واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قالت الليبية إيمان العبيدي، التي لفتت أنظار العالم في أول أيام الثورة الليبية عندما كشفت أمام الإعلام الدولي عن تعرضها للاغتصاب على يد عناصر من نظام بلدها السابق، إنها تعيش في الولايات المتحدة تجارب صعبة مثل جميع المهاجرين، وتعتمد حالياً على دعم محدود من عائلتها بانتظار توفر فرصة عمل لها.
وشددت على أنها تحتفظ بأمل الزواج والإنجاب كسائر النساء، وانتقدت منح العقيد معمر القذافي ما قالت إنه "شرف الموت" دون محاكمة.
وتحدثت العبيدي، التي وصلت إلى الولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي، إلى CNN عن حياتها الجديدة في مجتمع لم تعتد عليه، وقالت إنها تعيش في كل يوم آلام ذكرى التعرض للاغتصاب من قبل عناصر القذافي.
وأضافت العبيدي، التي وصلت إلى أمريكا بعد فترة إقامة قصيرة في قطر: "في بعض الأحيان أجهش بالبكاء مثل الأطفال الصغار، ولكنني أبتسم في أوقات أخرى، وقد أعجز عن النهوض من السرير لثلاثة أو أربعة أيام متواصلة."
وتذهب العبيدي يومياً إلى مركز التوظيف في المنطقة التي تقطن فيها للبحث عن عمل، ولكن الظروف الصعبة جعلت الوظائف المتاحة قليلة للغاية، وقد علقت على هذا الأمر بالقول: "عندما قدمت لأول مرة لم أتصور أن الحياة ستكون بهذه الصعوبة، أتمنى حقاً أن أجد فرصة عمل."
وتعيش العبيدي حالياً على مساعدة مالية لا تتجاوز 300 دولار شهرياً، تحصل عليها من عائلتها في ليبيا، وتقول إنها حصلت قبل أسبوع على مبلغ من عائلة عراقية اشترت به تذكرة طائرة من كولورادو إلى واشنطن التي قصدتها لمقابلة السفير الليبي سعياً للحصول على أي شكل من أشكال المساعدة.
وتضيف: "لم يكن معي إلا مائة دولار في جيبي، دفعت منها 65 دولاراً لسائق سيارة الأجرة التي أقلتني إلى السفارة، وهناك تحدث معي السفير علي العجيلي كوالد، وقد انتابتني مشاعر كثيرة عندما قدم لي ظرفاً يحتوي على شيك بمبلغ 1800 دولار."
وترى العبيدي بأن أهمية المبلغ لا تتعلق بقيمته، بل بتوقيت حصولها عليه، إذ كان الأمر بمثابة الفوز بجائزة اليانصيب الكبرى باعتبار أنها كانت من دونه مهددة بالبقاء في الشارع. وقال العجيلي من جهته إنه تحدث للعبيدي ودعاها إلى "إغلاق أبواب الماضي والنظر إلى المستقبل،" وأكد لها بأن "لا يمكن لها مواصلة العيش في البؤس."
وتحتفظ العبيدي لنفسها بالكثير من الآمال والأحلام، وهي رغم المصاعب التي تواجهها في الولايات المتحدة، إلا أنها تؤكد بأنها غير مستعدة نفسياً للعودة إلى بلدها في الوقت الحالي.
وبالنسبة للقذافي، قالت العبيدي إنها كانت تأمل في أن يمثل أمام القضاء، مضيفة بأن من قام بقتله "قدم له خدمة" لأنه حوله إلى "شهيد" بنظر البعض وهو "شرف ما كان يجب أن يحصل عليه،" على حد تعبيرها، بل كان يجب أن يخضع للمحاكمة على ما فعله بحق ليبيا وبحقها.
يشار إلى أن إيمان العبيدي كانت قد جذبت اهتمام العالم في 26 مارس/آذار الماضي، عندما كشفت للصحفيين الأجانب في فندق بطرابلس عن تعرضها للاغتصاب، وأنها احتجزت لدى مؤيدي القذافي طوال يومين وأن 15 رجلاً منهم تناوبوا على اغتصابها.
واقتيدت العبيدي وسط احتجاجات الصحفيين وأمام عدساتهم إلى خارج الفندق واختفى أثرها لأيام قبل أن يفرج عنها لاحقاً، لتفر خارج ليبيا قبل سقوط نظام القذافي.