CNN CNN

الأردن: أحداث بالشمال على خلفية وفاة شاب خلال توقيفه

الثلاثاء، 20 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

عمان، الأردن (CNN) -- تشهد مدينة الرمثا الأردنية شمال البلاد أحداث شغب بشكل متقطع منذ أربعة أيام تمثلت بإغلاق بعض الطرق الرئيسية، وإحراق إطارات سيارات، على خلفية تأخر إعلان السلطات الرسمية لنتائج تحقيق في وفاة شاب ينتمي لأحدى العشائر هناك، خلال اعتقاله لدى جهات أمنية.

وتفجرت أحداث الشغب منذ الخميس عقب الإعلان عن وفاة الشاب نجم الدين العزايزة الزعبي ( 20 عاما) ليل الأربعاء في مقرر توقيفه، وسط تضارب للمعلومات حول حقيقة وفاته التي تمحورت الرواية الرسمية حتى الآن حول "انتحاره".

وتجددت أحداث الشغب عصر الأحد وسط أجواء من الاحتقان في الرمثا (90 كم عن العاصمة)، وأغلق أقارب المتوفى عدد من الشوارع الرئيسية في المدينة، واحرقوا إطارات السيارات، وسط غياب تام لقوات الأمن العام الأردنية، بحسب شهود عيان تحدثوا لـCNN بالعربية.

من جانبه، نفى المتحدث الرسمي باسم مديرية الأمن العام محمد الخطيب لـCNN بالعربية، غياب التواجد الأمني في المدينة، مؤكدا "عدم وجود أحداث شغب وأنها اقتصرت على قيام مجموعات من الشبان من عائلة المتوفى بإحراق إطارات سيارات في الطرق الرئيسية."

وقال:" إن القضية لا تتعدى قيام 20 شخصا ضمن حوادث متكررة لحرق إطارات سيارات، وقوات الأمن العام تعمل أولا بأول على فتح الطرق وتهدئة الأوضاع، ولا يوجد أحدث شغب كما يتم الترويج له."

بالمقابل، أعرب والد الشاب العزايزة  في حديثه لموقع CNN بالعربية هاتفيا، عن أسفه لتأخر الإعلان عن نتائج التحقيق، مشيرا إلى تمسكه بضرورة اعتراف الدولة الأردنية رسميا بالتقصير بحق ابنه مهما كانت نتائج التحقيق، ومحاسبة المسؤولين عن حادثة وفاته.

وحول خلفيات اعتقال أبنه نجم قال بأسى، إن مقربين أبلغوه باختفاء نجم، الذي كان يعمل سائقا عموميا، مساء الأحد الماضي من منطقة الرمثا خلال توجهه إلى عمان، مقلا عددا من الركاب.

وأشار والد المتوفى نجم، إلى عدم معرفته بأسباب توقيف ابنه، مشيرا إلى أنه لا يعرف حقيقة الرواية التي تدعي نقله لمواطنين سوريين قادمين لنقل أسلحة.

وقال:" لا اعرف مدى حقيقة هذه الرواية لكن المنطق يقول أن من يعمل سائقا على مركبة سفريات لن يفتش الركاب معه.. ومهما كانت الحقيقة فعلى الدولة الأردنية أن تعترف بها وأن تعلنها للرأي العام بشجاعة."

أما حول أحداث العنف التي سادت المدينة الحدودية مع سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، أوضح قائلا:" لسنا مع العنف ونحن مواطنون نعتز بولائنا للوطن وقمت اليوم بنفسي بفتح الطريق الرئيسي الرابط بين مدخل الرمثا وجامعة العلوم والتكنولوجيا."

وأضاف أبو نجم بالقول، إن التسريبات الأولية غير الرسمية التي وصلته تشير " إلى حالة خنق" تعرض لها نجم، مبينا أن علامة شريط تحيط بعنقه، بحسب التسريبات، رافضا الروايات التي ترجح "انتحاره". 
 
من جانبه، رجح الدكتور مؤمن الحديدي، عضو اللجنة الطبية المستقلة المعنية في التحقيق بوفاة العزايزة، صدور التقرير النهائي الاثنين.

وأعربت فعاليات شعبية ونيابية ورسمية عن مخاوفها من تجدد أحداث العنف بشكل متصاعد، مع اقتراب إعلان نتائج التحقيق في الوفاة، الذي شكلت له لجنة طبية محايدة، بإيعاز من رئيس الحكومة الأردنية عون الخصاونة.

وزار رئيس الحكومة بيت العزاء لعائلة المتوفى الجمعة، حيث تعهد بالكشف عن الحادثة ومحاسبة المسؤولين.

وكان أهل المتوفى قد احرقوا مبنى متصرفية الرمثا مع بداية الاحتجاجات عدة مرات، كما قاموا بحرق نصب تذكاري معروف على مدخل المدينة، ويحاول المواطنون سلوك طرق التفافية للوصول إلى المدينة.

أما النائب عن لواء الرمثا في مجلس النواب الأردني، الدكتور أحمد الشقران، فقال إن حالة مدينة الرمثا غير مستقرة، مرجحا تصاعد أعمال العنف ليلة الأحد.

ورأى الشقران أنه رغم محاولات الفعاليات النيابية والرسمية لاحتواء الأزمة وتهدئة عائلة المتوفى، إلا أن "الغضب سيطر على أقاربه"، خاصة بعد تسرب معلومات حول نتائج التحقيق المتعلقة بوفاته، التي ترجح انتحاره.

وكانت مدينة الرمثا الحدودية وما تزال تستقبل العشرات من العائلات السورية النازحة هربا من أعمال العنف في سورية منذ مارس/ آذار الماضي، حيث استقر البعض فيها لدى عائلات أردنية، فيما توجه البعض الآخر إلى محافظة المفرق شمال شرق البلاد.

وشهدت عدة مدن أردنية في عهد الحكومة السابقة التي أقيلت الشهر الماضي، أحداث شغب مشابهة على خلفية التحضيرات للانتخابات البلدية، شهدت إغلاق طرق رئيسية.