CNN CNN

جنرال سوفيتي: القوات الأمريكية توجه مصيرا مشابها بأفغانستان

الأحد، 24 تموز/يوليو 2011، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)
الجنرال السوفيتي المتقاعد يراماكوف
الجنرال السوفيتي المتقاعد يراماكوف

موسكو، روسيا (CNN) -- عندما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأول مرة عن زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان عام 2009، حذر قائد سابق في القوات السوفيتية من أن التاريخ قد يعيد نفسه.

وقال إن الولايات المتحدة وحلفائها أصبحوا في خضم "حرب لا يمكن الانتصار فيها"، رغم الوجود الكثيف لأكثر من 100 ألف جندي أمريكي.

وبعد عامين على خطط أوباما تلك، ها هو يعلن عن سحب 30 ألف جندي من صراع يوصف بأن تكلفته باهظة للغاية، سواء على الصعيد السياسي أو الخسائر في الأرواح، مع بقاء طالبان تشكل تهديداً كبيراً.

الجنرال السوفيتي فيكتور يرماكوف، قائد قوات الجيش 40 في أفغانستان بين عامي 1982 و1983، هو أحد 6 قادة عسكريين قادوا القوات السوفيتية بعد التدخل السوفيتي في العام 1979.

في ذلك الوقت قتل في أفغانستان 15 ألف جندي، وشلت الاقتصاد السوفيتي قبل أن يسحب قواته البالغ تعدادها 100 ألف جندي من أفغانستان، وهم يجرون أذيال الخيبة.

لقد أخفق السوفيت في فرض إرادتهم على الجيش الأفغاني في وجه العصيان المسلح الذي جاء على شكل حرب عصابات، كان مدعوماً لسخرية الأقدار بالمال والسلاح الأمريكي.

لقد تحولت أفغانستان إلى حرب فيتنام بالنسبة لموسكو.

وقال يرماكوف لـCNN عام 2009: "لقد دخلنا أفغانستان بقوات كبيرة.. لم نذهب هناك لغزو أفغانستان، وإنما لتقديم المساعدة الدولية من أجل المحافظة على استقرار الأوضاع هناك."

وأضاف: "ولكن لا يمكنك أن تفرض الديمقراطية بالقوة.. وقد يتفق معك أفغاني على أن الديمقراطية الأمريكية هي الأفضل في العالم، تماماً كما كان النظام السوفيتي هو الأفضل ذات مرة."

وتابع: "ولكن ما أن تدير ظهرك، فإنه سيطلق النار عليك من الخلف وسرعان ما ينسى ما كان يقوله قبل لحظات."

وقال مذكراً: "دعني أذكرك بما قال أول رجل وحّد أفغانستان، السلطان بابر، وهو من أحفاد جنكيز خان: 'إن أفغانستان عصية على الغزو ولن تستسلم لأحد'، مضيفا أن الشعب الأفغاني عاشق للحرية وهو شعب فخور ومعتد بذاته."

لقد قام التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، بغزو أفغانستان رداً على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، في نيويورك وواشنطن، وهو الغزو الذي أطاح بنظام طالبان، التي سمحت لتنظيم القاعدة بالعمل في الأراضي الأفغانية.

وكما كان الحال مع السوفييت، كانت مهمة التحالف الدولي هي تحقيق الاستقرار في أفغانستان، مع إيجاد حكومة موالية.

غير أن مقاتلي طالبان أعادوا تنظيم أنفسهم في الجبال، مستفيدين من الروابط العرقية والتعاطف مع القبائل المحلية في المناطق الحدودية.

وقال يرماكوف إن الأمريكيين يكررون أخطاء السوفييت، مشيراً إلى أنه "سواء في تورا بورا أو قندهار، فإن نشر القوات وتحقيق النظام وتنصيب حكومة شعبية موالية تحظى بالمساعدة، فإنه ما أن تغادر فإن الحكومة أو القيادات سرعان ما يغادرون."

وأشار الجنرال السوفيتي المتقاعد إلى أن السلطة كانت بيد السوفييت في النهار، ولكنها تتحول لـ"المجاهدين" في الليل.

وحول الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة السوفيتية، قال يرماكوف إنه بدل الإنفاق على القوات هناك، يجب تحويل تلك الأموال إلى إصلاح أفغانستان واقتصادها ومؤسساتها الصناعية ونظامها التعليمي ومدارسها ومساجدها، مشيراً إلى أن هذه هي التي ستعزز سلطة الدولة، والحرب ستجر مقاومة، والأفغان يعتبرونها مجرد وسيلة لاستعبادهم.

يشار إلى أنه وبحسب تقديرات البيت الأبيض، فإن تكلفة إرسال جندي واحد إلى أفغانستان تصل إلى مليون دولار سنوياً.