CNN CNN

اغتيال حاكم البنجاب لانتقاده قانون التجديف

الخميس ، 03 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)
عناصر من الشرطة قرب الموقع الذي قتل فيه تاسير
عناصر من الشرطة قرب الموقع الذي قتل فيه تاسير

إسلام أباد، باكستان (CNN) -- أكدت التقارير الواردة من باكستان أن حاكم إقليم البنجاب الباكستاني، سلمان تاسير، الذي أٌعلن عن اغتياله مساء الثلاثاء، قد قتل على الأرجح على يد أحد عناصر حراسته، وذلك بعد المواقف التي أدلى بها تاسير مؤخراً، وانتقد خلالها قانون "التجديف"، والذي يُجرم الإساءة إلى الإسلام أو النبي محمد.

وقال وزير الداخلية الباكستاني، رحمان مالك، أن الحارس يدعى مالك ممتاز قادري، وقد أقدم على قتل الحاكم في سوق مزدحمة بالعاصمة إسلام أباد، عادة ما يرتادها الأجانب، وذلك بعد أن وصف تاسير قانون "التجديف" بأنه "قانون أسود."

وبحسب مالك، فإن قادري سلم نفسه للشرطة بعد الحادث بشكل طوعي.

وكانت قضية "قانون التجديف" قد انفجرت بشكل جدي في نوفمبر/كانون الثاني الماضي، بعد الحكم بالإعدام على امرأة مسيحية تدعى آسيا بيبي، وذلك بتهمة الإساءة إلى النبي محمد.

وبسبب الضغوط الدولية وانتقادات جمعيات حقوق الإنسان، أعلن مسؤولون في الحكومة الباكستانية، عن عزم الدولة الإسلامية مراجعة القانون، وقال وزير شؤون الأقليات بالحكومة الاتحادية، شاهباز باتي، إن الحكومة سوف تقوم بتشكيل لجنة من العلماء لمراجعة القانون، على أن تضع هذه اللجنة مجموعة من الاقتراحات والإجراءات.

وكانت بيبي قد وقعت التماساً لطلب "العفو الرئاسي"، وسلمته لتاسير شخصياً، في وقت سابق من الشهر الماضي، أثناء قيامه بزيارتها في السجن المحتجزة به منذ ما يقرب من 15 شهراً، وأكد أنه سيقوم بتقديم طلب الالتماس إلى الرئيس آصف علي زرداري.

وقال تاسير، في تصريحات سابقة لـCNN: "إنني أريد أن أبعث برسالة قوية مفادها أننا هنا من أجل حماية الأقليات"، وتابع قائلاً: "إننا لا نسعى بأي شكل لأن يكونوا هم المستهدفين بمثل هذا النوع من القوانين التي لم يضعها الله، وإنما وضعها البشر."

وكانت محكمة باكستانية قد أصدرت، حكماً بإعدام بيبي، بعد إدانتها بـ"الإساءة" إلى النبي محمد، و"التشكيك في القرآن"، بينما كانت تعمل مع عدد من النساء المسلمات في حقل بإحدى القرى القريبة من مدينة "لاهور" بولاية "البنجاب"، وسط باكستان.

وبحسب وثائق الدعوى التي قدمتها الشرطة، فقد أخبرت المرأة، البالغة من العمر 45 عاماً، زميلاتها المسلمات بأن "القرآن مزور"، كما أدلت بتعليقات "مسيئة" بحق إحدى زوجات النبي محمد، بالإضافة إلى تعليقات أخرى تتعلق بمرض النبي في أيامه الأخيرة قبل وفاته.

وأشارت الدعوى إلى أن بيبي أدلت بهذه الأقوال، بعدما رفضت زميلاتها الشرب من إناء للمياه لمسته المرأة المسيحية بيدها، مما تسبب في اندلاع مشادة كلامية بينهن.

وقد أثار الحكم بإعدام بيبي انتقادات دولية واسعة، مما دعا بابا الفاتيكان، بندكتس السادس عشر، للتدخل في قضيتها شخصياً، حيث طلب من السلطات الباكستانية العمل على إطلاق سراحها، كما أطلق نداءً لأجل المسيحيين الذين قال إنهم "يعيشون أوضاعاً صعبة" في الدولة الإسلامية.

ويشكل المسيحيون أقلية ضئيلة جداً في باكستان، بينما يشكل المسلمون حوالي 95 في المائة من سكانها.