دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دعت منظمة تعنى بحقوق الإنسان السلطات السعودية إلى "الإفراج الفوري" عن المواطن السعودي الأمريكي، محمد سلامة، أو توجيه اتهامات محددة له، لتعيد بذلك فتح قضية سلامة الذي أوقف منذ أبريل/نيسان الماضي بتهمة "التطاول على الله ورسوله"، على صفحته بموقع "تويتر."

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن قوات الأمن "قبضت على سلامة من بيته في 30 أبريل/نيسان بعد أن نشر عدة تدوينات قصيرة على موقع تويتر ينتقد فيها تفسيرات أحاديث للنبي محمد، وذلك على حسابه الشخصي على الموقع."

وأضافت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إن القضاء لم يعلن عن اتهامات ضد سلامة، وفقاً لما قالته أسرته التي أشارت أيضاً إلى عدم وجود سجل بحبسه أو اتهامات منسوبة إليه.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش": "لم يعرف سلامة ولا أسرته بأية اتهامات بحقه. يجب ألا يمكث أحد وراء القضبان دون اتهامات، لا سيما إذا كان الحبس بسبب تعبيره عن آراء سلمية."

وبحسب بيان المنظمة فإن سلامة أدلى بتعليقات عن الأحاديث النبوية في مناقشات على الإنترنت. وذكر أن "النبي نفسه شك في القرآن" وأن "الانتحار أمر طبيعي، النبي عليه السلام حاول الانتحار بعد جفاف الوحي". كما نشر مقطع فيديو على موقع يوتيوب ينتقد فيه رجل دين على آرائه السياسية.

واعتبر ستورك أن قضية سلامة "مثال مؤسف على احتجاز السلطات السعودية للأفراد لفترات طويلة دون اتهامات وفي خرق لمعايير حقوق الإنسان الكبرى". وأضاف: "لم تُظهر السلطات أية أدلة على أنه فعل أي شيء أكثر من التعبير عن آرائه سلمياً. يجب الإفراج عنه فوراً."

وكانت قضية سلامة قد برزت نهاية مارس/آذار الماضي، عندما طلب ناشطون عبر صفحات الانترنت بتوقيفه بتهمة "التطاول على الله ورسوله" وذكرت تقارير آنذاك أنه قام بحذف حساباته على المواقع الاجتماعية، خوفاً من الملاحقة.

وتزامنت الدعوات لملاحقة سلامة مع إطلاق عدة منظمات حقوقية "حملة دولية" لحض السلطات السعودية على إطلاق سراح الصحفي السعودي، حمزة  كاشغري، الذي قد يواجه عقوبة الإعدام، على خلفية اتهامه بـ"الإساءة" للنبي محمد، عبر تعليقات على موقع "تويتر."

وكان كاشغري قد كتب تعليقات على صفحته الشخصية في تويتر، تناول فيها الذكرى الأخيرة لمولد النبي محمد، موجهاً كلامه إليه، بالقول: "في يوم مولدك لن أنحني لك، لن أقبل يدك، سأصافحك مصافحة الند للند، وأبتسم لك كما تبتسم لي، وأتحدث معك كصديق فحسب وليس أكثر."

وسرعان ما انهالت الردود على ما كتبه كاشغري، واتسع نطاق القضية بشكل واسع، ما دفع الصحفي السعودي إلى التراجع وتوضيح رأيه، فقام بإخفاء "تغريداته" القديمة، وكتب قائلاً: "والله لم أكتب ما كتبت إلا بدافع الحب للنبي الأكرم، ولكنني أخطأت وأتمنى أن يغفر الله خطأي وأن يسامحني كل من شعر بالإساءة."

وفر الصحفي السعودي إلى ماليزيا، فيما أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى دعت لمحاكمته بتهمة "الردة"، وتمكنت سلطات الأمن في مطار العاصمة الماليزية كوالالمبور، من اعتقال كاشغري وتسليمه إلى السلطات السعودية.