دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هيمن انتصار الثورة المصرية ونجاحها في إجبار الرئيس، حسني مبارك على الرحيل، على الصحف العالمية، السبت، وكتبت صحف أن "الحاكم المخلوع" اختار شرم الشيخ للعق جراحه، وذكرت أخرى أن الثروة ومخاوف الملاحقة القضائية يحددان مقر إقامة الرئيس السابق مستقبلاً.
إلى جانب قلق إسرائيلي بالغ إثر مغادرة حليف محوري لها في المنطقة، وثورة 18 يوماً تطيح بحكم 30 عاماً.
الاندبندنت
الحاكم المخلوع يختار فيلته على البحر الأحمر للعق جراحه
اختار، حسني مبارك ، في الوقت الحاضر على الأقل ، عدم مغادرة وطنه الأم بل اختار منفى داخلياً في فيلته في "شرم الشيخ، وفق ما تواردت التقارير من مصر بالأمس.
وفيما احتفلت الحشود خارج مقره الرسمي في "قصر العروبة" في القاهرة، هناك اعتقاد بأن القائد المخلوع كان بالفعل يشق طريقه إلى منتجع البحر الأحمر، حيث سيلعق السيد مبارك جراحه في المكان الذي قضى فيه الكثير من الوقت للاستجمام ولقاء كبار المسؤولين الأجانب، ففي خلال العام الماضي، استضاف، وضمن آخرين، وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ,رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو، ومن بين ضيوفه كذلك، محمد الغنوشي، رئيس الوزراء التونسي قبيل الإطاحة بالرئيس، زين العابدين بن علي، بثورة كانت شرارة الاضطرابات في المناطق.
ويخضع المجمع إلى حراسة أمنية مشددة، فسكان المنطقة لا يعلمون سوى القليل عما يدور خلف الأسوار العالية، فقبل عدة أيام سرت شائعات أن الرئيس السابق المحاصر كان بالفعل في المنتجع، لكنه في الواقع ، كان يقاتل في معركته الخاسرة في القاهرة.
والفيلا بجانب المبنى المجاور لها في شرم الشيخ ليستا فقط حيث وضع السيد مبارك اهتمامه، ويقال أن العائلة الأولى السابقة لديها أسهم مالية في فنادق وشاليهات للعطل في المنتجع، فأرصدة الرئيس السابق، وعقيلته سوزان، ونجليه، جمال وعلاء، تظل تحت سيطرتهم في الوقت الراهن بمصر، على نقيض ما جرى لممتلكات بن علي في تونس التي تعرضت للنهب والسلب.
الغارديانما هي الخطوة المقبلة لحسني مبارك؟ الثروة ومخاوف الملاحقة القضائية سوف تحدد المستقبل
بهذا نشرت الصحيفة البريطانية أن الحاكم السابق تمسك بالبقاء في الوطن، إلا أن اتهامات الفساد وانتهاك حقوق الإنسان قد تدفعه لإعادة شد الرحيل إلى مكان آخر.
وجمدت سويسر كافة أرصدة حسني مبارك وعائلته، وقد تصل إلى عدة مئات الملايين من الدولارات، وفق ما أعلنت الحكومة.
وترافقت الخطوة مع أنباء عن انتقال الرئيس السابق عبر الجو إلى منتجع شرم الشيخ بالبحر الأحمر، حيث سبق وأن ترأس عدة قمم واستقبل ضيوفاً وتمتع بدفء الشمس في الشتاء بعيدا عن الزحام.
وكان مبارك قد أعلن في أول كلمة له منذ الإنتفاضة، في الأول من فبراير/شباط الجاري، إنه لن يغادر موطنه، وتعهد في بالموت في أراضيها وسيحكم التاريخ عليه.
وأشارت تقارير إلى أن مناقشات استكشافية تضمنت السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، قد أشارت إلى إمكانية انتقاله إلى دبي، فواحدة من أهم القضايا قيد الاعتبار هو توفير الحصانة له من أي محاكمة قد يواجهها بتهم ضد الإنسانية لـ300 حادثة وفاة وحوادث انتهاك موثوقة قامت بها قوات الأمن.
نيويورك تايمز
قلق هادئ وإسرائيل تراقب مغادرة حليفها
انفجرت المظاهر الاحتفالية في شوارع غزة ليلة الجمعة وقامت مليشيات ملثمة تابعة لحركة "حماس" بمسيرة عسكرية للاحتفال بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، إلا أن إسرائيل تفاعلت مع النبأ بهدوء وقلق عميق لأن القائد الإقليمي الأكثر اعتماداً عليه في المنطقة قد غادر فجأة.
وحافظت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ذات الصمت المدروس الذي تبنته منذ أكثر من أسبوعين على فرضية أنه ما من تصريحات ستدلي بها قد تخدم مصالحها، فإذا أشادت بالتحرك الموال للديمقراطية فقد ينظر إلى كخائن للحليف، السيد مبارك، وإذا أيدته، فسوف ينظر إليها باعتبارها من أنصار الديكتاتوريات.
لكن وراء الكواليس، أعرب مسؤولون خفية عن استعدادهم لمشاطرة مخاوفهم لاعتقادهم بأن أي من كان خليفة مبارك فيسكون أقل وداً تجاه إسرائيل.
وقال أحدهم وهو مسؤول رفيع: لا نعرف من سيقوم بتسيير الأمور خلال الأشهر المقبلة في مصر ، ولكن علينا أن نضع في الاعتبار أمرين"، مضيفاً: ""الأول هو أن المثال الوحيد لدينا لهذا النوع من شيء في المنطقة هو إيران في 1979، فلا يمكن غض النظر عن ذلك، والثاني حال انسحاب مصر بأي شكل من الأشكال عن اتفاقية السلام مع إسرائيل، فهذا سيثبط عزيمة الآخرين في المنطقة، ومن بينهم الفلسطينيين، من اتخاذ خطوة للإمام، وذلك فالتأثير الإقليمي علينا سيكون عظيماً."
واشنطن بوست
في 18 يوما ثورة تطيح بحكم 30 عاماً
انتصرت الانتفاضة الشعبية في مصر الجمعة باستسلام الرئيس حسني مبارك لإرادة ثورة لا قائد لها وتنحي بعد 30 عاماً من الحكم الاستبدادي لكبر دول العالم العربي من حيث السكان.
وأصبح مبارك الزعيم العربي رقم اثنين الذي يخضع لإدارة شعبه القوية المتعطشة للحرية، فاستقالته فجرت فوضى بهجة في شوارع القاهرة وكافة أنحاء البلاد، رغم أن الخطوة المقبلة لمصر مازالت في قيد المجهول مع سيطرة القوات المسلحة على زمام الأمور، وتقديم مجرد لمحة عن كيفية اعتزامهم الحكم.
في غضون شهر للخضوع لتعطش شعبه قوية من أجل الحرية. أثارت الاستقالة الفوضى بهيجة في القاهرة وفي مختلف أنحاء البلاد، ولكن الخطوات المقبلة لمصر لم تكن واضحة كما سيطرت القوات المسلحة، وقدم لمحة بسيطة عن الكيفية التي تنوي الحكم.في لحظة من اللحظات، غمر المصريون أحساس من بأنهم قاموا بخطوة تاريخية، على قدم المساواة بسقوط حائط برلين وانهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية، فالمنطقة، ومنذ وقت طويل، مجردة من الديمقراطية ويخنقها القمع، واحتفل المصريون بالألعاب النارية وأبواب السيارات وبحر من الأعلام المصرية ذات اللون الأبيض والأسود.