نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كشفت وثيقة أمريكية سربها موقع "ويكيليكس" الذي يقوم بعرض آلاف البرقيات السرية التي وضع يده عليها مؤخراً أن السلطات الأمريكية تبحث عن "ثلاثة قطريين غامضين" قاموا بخطوات مشبوهة تجعل واشنطن تعتقد أنهم ربما على صلة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، التي نفذها تنظيم القاعدة في نيويورك وواشنطن.
وتعود الوثيقة إلى فبراير/شباط 2010، وهي عبارة عن وقائع اجتماع عقده مساعد رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الدوحة، ميرمبي نانتونغو، الذي يحتفظ بمنصبه حتى الآن.
وبحسب الوثيقة، فإن هدف الاجتماع كان تحديث بيانات أسماء الأشخاص الذين وضعت أسماؤهم على قائمة المراقبة في المطارات، وبرز في هذا السياق أسماء ثلاثة قطريين هم باسم مشهد الحجري وفهد عبد الله وعلي الفهيد، وقد شهد اللقاء توصيه بوضعهم على قائمة المشتبهين بالإرهاب.
ولم تتوفر معلومات لـCNN حتى الساعة عن مكان تواجد الثلاثة، علماً أن السلطات الأمريكية لم توجه أي تهم رسمية إليهم، رغم أن المعلومات تشير إلى الاشتباه بقيامهم بعمليات مراقبة واستطلاع في المواقع التي استهدفتها القاعدة.
وتبين الوثيقة أن الثلاثة استقلوا في 15 أغسطس/آب 2001 طائرة للخطوط الجوية البريطانية، توجهت بهم من لندن إلى أمريكا، وقاموا بزيارة معالم في نيويورك، بينها مركز التجارة العالمي، الذي استهدف لاحقا، وتمثال الحرية، وكذلك البيت الأبيض.
ومن ثم، قاموا بالسفر إلى لوس أنجلوس، وأقاموا في فندق صغير، وطلبوا عدم دخول الخدم إلى غرفتهم، وقاموا بدفع الفواتير نقدا، وبعد مغادرتهم، اكتشف الموظفون ما يشبه "بدلات الطيارين" وأوراق عليها أسماء لطيارين، وعلب كرتونية تحمل عناوين موجهة إلى سوريا وإسرائيل والأردن وأفغانستان.
وبحسب تحقيقات لـFBI أشارت إليها الوثيقة، فإن الثلاثة قاموا بحجز تذاكر في العاشر من سبتمبر/أيلول على متن رحلة تقلهم من لوس أنجلوس إلى واشنطن، وقام بدفع ثمن التذاكر شخص وصف بأنه "إرهابي مدان،" غير أنهم لم يستقلوا تلك الرحلة، وفي اليوم التالي جرى اختطاف الطائرة ذاتها واستخدامها لضرب مبنى وزارة الدفاع "بنتاغون."
وتشير الوثيقة أيضاً إلى شخص رابع يدعى محمد المنصوري، وهو إماراتي، قام بـ"مساعدة" القطريين الثلاثة خلال فترة وجودهم في الولايات المتحدة، ولم تقم الولايات المتحدة بتوجيه اتهامات للمنصوري، ولكنها ألغت تأشيرته، رغم اعتقادها بأنه ربما قدم بعض أشكال التمويل لعمليات إرهابية.