CNN CNN

جودة: الأردن مصرّ على الإصلاح والشرطة ضبطت الوضع

الأحد، 24 نيسان/ابريل 2011، آخر تحديث 20:01 (GMT+0400)
أحد الناشطين ضمن حركة 24 آذار
أحد الناشطين ضمن حركة 24 آذار

عمان، الأردن (CNN)-- قال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، إن الشرطة تسيطر حالياً على الأوضاع في بعض مناطق العاصمة عمّان التي شهدت قبل عصر الجمعة مواجهات بين موالين ومعارضين للحكومة، مضيفاً أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ملتزم بمواصلة الإصلاحات التي بدأت قبل أعوام، وأن الاستجابة للمطالب بدأت من قبل الحكومة، مع وجود لجنة حوار ومشاريع لقوانين جديدة.

وقال جودة، في اتصال مع CNN إن الشرطة الأردنية علقت في الواقع بين مجموعتين من المناصرين للمعارضة والموالاة في الشارع، خلال الصدام بينهما، ولكنها الآن فرضت سيطرتها على الشوارع التي تجمع فيها أنصار المعارضة، والتي تشكل مناطق حيوية في عمّان.

وتابع جودة: "لقد بدأ الأردن مسيرة الإصلاح منذ سنوات، ونحن نتقدم على هذا المسار، رغم بروز بعض التعقيدات التي تعود أسبابها لعوامل خارجية وإقليمية، غير أن المهم هو وجود إرادة الإصلاح التي ظهرت عبر العمل على قوانين جديدة للأحزاب والانتخابات."

ولفت جودة إلى أن حق التظاهر مكفول بالأردن، وهو يمارس منذ سنوات من قبل من لهم أهداف مطلبية، وأعاد العنف غير المعتاد في الأردن إلى بعض العواطف الجياشة في الشارع بسبب الأحداث الإقليمية.

وأقر جودة بوجود مصاعب اقتصادية في البلاد وبتحديات في توفير فرص العمل، بسبب طبيعة بنية الاقتصاد المحلي الذي يستورد 97 في المائة من حاجته من الطاقة، واستطرد بالقول: "المهم هو أن لدينا قيادة تطلق المبادرات الإصلاحية منذ زمن طويل، وهنا إصرار على تحقيقها."

وفي اتصال مع CNN بالعربية، قال فاخر دعاس، المنضم إلى المعتصمين في عمّان، إنه تعرض للضرب على أيدي رجال الامن العام وقوات الدرك ورشهم بخراطيم المياه والحجارة ممن وصفهم بـ"البلطجية."

وقال دعاس بصوت متقطع "الأمن العام ضرب جميع المعتصمين بمن في ذلك النساء..هناك حالة من الفوضى تعم الميدان والبلطجية حاصروا المعتصمين من كل الجهات حتى إن المعتصمين لم يتمكنوا من الهروب من الميدان."

وأكد دعا وجود ما قال إنها "حالات اختناق رصدها في الميدان من خراطيم المياه."

وعلمت CNN بالعربية من جهتها أن هناك اجتماع حالياً للحكومة الحالية للتباحث في قضية أحداث دوار الداخلية، أما الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لقوات الدرك المقدم احمد ابو حماد فرفض التعليق على الأوضاع إلى حين التأكد من مجريات الاشتباك.

وحول احتمال تسجيل وقوع قتلى نفى أبو حماد ذلك، مشيراً إلى أن المعلومات للآن غير متكاملة.

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" الرسمية، نقلاً عن مصادر، بأن المواطن خيري سعد، الذي توفي بـ"ذبحة صدرية" مساء الجمعة، إثر اشتباكات بين فئتين من المعتصمين على دوار الداخلية، كان مشاركاً في تجمع "نداء وطن"، في منقطة "حدائق الحسين"، وكان قادماً الى منطقة الدوار.

وفي تسارع غير مسبوق، تواصل مجموعات توصف بأنها "بلطجية"، الاعتداء على معتصمين بميدان "جمال عبد الناصر"، وسط العاصمة عمان، وفق ما قالته قوى "شباب 24 آذار"، التي تنفذ اعتصاماً مفتوحاً منذ ظهر الخميس، للمطالبة بإصلاح النظام.

وأفاد شهود عيان بأن مجهولين يطلقون على أنفسهم " قوى موالاة وتأييد"، تجمهروا حول منطقة ميدان الداخلية، وقاموا برشق المعتصمين بالحجارة، مما أوقع عشرات الإصابات الخفيفة والمتوسطة والبليغة، جرى نقل عدد منهم الى المراكز الطبية المجاورة.

وتجاوز عدد الإصابات بحسب أعضاء من "شباب 24 آذار" المائة مصاب، فيما لم يصدر للآن أية تصريحات رسمية من الحكومة الأردنية، أو مديرية الأمن العام.

ويتزامن تنفيذ الاعتصام المفتوح مع احتفالات أقامها تجمع جديد حمل اسم "أردنيون من كافة الأصول والمنابت" في حدائق الحسين للتأكيد على التوجهات الملكية في الإصلاح مع التأكيد على الولاء والموالاة للنظام .

وقال شهود عيان متواجدون في خيمة المعتصمين ، إنهم شاهدوا نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور يتوجه إلى مبنى محافظة العاصمة المجاور لدوار الداخلية وسط تواجد امني كثيف لقوات الأمن العام وقوات الدرك.

وقالت نور العمد مراسلة إحدى المحطات الإذاعية المحلية لسى إن إن بالعربية  إن الحجارة التي يرمي بها "البلطجية" "في تزايد وأن الطرق المؤدية إلى منطقة الداخلية مغلقة بالكامل."

أما فيما يتعلق بالإصابات، فأكد محمد أبو الحاج، أحد أعضاء شباب "24 آذار" لـCNN بالعربية، تسجيل ما يزيد عن 120 إصابة بين المعتصمين، مشيراً إلى وقوع إصابات خطيرة من بينها إصابة الناطق الرسمي باسم "شباب 24 آذار"، معا الخوالدة بإصابة بليغة في صدره.

وقال أبو الحاج إن أحد "البلطجية" قام بتوجيه ضربة بالعصا إلى الخوالدة خلال مشادات حصلت بين المعتصمين والبلطجية، ما أدى إلى نقله على الفور إلى المستشفى الإسلامي وحالته متوسطة.

في الأثناء، نددت قوى معارضة تعرض معتصمي ميدان الداخلية إلى الاعتداء من مجهولين من دون تدخل الأجهزة الأمنية للحد من وقوع اشتباكات، كما أعلن خلال الاعتصام عدد من أعضاء لجنة الحوار الوطني استقالتهم من اللجنة الحكومية التي تشكلت بتوجيهات ملكية لصياغة للتحاور حول الإصلاحات الدستورية  .

وكان المئات من الشباب والناشطين الأردنيين قد استجابوا لدعوة أطلقت عبر شبكة الانترنت للمرة الأولى، للانضمام إلى حراك جديد تحت مسمى " 24 آذار"، واتخذوا من ميدان جمال عبد الناصر أو ما يعرف بدوار الداخلية وسط العاصمة عمان، مقراً دائماً لاعتصامهم "المفتوح" حتى تحقيق مطالبهم.

وبخلاف الاحتجاجات السابقة لقوى المعارضة التي حولت منطقة وسط البلد إلى ما هو أشبه بميدان التحرير بالقاهرة، سجلت قوى شبابية ذات توجهات إسلامية ويسارية وقومية غير منضوية تحت مظلة أحزاب سياسية أو حركات معروفة، اعتصاماً مفتوحاً، هو الأول من نوعه على مستوى الاحتجاجات التي تشهدها الأردن.

ووسط هتافات ساخنة تندد بقبضة الأجهزة الأمنية على مؤسسات الدولة، أعلنت الحركة الشبابية الجديدة مطالبها، وعلى رأسها "إصلاح النظام"، و"دعوة لتبني الملكية الدستورية"، إضافة إلى محاسبة من وصفوا "برؤوس الفساد" في البلاد.

ودعا أحد مؤسسي الحركة عبر مكبرات الصوت الملك عبد الله الثاني لتشريف الميدان والاستماع إلى مطالب الشباب المتواجدين فيه، قائلا:" ندعوك يا جلالة الملك إلى تشريفنا في دوار الداخلية والتحاور مع أبناء شعبك."

ونص بيان الحركة، الذي حصل موقع CNN بالعربية على نسخة منه، على الدعوة إلى "تشكيل محكمة دستورية، وتبني الملكية الدستورية، وتقليص صلاحيات الملك بما يعيد للشعب سلطاته، على أن يكون الملك رأس الدولة، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ورأس السلطات الثلاث، ضمن أحكام دستورية محددة."

وجاء ضمن المطالبات الأخرى، حل البرلمان الأردني وتشكيل حكومة منتخبة، ورفع قبضة الأمن عن الحياة العامة في البلاد.

ويأتي الحراك الشبابي بعد أيام  من رسالة وجهها العاهل الأردني إلى رئيس الحكومة الأردنية الثلاثاء، شدد فيها على ضرورة الإصلاح السياسي والإسراع فيه، إضافة إلى دعوته إلى "اجتثاث الفساد."

وعلى ضوء التصريحات الملكية،  نددت القوى المشاركة في الاعتصام بسيطرة الأجهزة الأمنية على "حياة الشباب الأردنيين" داعين، في هتافات تطلق للمرة الأولى إلى "إسقاط" مدير دائرة المخابرات العامة " اللواء محمد الرقاد، بالقول :"اسمع اسمع  يارقاد .... الشعب مل من الاستبداد" و"ارحل ارحل يا رقاد بكفي ظلم واستبداد."

وحسب تقديرات غير رسمية بلغ عدد المشاركين في الاعتصام نحو ألفين من القوى الشبابية والطلابية، وسط تواجد امني كثيف.

ويرى مراقبون سياسيون أن عجلة الإصلاح في البلاد ما تزال تراوح مكانها، رغم اتخاذ الحكومة الأردنية خطوات باتجاه الإصلاح،  كان آخرها قرار صدور قرار من المحكمة العليا الأردنية لتفسير الدستور، الخميس، بجواز صدور قانون لنقابة معلمين.

وانضم إلى الحراك عدد من الشخصيات الوطنية والقوى السياسية من بينهم، أعضاء من لجنة الحوار الوطني، وحركة 15 نيسان ولجان معلمين، إضافة إلى ممثلين عن القوى السياسية المعروفة بتجمع شخصيات بيان 36 المعارض.

من جهته، قال الدكتور بشار الرواشدة، احد أصحاب بيان 36 المعارض :" إن الشخصيات الموقعة على بيان 36 أصبحوا أكثر من 300 ... والإصلاح اليوم أصبح بيد صاحب القرار في الدولة.. ونحن نريد محاربة الفاسدين من الحاشية المحيطة برأس الدولة، ومحاسبة أيضا رؤساء الحكومات."

وتتدارس الحركة  الإسلامية الانضمام إلى شباب 24 آذار خلال أيام، في حال استمرار الاعتصام المفتوح، وتبني مطالبه ،بحسب مصادر من داخل الحركة .
وقالت المصادر إن الحركة بصدد الانتظار أيام قليلة لدراسة وضع الاعتصام وإعلان الانضمام إليه بقرار مؤسسي.

بيد أن شباب من المشاركين في الاعتصام ، يرفضون تأطير حركة 24 آذار تحت مظلة أي قوى سياسية أو حزبية أو ضمن ايدولوجيا محددة.

وقال طالب جامعي رفض الكشف عن اسمه، رسم على وجهه "24 آذار" في تصريحه لموقع CNN بالعربية، إنه يرفض المشاركة في أي حراك احتجاجي حزبي أو "مؤدلج"، مضيفا:" لقد توافقنا جميعا من خلال إطلاق المبادرة على الانترنت بعدم الكشف عن هوياتنا أو خلفياتنا للإبقاء على ميزة الحراك الشبابي الشعبي."

وشدد منظمو الاعتصام على استمرار حراكهم، الذي غابت عنه القطاعات النسائية،  حتى تحقيق المطالب، والتأكيد على أن الأردن ليس للأغنياء، ورافضين "سيطرة حلف الطبقة الغنية على مؤسسات البلاد."

وتنطلق أحزاب المعارضة والنقابات المهنية الجمعة في اعتصام آخر قرب السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، ضمن مواصلة حراكها الاحتجاجي ضد السياسات العامة في البلاد.