دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن حصيلة المواجهات التي دارت في هضبة الجولان بين محتجين سوريين كانوا يحاولون اختراق الحدود وبين الجيش الإسرائيلي ارتفعت إلى 20 قتيلاً و325 جريحاً، بعد أن أطلق الجنود من الجانب الإسرائيلي النار باتجاه المحتجين، واتهمت تل أبيب دمشق بمحاولة صرف الأنظار عن أزمتها الداخلية عبر افتعال إشكالات حدودية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن المئات من الشبان الذين احتشدوا على مشارف الجولان حاولوا قطع الأسلاك الشائكة وتجاوز حقول الألغام التي تزرعها القوات الإسرائيلية، لإحياء ذكرى مرور 44 سنة على الهزيمة العسكرية التي لحقت بجيوش الأردن وسوريا ومصر في مواجهة إسرائيل عام 1967.
ونقل التلفزيون السوري أن طفلاً من بين القتلى، وأن ثلاثة من المصابين بحالة خطرة بعدما أطلق جنود إسرائيليون النار على عدد من المحتشدين قرب الأسلاك الشائكة في الجولان.
وأصدر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً بعد ظهر الأحد أكد فيه أن إسرائيل "تحمّل النظام السوري كامل المسؤولية عن أحداث العنف على الحدود في شمال هضبة الجولان." واتهم البيان النظام السوري بأنه "يحاول من خلال ممارساته الأخيرة صرف الأنظار عن المجازر والجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب السوري."
وأضاف البيان بالتشديد على أن إسرائيل "تدافع عن حدودها وسيادتها بوجه أي محاولة لاقتحام أراضيها،" كما اتهم السلطات السورية بـ":التصرف بصورة استفزازية وافتعال أزمة على الحدود."
وتأتي المسيرات الاحتجاجية إلى الجولان في ذكرى النكسة في الوقت الذي تشهد فيه سوريا احتجاجات شعبية مناهضة للرئيس، بشار الأسد.
ومن جانبه، قال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه رغم التحذيرات المتعددة، الشفهية وبإطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، إلا أن عشرات السوريين واصلوا التقدم نحو الحدود، ما لم يترك للجنود خيار سوى فتح النار نحو الأرض في مسعى لمنع المتظاهرين من المزيد من التقدم.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية إن قوات الجيش وضعت في حالة تأهب وكثفت من تواجدها على تخوم الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى الحدود اللبنانية والسورية لمواجهة المسيرات في ذكرى النكسة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد هدد وفق صحيفة "معاريف" العبرية أنه في حال وقوع حوادث على الحدود فإن قواته ستتصدى بقوة وستدخل إلى الأراضي السورية واللبنانية، على ما أورد المصدر.
وعلى صعيد مواز، منعت حركة "حماس"، الأحد، مسيرة شعبية دعت لها الحملة الشعبية لمقاومة 'الحزام الأمني' الإسرائيلي، في الذكرى الـ44 للنكسة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، وفا، إن 'المسيرة الشعبية كانت تنوي التوجه نحو الحدود الشرقية من محافظة خان يونس في بلدة خزاعة للاحتجاج على قيام الإسرائيلي بفرض ما يسمى 'الحزام الأمني' على امتداد حدود قطاع غزة الشرقية والشمالية بعمق 300 - 500 متر.
وعلى الجانب اللبناني، تجمع أكثر من أربعين فلسطينيا عند المدخل الشرقي لبلدة العديسة ورددوا الهتافات المطالبة بالعودة الى فلسطين.
وعلى الفور طوقت قوة من الجيش اللبناني مكان التجمع وطلبت منهم عدم الاقتراب من السياج الشائك، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
ويصادف الخامس من يونيو/حزيران الحالي الذكرى الرابعة والأربعون للنكسة عندما شن الجيش الإسرائيلي عام 1967 شن حرباً مباغتة على ثلاث دول عربية هي سورية ومصر والأردن، وهاجمت المطارات المصرية والسورية ودمرت الطائرات الموجودة فيها بالتوازي مع هجوم بري واسع على شبه جزيرة سيناء.
وكانت إسرائيل قد احتلت الضفة الغربية وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء إبان الحرب، غير أنها أعدت سيناء إلى مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، فيما أعلنت ضم هضبة الجولان عام 1981، وهي خطوة لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي.