصة بالنسبة للموارد الطبيعية مثل النفط والغاز.
ونتيجة لذلك، شرعت نيودلهي في "هجوم" عطاءات لإقامة علاقات في القارة الغنية بالموارد، فالمسؤولون الهنود حريصون على تذكير القادة الأفارقة بماضيهم المشترك لمكافحة الاستعمار، وكذلك تقديم الخبرة الهندية في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية.
ويقول براهما شيلاني، أستاذ الدراسات الإستراتيجية في مركز البحوث السياسية في نيودلهي إن "الهند تسعى لترويج نفسها على أنها لاعب جيوسياسيا في أفريقيا، وفي الوقت نفسه، فإنها تريد أن ينظر إليها على أنها البلد الذي له مصلحة في قلب أفريقيا ومستعدة للعب دور أكثر إيجابية وتقدمية من الصين."
ورغم أن شراكة الصين مع أفريقيا جلبت منافع للقارة، مثل تحسين البنية التحتية، إلا أن الصين اتهمت من قبل البعض بنهب الموارد، وممارسات أعمال وضيعة، ودعم حكومات لها سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان.
ويقول منتقدون ان بكين عملت مع الأنظمة الديكتاتورية في بلدان مثل زيمبابوي والسودان، وفي زامبيا الغنية بالنحاس قالت وسائل إعلام حكومية في أواخر عام 2009 أن عمال المناجم صبوا جام غضبهم على المديرين الصينيين بعد تلقيهم "أجور عبيد".
ويقول نيرماليا كومار، مؤلف كتاب "قوى الهند العالمية،" إن الساسة الهنود لاحظوا في الآونة الأخيرة أن هناك بعض ردود الفعل على الاستثمارات الصينية في أفريقيا.
وتابع قائلا "بعض الدبلوماسيين الهنود يعتقدون أن هذا هو الوقت المناسب بالنسبة لنا لأن نذهب الآن (لأفريقيا) بطريقة أكثر ديمقراطية وأكثر من ذلك بكثير من العناية بالسكان."