CNN CNN

لبنان: قرار نهائي لفابيان بعدم الحضور بسبب التهديد

متابعة: بارعة الأحمر
الأحد، 26 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 19:01 (GMT+0400)

بيروت، لبنان (CNN) -- حسمت المغنية لارا فابيان، بشكل نهائي الجدل حول إمكانية عودتها للغناء في كازينو لبنان منتصف الشهر المقبل، وذلك عبر رسالة من الشركة التي تدير أعمالها الفنية أكدت فيها عدم إمكانية إقامة الحفل بسبب "مخاطر" ناتجة عن "تهديدات،" وذلك على خلفية دعوات لمقاطعة الفنانة الكندية لاتهامها بـ"التعاطف مع إسرائيل."

وجاء في الرسالة التي تلقتها إدارة الكازينو: "لأسباب أمنية، لا يمكن إقامة حفل لارا فابيان الذي كان يفترض أن يقام في  14 و15 فبراير/شباط المقبل."

وتابعت الرسالة التي تسلمها الكازينو عبر الفاكس بالقول: "بسبب التهديدات التي تلقيناها لا يمكننا تحمل المخاطرة بالسلامة الجسدية لأفراد طاقمنا."

وسيكون من شأن هذه القرار حسم الجدل حول الحفل بعدما كان مدير المسارح في كازينو لبنان، بلال شعيب، قد أشار قبل يومين إلى أن إحياء الحفل "لازال واردا،" متوقعاً ورود معلومات إيجابية من جانب المغنية الكندية التي كانت قد أصدرت بيانا على صفحتها الرسمية تعتذر فيه من اللبنانيين وتعلن عدم نيتها إحياء حفلتها في كازينو لبنان.

وكانت مجموعة من الناشطين في حملة "مقاطعة داعمي إسرائيل" قد وجهت رسالة إلى لارا فابيان قالت فيها إنها لا ترحب بمجيء المغنية البلجيكية-الايطالية الأصل إلى لبنان بعدما شاركت في باريس باحتفالات الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل وغنت باللغة العبرية.

واعتبر شعيب آنذاك أن إلغاء فابيان للحفلة "غير مبرر على الإطلاق،" خاصة وأنها "لم تتلق أي تهديد أو تحذير من قبل الحملة وليس هناك أي مخاطر على أمنها الشخصي أو على حفلاتها. وأن وزارة السياحة اللبنانية ستقوم بواجباتها كافة حيال الزيارة."
 واعتبر شعيب أنه من حق الناشطين في "الحملة" التعبير عن رأيهم في ما يتعلق بالفنانة أو غيرها، ولكنه رأى أنهم "مجموعة واحدة من اللبنانيين ولا يمثلون كل الشعب اللبناني."

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعترض فيها "الحملة" على فنان تعتبره "داعما لإسرائيل،" فقبل لارا فابيان دعت الحملة إلى مقاطعة فريق الروك البريطاني "بلاسيبو" وهناك دعوى أمام القضاء اللبناني في قضية "بلاسيبو" رفعها صاحب شركة "تو يو تو سي" جهاد المر ضد سماح إدريس، وهو من أبرز الناشطين في الحملة.

وإلى هؤلاء ينضم الممثل الكوميدي الفرنسي اليهودي جاد المالح، الذي ألغى هو أيضا حفلة في لبنان بعد الدعوة إلى مقاطعته.

وعبر جهاد المر عن أسفه حيال ما تتسبب به الحملة بقوله: "طبعا أنا من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، وأعرف أنها قضية محقة لكنه من غير المقبول أن يدفع لبنان دائما وحده ثمن هذه القضية. لبنان بلد الثقافة والفنون ونريد إحياء الاقتصاد والسياحة فيه لا أن نبقى نحن دائما وحدنا من يقاتل ويمانع ويقاطع."

وأضاف: "ثم أنني لا أرى أنها الطريقة الأفضل للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. فالمقاطعة تسيء إلى سمعة لبنان وهي قد تتسبب بعزلته نتيجة مخاوف الفنانين من زيارته، وهو المعروف بحبه للفنون والثقافة وأنا لا أظن أنها تؤدي إلى النتيجة المرجوة."

من جانبه، شرح الناشط في "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل" سماح إدريس، أهداف الحملة على أنها "ممارسة ضغط عالمي سيؤدي إلى مقاطعة الفنانين لإسرائيل ودفعهم لعدم تجاهل ما ترتكبه بحق الفلسطينيين."

وأوضح إدريس، وهو رئيس تحرير مجلة "الآداب" اللبنانية أن "هناك نشطاء يشعرون بالاستياء من المجازر الإسرائيلية وبعدم القدرة على تقديم دعم أكبر للقضية الفلسطينية ولا يريدون الاكتفاء بالتظاهر وبإصدار البيانات."

أضاف: "بدأت الحملة  بمقاطعة شركات عالمية وانتشرت في عدد كبير من الدول العربية منذ عام 2000 واتسعت لتشمل المقاطعة الثقافية والأكاديمية والفنية انسجاما مع نداء المجتمع المدني الفلسطيني عام 2005  الذي أطلق الحملة العالمية المعروفة بـ(بي دي اس) التي تهدف لعزل إسرائيل على غرار ما تحقق ضد نظام الفصل العنصري (أبارتايد) في جنوب أفريقيا."

ولفت إدريس إلى أنه "لا يمكن للفنانين أن يفصلوا بين فنهم وما يرتكب في البلد الذي يدعوهم. لا يمكنهم أن يعتبروا ذهابهم إلى إسرائيل أمرا عاديا ويتغاضوا عما يحصل على تلك الأرض."

وشدد الناشط اللبناني على أن الحملة ترسل إلى الفنانين رسائل تطالبهم فيها بعدم الذهاب إلى إسرائيل وتحذرهم في حال رفضوا الاستجابة إلى أنهم لن يكونوا موضع ترحيب في "بلد يؤيد حقوق الشعب الفلسطيني كي يعرفوا أن ما فعلوه كان خطأ وبأنهم مطالبون بالاعتذار."

وذكر إدريس عددا من أهم الأكاديميين والفنانين العالميين الذين يقاطعون إسرائيل منذ مجزرة أسطول الحرية ومنهم فرقة الروك البريطانية "بينك فلويد" و كارلوس سانتانا وميغ راين وداستين هوفمن وغيرهم.