واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- رفع أمريكي مسلم، دعوى قضائية على حكومة الولايات المتحدة لإدراجه ضمن قائمة "الممنوعون من السفر" ومنعه من دخول أراضيها ويقبع في الكويت حيث خضع للتعذيب والاستجواب، على حد زعمه.
وقالت المحامية غدير عباس، إن موكلها، غولت محمد، 19 عاماً، وهو أمريكي من أصل صومالي، تقطعت به السبل في الكويت منذ قرابة شهر بعد قيامه بما وصفته لرحلة لـ"استكشاف الذات" زار خلالها مسقط رأسه واليمن.
وقالت عباس، وهي من "مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية" في الدعوى القضائية المرفوعة أمام محكمة اتحادية في ولاية فرجينيا، إن الحكومة الأمريكية تعيق الحقوق الأساسية لمولكها للعودة والعيش بحرية في الولايات المتحدة.
ويذكر أن قائمة "الممنوعون من السفر" صممت لحماية الأمريكيين من تهديدات محتملة عن طريق منع "الإرهابيين" من السفر جواً من وإلى الولايات المتحدة.
وإلى ذلك دعا قاضي محكمة مقاطعة أليكساندريا، أنطوني ترينغا، الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ الترتيبات اللازمة لإعادة محمد إلى البلاد قبيل نهاية هذا الأسبوع ما لم تبادر بتقديم أدلة ضده.
وتقول مستندات المحكمة إن الفضول قاد محمد، الذي قدم مع عائلته إلى الولايات المتحدة في سن الثالثة، لاستكشاف العالم من حوله وزيارة أقاربه بالخارج وتعلم اللغة العربية.
وبدأ رحلته من اليمن ومن ثم انتقل للصومال وأقام لعدة أشهر، قبيل أن يغادر للكويت في أغسطس/آب للإقامة لدى عمه ومواصلة دراسته للغة العربية، حيث جدد تأشيرة زيارته مرتين خلال فترة إقامته هناك، وفق مستندات القضية.
واعتقل محمد في مطار الكويت في ديسمبر/كانون الثاني الماضي عند محاولته لتمديد إقامته لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
وتشير مستندات القضية إلى أن محمد اقتيد إلى موقع آخر بعد تعصيب أعينه وتقييده حيث تعرض للضرب والتعذيب والاستجواب بشأن علاقته بأنور العولقي، رجل الدين الأمريكي من أصل يمني وتطالب به الولايات المتحدة.
وزعم أن محققين من "مكتب التحقيقات الفيدرالية" الامريكي قاموا بترهيبه جسدياً وهددوا بمواصلة اعتقاله لأجل غير مسمي وتوجيه اتهامات جنائية له ما لم يتعاون معهم.
وبرر مسؤولون كويتيون اعتقال محمد أنه جاء بطلب من الحكومة الأمريكية وأن محاولات ترحيله باءت بالفشل نظراً لإدراجه ضمن لائحة الممنوعين من السفر، طبقاً للمستندات القانونية.
وأكد مصدر أمريكي مسؤول للشبكة إدراج اسم محمد في القائمة السوداء دون تحديد الأسباب.
وذكرت عباس في حديث لـCNN أن معلومات أدلى بها المحققون لموكلها، كما أن نوعية الأسئلة التي طرحت أثناء استواجبه تدلل على أن الحكومة الأمريكية تقف وراء توقيفه وساتجوابه.
إلا أن الناطق باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، نفى توقيف محمد بالكويت بناء على طلب من الولايات المتحدة.
وصرح كراولي لـCNN، الثلاثاء، أن الوزارة قدمت لمحمد خدمات قنصلية له وملتزمة تجاه تلقيه معاملة عادلة، مشيراً إلى أن الخارجية لم تتمكن من الوصول إليه منذ ديسمبر/كانون الأول.