CNN CNN

اليمن: الداخلية تحمّل المعارضة مسؤولية الأحداث

الاثنين، 11 نيسان/ابريل 2011، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)
الهجوم جرى في ساعات الفجر الأولى
الهجوم جرى في ساعات الفجر الأولى

صنعاء، اليمن (CNN) -- حمّلت وزارة الداخلية اليمنية قوى المعارضة مسؤولية ما جرى في شوارع صنعاء فجر السبت من صدامات دموية، قائلاً إن المتظاهرين حاولوا سد نشر خيم في الطرقات وسد منافذ المنازل، وتطور الأمر إلى اشتباك بينهم وبين سكان الأحياء المجاورة، وقد تدخلت قوى الأمن لتفريق المتقاتلين، وهدد بمقاضاة كل من يتهم الشرطة باستخدام غازات سامة.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن "مصدر أمني مسؤول" لم تكشف اسمه قوله: "منذ عصر يوم أمس (الجمعة) قامت مجاميع من عناصر فوضوية تابعة لأحزاب اللقاء المشترك بنصب خيام بالقوة أمام منازل المواطنين ومحالهم التجارية في حي الكويت والرقاص والزراعة وحي الجامعة، ومحاصرة المواطنين في ومحالهم ومنازلهم."


وأضاف المصدر أن سكان تلك المناطق: "حاولوا منع تلك العناصر من نصب الخيام أمام منازلهم والشوارع المؤدية لها مما أدى إلى حدوث احتكاكات واشتباكات وأعمال شغب بين المواطنين من سكان تلك الأحياء وتلك العناصر مما اضطر أفراد من قوات مكافحة الشغب إلى التدخل لفك الاشتباكات وإنهاء أعمال الشغب وذلك باستخدام خراطيم المياه و القنابل الدخانية المسيلة للدموع."

ونفى المصدر أن يكون أي عنصر من القوات الأمنية قد استخدم السلاح في هذه العملية، قائلاً إن جميع العناصر لم يكن لديهم سلاح أصلاً "في ضوء التعليمات الصارمة الصادرة من وزارة الداخلية لأفراد الأمن بعدم استخدام السلاح."

وتابع المصدر قائلاً: "لكن العناصر المثيرة للفوضى قامت بإطلاق النار باتجاه رجال الأمن، ونتج عن ذلك إصابة 161 من أفراد الأمن بإصابات مختلفة، بالإضافة إلى إصابة عدد من المواطنين والمعتصمين."

وعن قضية الغازات السامة قال المصدر: "وقال:" هذه افتراءات لا أساس لها من الصحة، وأن ما يطلقه بعض الأطباء من المنتمين للتجمع اليمني للإصلاح وبعض أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) من تصريحات في هذا الجانب إنما هي بيانات سياسية حزبية، وليست لها صلة بالجانب الطبي، وحيث قد سبق تفنيد ذلك في تقرير اللجنة الطبية التي شكلتها وزارة الصحة العامة والسكان للتحقيق في هذا الشأن."

وقد اتهمت قيادات في المعارضة اليمنية أجهزة الأمن بمحاولة دفع المتظاهرين إلى الاصطدام بعناصرها في الشارع، داعية المعارضين إلى التمسك بمواقعهم في "ميدان التغيير،" ورأت أن مهاجمة المعتصمين "بددت كل فرصة للحوار،" بينما أعربت شخصيات مقربة من السلطات في صنعاء عن خيبة أملها من نقل المعارضة الأزمة إلى الشارع، وانتقدت تعنتها في رفض مبادرات الرئيس علي عبدالله صالح.

من جانبه، قال رئيس الوزراء اليمني السابق، أحمد صوفان: "ما يجري بالتأكيد لا يسر أحدا، أناشد القوى السياسية كلها بضبط النفس وتهدئة الأوضاع، والتقدم نحو مواقف تؤدي لإعادة الحوار إلى سكته الصحيحة."

وأضاف صوفان: "للأسف ما جرى في الليل هو تصعيد، ولكننا لا نعرف حقيقته، ونرى أنه أخبار سيئة، ولكن إن صح أن قوات الأمن داهمت المعتصمين فنحن لسنا مع ذلك، وعلى أجهزة الأمن تحمل المسؤولية في هذا الجانب، وأعود وأقول إن كان هذا الأمر حقيقياً."

وحذر صوفان، في حديث لـCNN بالعربية من أن الشعب اليمني "يدفع ثمناً باهظاً لما يجري،" وأعرب عن خيبة أمله بالمقابل من مواقف المعارضة حيال المبادرات المتعددة التي قدمها الرئيس علي عبدالله صالح لحل الأزمة.

وقال صوفان: "كنا نأمل من أحزاب المعارضة القيام بما يناسب لتحريك الواقع المجمد وقبول النقاط التي يوافقون عليها من مبادرة الرئيس صالح ومناقشة النقاط الأخرى، ولكنهم لم يفعلوا ذلك، وأنا أحذر من تزايد تعامل الشارع اليمني مع القضايا السياسية خارج المؤسسات والأطر السياسية، وبالتالي فلا بد من الحوار والتهدئة."

من جهته، قال النائب عبدالكريم الأسلمي، الذي كان قد انشق منذ أسابيع عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بسبب استخدامه القوة من المعارضين: "التطور اليوم خطير جداً فقد جرى الاعتداء بوحشية على المعتصمين، وأنا زرت المكان بنفسي ورأيت المئات من الشباب على الأرض جراء تعرضهم للضرب بالعصي والسكاكين، وتنشقهم للغازات السامة والمسيلة للدموع، ولا بد من محاسبة من تسبب بذلك."

وتابع الأسلمي، في اتصال مع CNN بالعربية قائلاً: "الأمور تسير بشكل خطير وقد قطع النظام بالكامل حبل الحوار لأنه يدعو إلى النقاش السياسي ومن ثم يعتدي علينا في الشارع."

ولفت الأسلمي، الذي كان يتحدث من داخل البرلمان، إلى أن مجلس النواب قرر تشكيل  لجنة تحقيق، وأكد أن نواب القوى المعارضة يناقشون الموضوع بكل جدية.

وعن الدعوات للتصعيد في الشارع قال الأسلمي: "هناك دعوات للتحرك إلى الشارع، ولكن المطلوب بالنسبة للمعارضة هو البقاء في ميدان التغيير لأن هناك مندسين من الأجهزة الأمنية يريدون من الناس النزول إلى الشارع لإحداث صدام مع عناصر الأمن."

وكانت قوات الأمن اليمني قد أطلقت الذخيرة الحية على محتجين في "ساحة التغيير" قرب جامعة صنعاء، وسط العاصمة اليمنية، صباح السبت، ما أدى لإصابة عشرات المعتصمين.

وقال شاهدا عيان، رفضا كشف هويتهما خشية على سلامتهما، إن قوات الأمن أطلق الرصاص الحي في الهواء لتفريق الحشود، وذكر آخر أن قناصة من قوات الأمن يحملون بنادق تمركزوا في أسطح المباني والشرفات المطلة على ساحة الاعتصام.

وقال سمير سماعي، عامل طبي بمستشفى ميداني في "ساحة التغيير" إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع بعد اختراق الحشود المجتمعة وانهالت بالضرب  على بعضهم.

ولم يتسن لـCNN تأكيد تلك الأحداث مع السلطات اليمنية.

وناشد سماعي المجتمع الدولي المساعدة وتدخل منظمات حقوق الإنسان لعدم توفر الإمكانيات الطبية، ونقلت تقارير يمنية أن عشرات المصابين يفترشون الأرض بـ"ساحة التغيير" وعجز الأطباء عن معاينتهم.

وشهد الأسبوع الماضي، إحداث مماثلة قامت خلالها قوات الأمن اليمني إطلاق الرصاص الحي في الهواء واستخدام الغاز المسيل للدموع ضد حشود المعتصمين في "ساحة التغيير" أمام جامعة صنعاء، الثلاثاء.

وبجانب احتجاجات شعبية شبه منتظمة مناهضة للرئيس صالح، الذي يحكم البلاد منذ عام 1978، يتهدد اليمن تنظيم القاعدة الذي تتصدى لها حكومة صنعاء بمساعدة أمريكية، وانتفاضة شيعية في الجنوب فضلاً عن أزمة في موارده المائية.

وأجج ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب اليمني الساخط ضد تنامي معدلات البطالة والفساد المتفشي وافتقار الحريات السياسية، الاحتجاجات الشعبية القائمة منذ شهر تقريباً.

ووعد الرئيس اليمني في مطلع فبراير/شباط الفائت بعدم الترشح لولاية جديدة، إلا أن تلك التعهدات لم تكن بكافية لإخماد الاحتجاجات التي لا تقتصر على اليمن دون سواها بل اجتاحت عدد من دول المنطقة.