CNN CNN

قوات حكومية تحاول السيطرة على معارك غربي ليبيا

الأربعاء، 02 أيار/مايو 2012، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)
 معارك زوارة تأتي بعد قليل من التوصل لتهدئة في سبها

طرابلس، ليبيا (CNN)-- قالت السلطات الليبية إنها أرسلت قوة أمنية إلى المنطقة الغربية، في محاولة للسيطرة على المعارك الدائرة في تلك المناطق بين المجموعات المسلحة في بلدات تقع بالقرب من الحدود مع تونس، مؤكدة وجود "جهود" لتهدئة الأوضاع بالتعاون مع عدد من الوزارات.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن "مصادر مسؤولة" بوزارة الداخلية قولها إن الوزارة "أرسلت قوة أمنية تتألف من 500 عنصر إلى المنطقة الغربية للسيطرة على الوضع الأمني المتوتر."

وأوضحت المصادر أنه تم التنسيق بخصوص إرسال هذه القوة مع رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش الوطني، وأفادت هذه المصادر أن القوة الأمنية "تضم ضباطا وضباط صف وأفرادا من اللجنة الأمنية العليا، والإدارة العامة للإسناد وتتواجد حاليا في منطقة صبراتة."

أما الهدف فيتمثل في "اتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة للدخول إلى تلك المناطق والسيطرة على الوضع الأمني فيها وفض الاشتباكات المسلحة."

وكان وزير الداخلية الليبي، فوزي عبد العالي قد أكد في تصريحات صحفية وجود جهود تبذل لتهدئة الوضع الأمني في مدينتي زوارة ورقدالين، بالتعاون بين وزارتي الداخلية والدفاع، ودعا الوزير الأطراف إلى حقن الدماء ، والتحلي بضبط النفس وعدم استعمال القوة، و"تفويت الفرصة على المشككين والمتآمرين على ثورة 17 فبراير."

وكانت مصادر محلية وشهود عيان قد أكدوا سقوط عشرات القتلى والجرحى في تجدد للمعارك بمحيط مدينة "زوارة"، غربي ليبيا، بين مسلحين من المدينة الساحلية، وآخرين من بلدتي "راقدالين" و"الجميل" المجاورتين.

وقال المتحدث باسم المجلس المحلي لمدينة زوارة، أيوب سفيان، لـCNN الثلاثاء، إن أربعة قتلى سقطوا خلال المعارك، التي وصفها بأنها "الأسوأ" التي تشهدها المنطقة، منذ سقوط العاصمة الليبية طرابلس، في قبضة الثوار المناهضين لنظام العقيد الراحل، معمر القذافي، في أغسطس/ آب الماضي.

ووصف المسؤول الليبي الوضع بأنه "خطير للغاية"، قائلاً إن "حرباً حقيقية تشهدها المنطقة في الوقت الراهن"، وسط مخاوف من امتداد المعارك إلى عدد من المدن المجاورة.

واندلعت المعارك في المنطقة قبل أيام، بين سكان مدينة زوارة، وغالبيتهم من القبائل "البربرية"، والسكان العرب بمدينتي راقدالين والجميل، أثناء عودة بعض أهالي زوارة إلى منازلهم، بعدما فروا في وقت سابق من العام الماضي، إلى الأراضي التونسية، هرباً من المعارك بين الثوار وكتائب القذافي.

وأشار سفيان إلى أن عدداً كبيراً من المسلحين، من "أتباع القذافي"، هاجموا مدينة زوارة، وقاموا باعتقال 25 مسلحاً، حيث تعرضوا لأعمال تعذيب خلال فترة احتجازهم التي امتدت ليومين، كما وصفهم معتقليهم بـ"الجرذان"، و"عملاء الناتو"، وهي نفس التسميات التي كان يطلقها القذافي على الثوار المناوئين لنظامه.

وأضاف أن المجلس الوطني الانتقالي ومسؤولين بالحكومة المؤقتة تدخلوا لإطلاق سراح الثوار المعتقلين، إلا أنه بعد تحريرهم، اندلعت الاشتباكات مجدداً الأحد، وما زالت مستمرة حتى مساء الثلاثاء.

تأتي هذه المواجهات بعد التوصل إلى اتفاق لتهدئة الأوضاع في مدينة "سبها"، جنوبي ليبيا، التي شهدت هي الأخرى مواجهات دامية الأسبوع الماضي، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.

ودارت المواجهات بين مسلحين ينتمون إلى قبائل عربية، وآخرين من قبائل التبو ذات الأصول الأمازيغية، هذه الأخيرة التي دعا زعماؤها الأمم المتحدة إلى التدخل لوقف ما وصفوه بأعمال "التطهير العرقي."