CNN CNN

مريم درويش.. أول إماراتية تعمل بتصليح السيارات

أجرى الحوار: مريم ثابت
الأحد، 13 أيار/مايو 2012، آخر تحديث 20:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحدت الإماراتية مريم درويش جميع العادات والتقاليد، لتصبح أول إماراتية تعمل في مجال صيانة السيارات في دبي، وقالت مريم في حوار خاص مع موقع CNN بالعربية، إن الكثير من الإماراتيين يتعجبون ويستهجنون من وضعي كمواطنة في هذه المهنة.

وأكدت أن بيئة العمل صعبة لكن حبها للمهنة، ورغبتها في إثبات كفاءتها كانا السبب في نجاحها. وأشارت أن الطلاق كان الدافع الأساسي وراء بحثها عن مهنة تعينها على تحمل نفقات الحياة، وقالت إن إصلاح السيارات أسهل من تربية الأبناء.

تحدثت درويش عن بدايتها قائلة: "سجلت في برنامج التوطين، ولم أكن من حملة الشهادات العليا، وأتيحت لي عروض لوظائف مختلفة، لكن لفت انتباهي عرض من إحدى شركات السيارات الإماراتية، تطلب فيه فنيين صيانة سيارات."

واستطردت قائلة: "قررت التقدم للوظيفة، ووجدت أربع فتيات أخريات متقدمات أيضاً، وخضعنا جميعاً لدورة تدريبية قاسية لمدة 6 أشهر، ولم يستطعن هن احتمال مشقة العمل وصعوبته، لكن بالنسبة لي هذه الصعوبات كانت ممتعة."

وعن نظرة المجتمع لها قالت درويش: "نظرة المجتمعة كانت منقسمة في البداية، فالبعض كان يسأل: لماذا أضيّع عمري في هذا المجال؟ كما أنهم توقعوا تراجعي عن الوظيفة بعد فترة وجيزة، وكنت أجيب ما يفعله الرجل تستطيع المرأة انجازه أيضاً، فربما ليست لدى القوة العضلية الكافية لكن بإمكاني طلب المساعدة، واليوم كل شيء يعمل آلياً، فتصليح السيارات أسهل على المرأة من تربية الأطفال."

وأضافت: " بعض العملاء من المواطنون الرجال يعتبرون عمل إماراتية في تصليح السيارات فضيحة، ومنهم من كان يطلب مني ترك الوظيفة، مقابل تأمين وظيفة أخرى مناسبة؛ حفاظاً على وقاري لكن كنت أرفض، فيما وجدت دعم من بعض الأصدقاء والعملاء الأجانب."

أما عن موقف أسرتها قالت درويش: "معظم أفراد الأسرة عارضوا في البداية، لكن أبنائي عندما تأكدوا من حبي للمهنة دعموني. وأخفيت عن إخوتي طبيعة عملي لمدة عام كامل، كذلك أمي لم تعرف طبيعة عملي، إلى أن شاهدتني في أحد البرامج التلفزيونية، وعندما عرفوا عارضوا، لكنهم تقبلوا الأمر بعد ذلك، وافتخروا بي، وأصبحوا يستشيروني هم وأصحابهم في أعطال سيارتهم."

وتحدثت عن ثقة العملاء قائلة: "مع الوقت اكتسبت ثقة الجميع؛ لأنني أعمل بأمانة وضمير، وأعتني بكل سيارة وكأنها سيارتي الخاصة، ما جعل العملاء يطمئنون ويثقون في خبرتي، خاصة بعد تأكدهم من كفاءتي وقدرتي على تحديد الخلل في السيارة حتى من مجرد شرح صاحب المركبة للمشكلة، واليوم أصبح العملاء يطلبونني بالاسم."

عن الصعوبات التي تواجها في العمل قالت: "بيئة العمل مع حرارة الجو في فصل الصيف أمام محركات السيارات صعبة. كما أن المهنة تطلب القوة البدنية والذهنية لكن أعتبر ذلك ضغوطات عمل يمكن التغلب عليا."

عن أحلامها للمستقبل قالت: "أحلم بتأسيس ورشة صيانة سيارات خاصة، أعمل فيها بيدي، لكن ما يعيق التمويل المادي تنفيذ حلمي."