الوكالة الأوروبية حذرت من تناول البذور المستنبتة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلصت لجنة تحقيق تابعة للوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية إلى أن شحنة مستوردة من بذور الحلبة المصرية، "على الأرجح"، هي السبب وراء تفشي بكتيريا "إيكولاي" القاتلة في كل من ألمانيا وفرنسا، والتي أودت بحياة قرابة 50 شخصاً حتى الآن.

وقالت الوكالة الأوروبية EFSA، في بيان لها الثلاثاء، حصلت عليه CNN، إن شحنة بذور الحلبة المستوردة من مصر كانت مخصصة لأغراض إنتاج حبوب مستنبتة، كما أصدرت الوكالة تحذيراً للمستهلكين بعدم استنبات بذور، مشيرة إلى نصيحتها تأتي حفاظاً على الصحة العامة.

وجاء في البيان: "نظراً لأن البذور التي تُباع لغرض الاستنبات، عادةً ما يتم خلطها ببذور أخرى قبل بيعها، فإنه ليس من المستبعد إصابتها بالتلوث، ومن المهم أن ننصح المستهلكين بعدم استنبات البذور لاستهلاكهم الشخصي، وكذلك عدم تناول البذور أو الحبوب المستنبتة إلا بعد طهيها جيداً."

وأدى انتشار بكتيريا "إيكولاي" إلى إصابة ما يقرب من أربعة آلاف شخص بأعراض التسمم البكتيري والنزلات المعوية، معظمهم في أوروبا وأمريكا اللاتينية، كما أسفرت عن وفاة نحو 50 شخصاً، بينهم 48 في ألمانيا، إضافة إلى حالة وفاة واحدة في كل من فرنسا والسويد.

الاتهام الأوروبي لبذور الحلبة المصرية ليس الأول من نوعه، ولكنه الأول الذي يصدر عن هيئة رسمية تابعة للاتحاد الأوروبي، حيث سبق وأشارت تقارير أوروبية إلى أن لجنة تحقيق خاصة خلصت إلى أن البذور المستوردة من مصر هي سبب تفشي البكتيريا القاتلة.

وذكرت تلك التقارير أن تحقيقات أولية، قام بها فريق مشترك من خبراء من المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهيئة سلامة الغذاء الأوروبية، أظهرت أن بذور حلبة تم استيرادها من مصر، خلال الفترة بين عامي 2009 و2010، وراء تفشي بكتيريا "إيكولاي" في كل من ألمانيا وفرنسا.

ولكن الحكومة المصرية سارعت بنفي تلك الاتهامات، والتي وصفها وزير الزراعة، أيمن أبوحديد، بأنها "ليس لها سند علمي على الإطلاق"، مستنداً في ذلك إلى قوله إن هذه السلالة من البكتيريا النزفية الموجودة في أوروبا، ليست موجودة في مصر.

كما نقلت تقارير إعلامية في القاهرة، عن رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، علي سليمان، قوله إن وزير الزراعة تلقي خطاباً من الاتحاد الأوروبي، يفيد بأن "الاختبارات العلمية التي تم إجراؤها في أوروبا، لم تثبت إطلاقاً صحة هذا الكلام"، رغم أن أبوحديد نفسه لم يكشف عن تلقيه خطاب بهذا الشأن.

وتطرق المسؤول المصري إلى اتهامات أخرى، قال إن مصدرها إسرائيل، بأن الخيار المصري هو سبب تفشي بكتيريا "إيكولاي"، بقوله إن "إسرائيل لم تستورد خيار إطلاقاً من مصر، بل إنها تصدر الخيار للخارج، وبالتالي فإنها ليست بحاجة للخيار المصري."

كما أكد سليمان سلامة المنتجات المستوردة من الخارج، مشيراً إلى أنها تمر على أربع جهات رقابية وعلمية قبل السماح بدخولها إلى مصر، وهي الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، والحجر الزراعي المصري، وهيئة الإشعاع، ووزارة الصحة.