دمشق، سوريا (CNN)-- أسفرت المواجهات المتواصلة بين قوات الأمن والمحتجين المناهضين للرئيس السوري، بشار الأسد، عن سقوط 15 قتيلاً على الأقل السبت، بعدما أطلقت الشرطة النار على عشرات المحتجين، بينما ردت سوريا على انتقادات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حول استعانتها بإيران لقمع المتظاهرين.
وأفاد شهود عيان بسقوط خمسة قتلى في ضاحية "دوما"، المجاورة للعاصمة السورية دمشق، خلال مسيرات تشييع لقتلى مظاهرات "الجمعة العظيمة" الدامية، إثر فتح قوات الأمن السوري النار على آلاف المشاركين في التحركات المطالبة بالديمقراطية.
كما سقط خمسة قتلى آخرين في مدينة "إزرع" القريبة من مدينة "درعا"، بعد تعرضهم لإطلاق نار من قبل قوات الأمن السورية، حسبما أكد شهود عيان لـCNN السبت.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول قوله: "تعرضت بعد ظهر اليوم (السبت) مفرزة أمنية في بلدة نوى، بريف درعا، لهجوم من قبل مجموعة إجرامية مسلحة."
وتابع المصدر: "وقد أدى تبادل إطلاق النار مع أفراد المجموعة الإجرامية إلى استشهاد خمسة عناصر من المفرزة وجرح خمسة آخرين، ومقتل عنصرين من المجرمين المهاجمين، وإصابة خمسة عشر آخرين بجراح."
وأضاف: "كما تعرض أحد الحواجز العسكرية في بلدة إزرع، بريف درعا أيضاً، إلى هجوم من قبل مجموعة إجرامية مسلحة، وعلى الفور تصدت له عناصر الحاجز، ما أدى إلى جرح عنصرين من عناصر الحاجز، ومقتل أحد أفراد المجموعة الإجرامية المهاجمة، وفرار الآخرين."
وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة الأنباء السورية عن "مصدر مسؤول" قوله إن دمشق "تعبر عن أسفها لصدور بيان بالأمس (الجمعة) للرئيس الأمريكي باراك أوباما، بشأن الأوضاع في سوريا، كونه لا يستند إلى رؤية موضوعية شاملة لحقيقة ما يجري."
وأضاف المصدر: "لقد سبق لسوريا أن نفت ما روجت له الإدارة الأمريكية حول الاستعانة بإيران أو غيرها في معالجة أوضاعها الداخلية ونستغرب إصرار الإدارة على تكرار هذه الادعاءات الأمر الذي يشير إلى عدم المسؤولية وإلى أن ذلك جزء من التحريض الذي يعرض أمن مواطنينا للخطر."
وبالعودة لإطلاق النار على المتظاهرين، قال شهود عيان لـCNN إن المشيعين في مدينة "دوما" رددوا شعارات "الشعب يريد تغيير النظام"، في إشارة صريحة لحكومة الرئيس الأسد، الذي يواجه أخطر أزمة منذ توليه السلطة عام 2000.
ونقل الناشط الحقوقي، وسام طريف، عن شهود عيان أن أكثر من 10 آلاف متظاهرين خرجوا إلى شوارع "دوما" في حين شهدت مناطق "حمص" و"ازرع" مسيرات مماثلة، وذكر المصدر أن المتظاهرين تعرضوا لإطلاق نار لم يتضح مصدره.
وفي الأثناء، قال نشطاء إن حصيلة قتلى المواجهات بين قوات الأمن السورية والمحتجين فيما عُرف بـ"الجمعة العظيمة"، بلغت 84 قتيلاً.
يُذكر أنه لم يتح لـCNN التأكد بشكل مستقل من هذه التقارير، نظراً لأن السلطات السورية لا تسمح بدخول الإعلام الأجنبي إلى أراضيها.
والجمعة، فتحت قوات الأمن السورية النار على جموع المحتجين المطالبين بالإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي في البلاد، في مسيرات اجتاحت عدداً من المدن السورية، ضمن مسيرات حملت اسم "الجمعة العظيمة."
وفي الغضون، ندد قادة الغرب بحملة القمع الدموية التي تصدت بها الحكومة السورية للاحتجاجات الشعبية المناهضة للرئيس الأسد الجمعة.
وقال الرئيس الأمريكي إن "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات استخدام الحكومة السورية للقوة ضد المتظاهرين، هذا الاستخدام الشائن للعنف لمواجهة متظاهرين، يجب أن يتوقف فوراً"، بحسب قوله.